وجود جديد لوزارة الثقافة
أنصف الذين انسحبوا من منصب وزير الثقافة بعد 25 يناير سواء بالإقالة أو الاستقالة، وقد حاولوا الاستمرار قدر طاقتهم، ولكنهم كانت تعوزهم القدرات علي إحياء وإثبات الحضور الجديد للوزارة بعد الثورة، بعد أن كانت هذه الوزارة في العهد السابق
وهاجة الوجود بغض النظر عن الاختلاف مع وزيرها الأسبق فاروق حسني ومبالغة البعض في الهجوم علي الوزير الأسبق - وليس سياساته وبرامجه - فلم تضم «حظيرة المثقفين» التي عمل الوزير علي إنشائها غير النفر الذي رأي في استمرار الوزير لسنوات طويلة في منصبه خير عاصم من الحرمان والاضطهاد فلاقوا في الحظيرة الحنان والرعاية إلي حد «الدلع»، وأما الذين تجنبوا الحظيرة ترفعاً وقنعوا بما هم فيه، ولكن الذين اختلفوا مع الوزير والذين انضووا تحت لواء حظيرته، كان لديهم ما يثير الجدل حول الوزارة والمجلس الأعلي للثقافة علي وجه الخصوص، لكن الوزراء الذين أعقبوا الوزير في منصبه لم يكن عندهم غير نشاط هزيل في الافتتاحات ورعاية النشاط المظهري الذي يرد فيه اسم الوزير منهم بأكثر من وجود فعلي للوزارة ذاتها، وفي ظني أن تعيين المثقف الواعي محمد صابر عرب يجعلني أتوقع - ولا أتمني فقط - أن يبرز لوزارة الثقافة في وجوده حضوراً جاداً للوزارة التي عرفها صابر عرب جيداً وخبر خباياها والعناصر التي مازالت مهيمنة علي كل مرافق الوزارة، ويمكن لصابر عرب فيما أتصوره أن يواصل البناء علي ما هو في حاجة إلي الاستكمال في مشروعات تنتظر، وأمام د. صابر عرب فرصة - لو أمهلوه بالوقت والاستمرار - لتحقق الكثير مما كان
ولقد كانت وزارة الثقافة مستقرة استقرار وزيرها فاروق حسني طيلة وجوده لسنوات طويلة، ولكن حقبة جديدة للاستقرار بمعناه الجاد الذي يجعل للوزارة تأثير تحس به مصر، خاصة أن جهاز قصور الثقافة قد أصابه الصدأ وتخلي عن انحيازه إلي ثقافة الجماهير، فلم يعنِ تغيير الهيئة إلي مسمي جديد «قصور الثقافة» سوي القصور الشديد في أداء رسالتها، ولا أشك في إدراك د. صابر عرب لكل ما أسلفته وأكثر.