المحكومون بالبراءة ... عين الله ساهرة !
هاهو الثانى من يونيو قد أتى وأنتم تسابقون الريح الى بيوتكم بعدما حكم لصالحكم بالبراءة ، ذاك التاريخ لن يمح من ذاكرتكم وأيضا لن يمح من ذاكرة الشعب المصرى على إمتداده ، لكن الفرق شاسع بين الذاكرتين ، البراءة لاتعنى فك القيود والإبتعاد عن أسوار السجن الموحشة ، البراءة تعنى رضا الإله عليكم ورضاكم عن أنفسكم ،
وأنكم بالفعل لم ترتكبوا ذات الفعل القمئ حينما أتهمتوا بقتل وإصابة آلاف الثوار الذين رفعوا مطلب الحرية والعيش الكريم شعارا فى كل الميادين ، البراءة تعنى راحة وهدوء ضمائركم لاتخشون مقابلة رب كريم فصفحتكم نقية طاهرة ، فهل حقا أياديكم كانت بيضاء لم تتلوث أو تتخضب بالدماء ؟ لم تطلقوا رصاصة واحدة على الأبناء ولم تشتركوا فى تلك الجريمة الشنعاء ؟ وحين أتتكم التعليمات والأوامر بالتعامل مع المتظاهرين بالقوة لوأد الثورة فى مهدها رفضتم وتمردتم على قتل أبنائكم وأخواتكم من االمصريين المطالبين بالتغيير وأنتم تعلمون أن هؤلاء الشباب وطنيون مخلصون ، وأن رسالتهم النبيلة مادفعتهم للفداء ، كنتم أكثر فئات الشعب معرفة بما يدور ، تعلمون كيف كان الظلم والفساد عنوان المرحلة ، الشعب لم يخرج من فراغ بل هب على قلب رجل واحد رافعا شعار ( إرحل ) لمبارك الذى دمر البلاد نهبا ولم يمنع ثلة من اللصوص وكان قائدهم أن تكف أياديهم عن سرقة مقدرات الوطن ، كانت تلك الأدلة والإثباتات التى تشيب لها رؤوس الولدان فى متناول الجميع فى وقت ما تثبت أن القتل العمد بالرصاص الحى الذى إنتزعوه من أجساد الشهداء دليلا قاطعا لايقبل التشكيك ، سيارات الأمن المركزى والسيارات الدبلوماسية التى سحقت جماجم وعظام خيرة شباب مصر كم تناقلتها كل وسائل الإعلام ثم قنص العيون ، وفجأة إنشقت الأرض لتمحو كل دليل ومحاميكم يطمئنوكم أن براءتكم ليس منها بد ، وأنها مسألة وقت وِالقاضى الجليل سوف يقرأ ثم يتفحص ويتمحص الأوراق لكنه سيخرج خالى الوفاض من أدلة تدين أيا منكم ، طمأنوكم أنكم لستم المسئولين عن هروب المساجين وعتاة الإجرام ، والسؤال كيف قضيتم ليلتكم الأولى بعد الإفراج ؟ كيف وضعتم الرأس لترتاح على الفراش الوثير ؟ فإن كنتم ظالمين
تعلمون من كمم الأفواه ليكسر قلب الوطن ، الشباب أستشهدوا فى حب مصر ، ضحوا من أجل أبنائكم وأحفادكم أنتم أيضا ، صك البراءة بسبب إتلاف الأدلة وإحراق الأوراق الثبوتية لن يمنع دعوات كل أم ثكلى بالقصاص من أجل الدم ، كل يتيم حرم من أبوه ستغرقكم دموعه فى صباح العيد ، فى إجتماع أولياء الأمور وهم منزوون وحيدون فى الركن محرمون من السند والرفيق ، كلنا يعلم أنكم لن تهنأون ببراءة لم تكن أبدا حقا لكم ، ولا تظنوا أن الله غافل عن الجرم ، لا تظنوا أنكم ستنطلقون بلا قيود الى الأبد ، أرواح الشهداء على أبوابكم تصب حولكم النيران ستمنع عن شفاهكم أى ضحكة تولد ، ستطفئ المصابيح فى عيونكم عندما يكشف الله الحق يوما( الزيف والخداع ) فعين الله ساهرة لاتغفل ، وحينها لن تقووا على لمس الجراح