استمرار المعارك الضارية بين قوات القذافي والثوار
شنت طائرة مقاتلة ليبية امس غارة جوية استهدفت مواقع للثوار شرق مدينة راس لانوف النفطية التي يسيطر عليها الثوار،
وحلقت الطائرة علي ارتفاع منخفض قبل ان تظهر سحابة من الدخان الكثيف في الأفق علي بعد حوالي ثمانية كيلومترات شرق راس لانوف التي انكفأ اليها عشرات الثوار بعد قصف وغارات غرب المدينة. ويبدو ان الصاروخ سقط في الصحراء لكن تعذر تحديد ما اذا كان سبب سقوط جرحي واضرار.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية وقوع مدينة الزاوية في قبضة قوات القذافي، مشيرا الي ان المعارك لا تزال مستمرة بين القوات الموالية للرئيس الليبي والثوار في بعض الجيوب، وذلك بعدما بث التليفزيون الرسمي مشاهد لمتظاهرين في هذه المدينة مؤيدين للنظام.
وقال موسي ابراهيم ان الزاوية تحت سيطرة الجيش ولكن لا تزال هناك جيوب تدور فيها معارك. واضاف ان سكان الزاوية يحتفلون منذ ساعات باستعادة القوات الحكومية السيطرة عليها من ايدي الثوار. ومنذ اسبوع والتليفزيون الرسمي يقول ان قوات القذافي استعادت السيطرة علي هذه المدينة الواقعة علي بعد حوالي 40 كلم غرب طرابلس. وكان التليفزيون الرسمي قال إن مسيرات حاشدة خرجت تأييداً للقذافي في مدينة الزاوية التي شهدت بحسب المعارضة في اليومين الأخيرين معارك ضارية بين قوات القذافي والثوار الذين يسيطرون عليها. و
قال التليفزيون في شريط إخباري علي الشاشة: "جماهير الزاوية تخرج في مسيرات في الزاوية تأييداً للقائد ومسيرات حاشدة لجماهير مدينة الزاوية في ميدانها الرئيسي تأييداً والتحاماً بالاخ قائد الثورة. ونقل أيضاً صورا اكد انها من الزاوية لمتظاهرين يلوحون بأعلام خضر ويهتفون: "الله ومعمر وليبيا وبس". وكانت مصادر ومواقع اعلامية تابعة للمعارضة الليبية اكدت في اليومين الأخيرين ان القوات الموالية للقذافي تشن هجمات مكثفة علي مدينة الزاوية في محاولة لاستردادها من سيطرة الثوار وان عشرات القتلي سقطوا فيها.
وتقع الزاوية علي بعد نحو 40 كلم غرب طرابلس وهي معقل الثوار الاقرب الي العاصمة طرابلس. وعلي صعيد آخر، اكد شهود في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار علي بعد 150 كلم شرق طرابلس ان القوات الموالية للقذافي تحتشد حول المدينة. وشهدت مصراتة الاحد الماضي معارك اسفرت عن مقتل 21 شخصا واصابة اكثر من 90 بجروح، كما قال طبيب إن غالبية الضحايا من المدنيين. وبث التليفزيون الرسمي الليبي تسجيلا صوتيا قال انه لمكالمة هاتفية جرت بين جين كريتز السفير الامريكي في ليبيا وعمر الحريري المسئول العسكري عن الثوار الذين يقاتلون نظام القذافي.
وقال التليفزيون في شريط اخباري: "سنوافيكم بعد قليل بالمكالمة الهاتفية بين السفير الامريكي في ليبيا والعميل عمر الحريري في بنغازي"، ثم قطع برامجه فجأة وبث التسجيل ومدته حوالي سبع دقائق. وبحسب التسجيل فقد دار الحديث بين السفير الامريكي والضابط الليبي المنشق بواسطة مترجم، بعدما فشلت محاولة كريتز التكلم مع الحريري بلغة عربية مكسرة عرف خلالها السفير عن نفسه قائلا: "السلام عليكم.. سيد حريري؟ انا جين كريتز السفير الامريكي لدي طرابلس".
وسأل السفير الأمريكي خلال المكالمة الهاتفية الضابط المنشق عن وضع الثوار، وعن علاقته هو بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار في بنغازي وعما اذا كانت مسئوليته عن القوات العسكرية للثوار مستقلة عن المجلس ام تخضع لإشرافه. واجاب الحريري السفير الامريكي قائلا: "انا عضو في المجلس الوطني الانتقالي.. انا مسئول عن القوات العسكرية ولكن تحت اشراف المجلس". وشكل الثوار في بنغازي بعد سيطرتهم علي شرق البلاد اثر اندلاع الثورة منتصف الشهر الماضي "المجلس الوطني الانتقالي" برئاسة وزير العدل الليبي السابق مصطفي عبد الجليل وهو يضم 30 عضوا بينهم الحريري الذي عين في منصب المسئول العسكري في المجلس. وغادر السفير الامريكي طرابلس منذ يناير اثر نشر موقع ويكيليكس مذكرة دبلوماسية سرية كتبها كريتز وقال فيها ان القذافي لا يسافر الي الخارج الا برفقة ممرضته الاوكرانية وهي امرأة شقراء فاتنة، علي حد تعبيره.
وسأل السفير الامريكي ايضا عما اذا كانت لدي الحريري علاقات مع القوات الموالية للقذافي في باقي انحاء البلاد، فأجابه الحريري: "انا مسئول عن القوات الموجودة في المناطق المحررة التي هي شرق ليبيا اما بقية القوات الأخري فمعارضة لنا وموجودة في الغرب.. علي كل حال لن اكشف كل قدراتي". واستوضح السفير الامريكي الحريري ايضا عما اذا كانت لديه اتصالات بالثوار في مصراتة والزاوية حيث يخوض هؤلاء معارك مع القوات الموالية للقذافي، فأعرب المسئول العسكري عن الثوار عن امله بان يتمكن من ارسال نجدة اليهم، بحسب ما ورد في التسجيل الذي كان متقطعا. وسأل السفير الامريكي ايضا عما اذا كانت هناك من طريقة آمنة للاتصال مجددا بالحريري فأجابه الأخير انه لا بد من ايجاد هكذا وسيلة ولكن لا علم له فنيا كيف، فقال له المترجم: "ممكن بعدين تفكر بالاقتراح ونفكر سويا كيف نقيم وسيلة آمنة للاتصال معكم". وكان السؤال الأخير الذي سأله السفير الامريكي هو ما هي الاجهزة او المساعدة التي تحتاجون اليها؟"، الا ان سؤاله ظل من دون اجابة لان الحريري كان قد اقفل السماعة لظنه ان المكالمة انتهت. وكان القذافي اتهم في خطاب بثه التليفزيون الرسمي امس الاول المجلس الوطني الانتقالي بالخيانة، مؤكدا ان اعضاءه عملاء للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وان هذه الدول تريد الاستيلاء علي النفط الليبي.
وعرضت السلطات الليبية مكافأة مالية تبلغ نصف مليون دينار ليبي (406.000 دولار) لمن يلقي القبض علي مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ويسلمه الي السلطات، كما اعلن التليفزيون الرسمي. واكد نجل عمر المختار، اول مقاوم ثوري ليبي من اجل الاستقال والحرية الذي اعدمه الايطاليون قبل ثمانين عاما، انه لا تساوره اية شكوك بأن ثوار اليوم سينتصرون.
وللمفارقة فإن عائلة المختار التي رحبت في بادئ الامر بمسيرة القذافي وآمنت بثورته ووعوده السابقة، لكنها بدأت تغير موقفها في ثمانينيات القرن الماضي. ويقول محمد ان هذه الثورة ترمز فعلا الي عمر المختار مضيفا: "لقد اطلقها الشبان.. وهم ليسوا مع الجيش او الحكومة، ولذلك نشعر بتواصل اكبر مع هذه الثورة". ويشاطره هذا الشعور الناشطون من الطلاب، حيث اغلقت المدارس والجامعات ابوابها ويشارك الطلبة في التظاهرات. وتقول مينا :"القذافي استخدم رمزية عمر المختار لخداع الناس، ونحن نتحرك بوحي من عمر المختار بصدق لتمثيل كل شيء ناضل من اجله". لكن رفا براسلي المهندس الذي سجن في احد الاوقات لدي نظام القذافي يعتقد ان الوحي الاكبر جاء من انتفاضات اكثر حداثة واكثر نجاحا. ويقول: "لكي اكون نزيها، ان عمر المختار كان يشكل مصدر الهام لكن هذه الثورة جاءت بشكل اساسي من وحي ثورتي تونس ومصر اللتين حققتا نجاحا. لذلك فإنهما تشكلان مصدر الوحي الاساسي". واعلنت هيئة الاذاعة البريطانية ان 3 من صحفييها الموجودين في ليبيا لتغطية الاحداث التي يشهدها هذا البلد اعتقلوا وضربوا ثم تعرضوا لعملية اعدام وهمية قبل ان يفرج عنهم.
وقالت "بي بي سي" ان الصحفيين الفلسطيني فراس كيلاني والبريطاني كريس كوب - سميث والتركي جوكتاي كورالتان اعتقلوا وتعرضوا لاعتداءات متكررة، ثم افرج عنهم. وقال فراس كيلاني الذي يعمل في الخدمة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية ان جنودا ليبيين: "ضربوني بعصا، لقد ركلوني بجزماتهم العسكرية".
واضاف: "لقد وجد انبوبا بلاستيكيا علي الارض فراح يضربني به ثم اعطاه احد الجنود عصا طويلة"، مضيفا "لقد عرف من نحن وماذا كنا نفعل".