رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أمراض الصيف بالجملة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - إيمان الجندى / إشراف : نادية صبحي

مع حلول فصل الصيف ومن قبله تكثر الإصابة بالأمراض التى تنتقل عن طريق تلوث الطعام والشراب وبسبب ارتفاع درجات الحرارة وتنوعها، حيث تكون الظروف المناخية مناسبة لنمو هذه النوعية من مسببات الأمراض وأيضاً الحشرات الناقلة لها.. خصوصاً مع تفتح الزهور وانتقال حبوب اللقاح من مكان لآخر منها أمراض الصدر والحساسية وأمراض مثل الحمى التيفودية والالتهاب الكبدى الوبائى والنزلات المعوية.. وزارة الصحة من جانبها دائماً ما تعلن عن خطة لمكافحة تلك الأمراض واتخاذ بعض الإجراءات الصحية والوقائية منعاً لانتشارها أو حدوث تفشيات وبائية.. وحول تلك الأمراض والإجراءات الصحية المطلوب اتخاذها منعاً لانتشارها تروى سطور التحقيق التالى.

بشكل عام تنقسم أمراض الصيف إلى ثلاثة أقسام: الأول أمراض الجهاز الهضمى مثل التيفويد والدوسنتاريا والنزلات المعوية وأكثرها انتشاراً الإسهال وأبرز أعراضها القىء وارتفاع درجات الحرارة وفقدان الشهية ويكون البراز مخاطياً ذا لون بنى مائل للخضرة وقد يكون مصحوباً بالدم والهبوط الشديد للوقاية من تلك الأمراض هناك ضرورة للحرص الشديد على نظافة الطعام وعدم التهاون فى علاج أعراضه كذلك عدم تناول الطعام فى مطاعم تنعدم فيها الشروط الصحية حيث يكون الطعام مكشوفاً ومعرضاً للحشرات وللعوامل الجوية كما يفضل استخدام مياه الشرب المعقمة والمعبأة.

أما القسم الثانى فيشمل أمراض الجهاز التنفسى وأكثرها الالتهاب الرئوى والسل والدفتيريا والخناق.. ويعتبر الالتهاب الرئوى الأكثر انتشاراً فى مصر والخليج بسبب أجهزة التكييف، حيث إن الانتقال المفاجئ بين الحرارة والبرودة يسبب الأنفلونزا والتى قد تشتد لتصل إلى التهاب حاد وقد يصيب الرئة والقصبات الهوائية وتتمثل أهم أعراضه فى الحرارة الشديدة والسعال وصعوبة التنفس.. وللوقاية من أمراض الجهاز التنفسى ينصح الأطباء بعدم التعرض المباشر للهواء البارد بعد التعرض لحرارة شديدة، والقسم الثالث يتمثل فى أمراض العيون ومع الصيف وانطلاق الجميع لحمامات السباحة يزداد انتقالها فتسبب أمراضاً عديدة منها الأمراض الجلدية والفطرية وأمراض العيون مثل الكالزكة وهو مرض يصيب جفن العين وقد يكون صديدياً ومزعجاً جداً إذا لم يعالج فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة ومن ثم ينصح باستخدام قطرات معقمة للعينين عند الخروج مباشرة من حمامات السباحة.

وهناك نوع من الأمراض تصيب الجهاز العصبى ويعد أيضاً من أمراض الصيف وهو الالتهاب السحائى بأنواعه الفيروسى والميكروبى وينتقل عن طريق التنفس والرذاذ ومخالطة مريض أو حامل للفيروس أو الميكروب.. مما يستلزم التحصين لجميع أفراد الأسرة.

ومن أمراض الصيف أيضاً الأمراض التى تنتقل بواسطة الحشرات كالملاريا والحمى الصفراء ويعد البعوض الناقل الأول لها والذى يتوالد فى أماكن البرك والمستنقعات الراكدة وتهاجم الملاريا الكبد وكرات الدم الحمراء وتتمثل أعراضها فى الحمى الرعشة والعرق الشديد وللوقاية منها يلزم المكافحة الكيميائية للحشرات.

الأطفال والصيف

بشكل خاص الأطفال هم الأكثر عرضة لأمراض الصيف المختلفة بحسب كلام الدكتور يوسف جابر الملاح استشارى الأطفال.. ذلك لكونهم الأكثر إقبالاً على الوجبات الجاهزة وتأثرهم السريع والمباشر بالأغذية التى قد تكون ملوثة وخاصة الملوثة بالمبيدات إلى جانب ضعف الجهاز المناعى عندهم لصغر أعمارهم وعدم اكتماله فى بعض الحالات، لذلك تزداد بإصابتهم بالأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمى كالإسهال والاتان المعوى بشكليه الفيروسى والجرثومى وهما مرتبطان مباشرة بما يتناوله الأطفال من أغذية وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة فى فصل الصيف، كما أن الحمى التيفودية والدوسنتاريا والإسهال الصيفى من أشد الأمراض ضرراً وتصيب الأطفال خلال العام الأول من العمى وتسبب فى وفاة ما لا يقل عن 50٪ من الأطفال خلال العام الأول، كذلك هناك ضرورة للوقاية من الأمراض المتعلقة بالشمس والحرارة بتفادى تعرض الأطفال إلى أشعة الشمس صيفاً خاصة فى الفترة بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة مساء وعدم تناولهم أغذية مخزنة بشكل غير صحى أفسدتها درجات الحرارة المرتفعة وينهى الدكتور يوسف كلامه بعدم فرك العين بأيد ملوثة أو فى حمامات السباحة منعاً للملتحمة كذلك حذر من تعرض الأطفال لأشعة الشمس الحادة والمباشرة حيث يعانى الأطفال من الطفح الجلدى نتيجة ارتفاع الرطوبة بالجو وعدم تبخر العرق مما يستلزم البعد من أماكن القمامة والتعرض للذباب الناقل الأساسى لأهم الميكروبات ومن ثم الدمامل والالتهابات الفطرية والبكتيرية.

بعض الأمراض ترتبط بقدوم فصل الربيع والصيف عامة كحساسية العيون والفم والأنف والحلق والصدر، وذلك بحسب الدكتور نبيل عبدالصمد الديريكس، استشارى الصدر والحساسية ومدير معهد الصدر والحساسية السابق بإمبابة، مستكملاً أنه بالنسبة لأمراض الجهاز النفسى مثل حساسية الأنف فهى التهاب فى الأغشية المخاطية المبطنة للأنف وتعتبر حبوب اللقاح وخاصة حبوب الحشائش والنخيل وكذلك الأتربة الناعمة التى تحمل الفيروسات من أهم مسببات حساسية الأنف والذى تعد الوراثة أحد مسبباتها وتتمثل أعراضها العطس وانسداد الأنف والحكة وسيلان الأنف والحرقة فى الحنجرة والصداع وضعف خاصة الشعر ولذلك والكلام للدكتور نبيل من الضرورى جداً التفرقة بين الحساسية ونزلات البرد الطارئة فالأولى تستمر شهوراً وسنوات والثانية من 5 لـ 10 أيام، فحساسية الصدر «الربو» مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية ويتميز بحدوث هجمات متقطعة من ضيق التنفس مع صفير مصحوباً بسعال فى حالة اشتداد النوبة خاصة أثناء الليل ومن ثم فعلاج أمراض الجهاز التنفسى يحدد أولاً بعد معرفة سبب الحساسية كالأمصال المناسبة والبخاخات والأدوية التى تعمل على توسيع القصبات والشعب الهوائية فى حالات الربو الشعبى.. وتجنباً لأمراض الربيع ينصح الدكتور نبيل بالابتعاد عن المزارع والحرائق وإغلاق النوافذ بعد تجديد هواء المنازل وغسل الجسم بصورة منتظمة وتغيير أغطية الفراش باستمرار وعدم التعامل مع الحيوانات الأليفة والإكثار من الأغذية الغنية بفيتامين C والكالسيوم لمقاومة الزكام الدكتورة نادية عبدالمطلب، أستاذ التغذية الخاصة والعلاجية، بمعهد تكنولوجيا الأغذية، تؤكد ارتباط أمراض الجهاز الهضمى بالإصابات البكتيرية والتى تحدث نتيجة تعرض الطعام للإفساد بسبب درجات الحرارة العالية إلى جانب عدد من الأمراض المزمنة التى تتأثر بدرجة الحرارة كالغدة الورقية وزيادة نشاطها.. ولذلك ينصح بعدم تناول الطعام خارج المنزل خلال فصل الصيف لسرعة وسهولة فساده خاصة وأن البكتيريا العنقودية تنشط بشكل كبير فى الطعام المتواجد خارج الثلاجة.. وتشير الدكتورة نادية إلى أن الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات تعرضاً للأمراض الصيفية بسبب ضعف المناعة والأجسام لذلك تعد الحمى التشنجية من أكثر الأمراض انتشاراً بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

ونزيف الأنف كما يقول الدكتور ماجد مشالى، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، أحد أهم الأمراض الطبيعية لدى الكبار والصغار بسبب ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع ضغط الدم ويستلزم سرعة فى الإسعاف بتقديم رأسه للأمام وليس للخلف كما هو شائع والإمساك لمدة 5 دقائق وبعد خروج مخاط أبيض من الفم ينتظر المريض 8 دقائق على الأقل ثم يقوم بغسلها، وهناك أيضاً دخول مياه فى الأذن الخارجية بسبب كثرة الاستحمام وحمامات السباحة وما ينجم من التهابات الأذن وحكة قد تحدث جروح.

الخضر والفاكهة

تعتبر من أكثر أنواع الأغذية التى تتعرض للتلوث الكيماوى بسبب رشها بالمبيدات الزراعية وهو ما يكون وراء حالات التسمم التى تقع للكثيرين فى فصل الصيف، وذلك بحسب كلام الدكتور أحمد مراد، أستاذ المحاصيل بمعهد تكنولوجيا الأغذية، بمركز البحوث الزراعية، لذلك وفقاً لكلامه هناك مشاكل تواجهنا عند تناول الخضر والفاكهة لعدم علمنا بمدى تلوثها إلا بعد تناولها وحدوث آثارها الجانبية وأبسطها المغص والإسهال وحالات التسمم تلك تظهر أكثر على الفاكهة لأنها ترش عادة أكثر من الخضراوات بأنواع عديدة من مبيدات الآفات..

ولذلك هناك ضرورة لمعرفة عوامل الأمان عند تناول الفاكهة والخضار منذ جمع المحصول وبعد رشه، حيث من الشائع طرحه فى السوق بعد عملية الرش مباشرة والأفضل تركه لمدة 20 يوماً بين الرش وطرحه فى السوق كما أن غش المبيدات تجعل المزارع يلجأ للرش أكثر من مرة مما يزيد من خطورته على المستهلكين مما يستدعى غسيل الخضار والفاكهة جيداً بمياه جارية ونظيفة.

خطة الوزارة

تشمل عدة عناصر من بينها رصد الأمراض والاكتشاف المبكر لحالات أمراض الصيف والإصحاح البيئى وإنشاء نظام للترصد النشط لفحص عينات المياه والصرف الصحى بالمناطق ذات الخطورة بالمحافظات للتنبؤ بحدوث تفشيات مرضية وبائية بالإضافة إلى التشخيص الصحى والإعلامى والمشاركة المجتمعية.

والخطة ترصد أمراض الصيف وتسجلها سواء من العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية بالمستشفيات مع إبلاغ الغرفة الوقائية المركزية بالإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية فوراً فى حالة حدوث أى زيادة ذات طابع وبائى والتعامل النووى مع هذه الحالات.. من خلال إعداد غرف عمليات للطوارئ الوقائية بالمحافظات وبكل إدارة صحية وتتضمن الخطة توفير أدوية الطوارئ بالكميات والنوعيات الكافية لمواجهة حدوث أى حالات طارئة أو تفشى وبائية على مستوى مديريات الشئون الصحية وجميع الإدارات والتأكد من توفير جميع الإمكانيات لمستشفيات الحميات خاصة الأدوية والمحاليل والمطهرات اللازمة لمواجهة أى ظروف طارئة والتأكد من استعداد المعامل الإقليمية فيما يتعلق بالمستلزمات وفحص العينات.

كما تتضمن الخطة وفيما يخص مجال الإصحاح البيئى وهدف السياسة الوقائية بمكافحة أنواع التلوث لمصادر المياه والغذاء تشديد الرقابة على الأغذية والمشروبات وكافة مصادر مياه الشرب وكذلك مراقبة عمليات الصرف الصحى منعاً لحدوث أى تلوث بيئى ينجم عن اختلاط مياه الصرف بالشرب وكذلك الأغذية ومن ثم مراقبة النظافة العامة والتخلص من القمامة ومكافحة الذباب والحشرات وكل نواقل الأمراض بالتنسيق مع المحليات فى ذات الوقت يتم إنشاء نظام الترصد الإيجابى النشط لفحص عينات المياه والصرف الصحى بالمناطق الخطرة للتنبؤ بحدوث تفشيات مرضية وبائية.

وفيما تتضمن الخطة بشأن التثقيف الصحى والإعلام الجماهيرى فهو وبحسب الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان بحث المواطنين عن اتباع أساليب النظافة العامة لكيفية التخلص من جميع أنواع الفضلات وإعداد برامج حيوية موجهة لكيفية الوقاية من أمراض الصيف واتباع الأساليب الصحية للنظافة العامة وإعداد برامج خاصة للتجمعات والمعسكرات وغيرها، كل ذلك يتم من خلال نزيف الثقافة الصحية بالإدارات والمديريات الصحية عن طريق الندوات واستخدام الملصقات فى الأماكن العامة والمستشفيات والوحدات واستخدام كافة طرق التواصل المجتمعى.

 

خزانات الموت.. كارثة أخرى

القرار رقم 166 لعام 2001 الخاص بوزارة الصحة ينص على تبعية خزانات المياه للوزارة كما ينص على ضرورة تأكد مفتشى الصحة من استيفاء الخزانات الكائنة بالعقارات للاشتراطات اللازمة.. والتى تنص عليها هيئة المواصفات وأهمها وجود مادة عازلة تمنع الرشح ولا تسمح بتكوين طحالب أو فطريات مع مراعاة وجود غطاء محكم لمنع دخول الحشرات بالإضافة لوجود بطاقة صحية لكل خزان مدون بها موقعه ونوعه والمادة المصنوع منها ومادة العزل والتبطين وكذلك الشركة التى تشرف على تطهيره ومواعيد ذلك التطهير بمعدل مرة كل شهر.

إلا أن الواقع يخالف تماماً ذلك القرار المزعم ومعه تحولت خزانات المياه إلى مصادر للسموم الفتاكة، حيث يوجد خزانات مصنعة من البولى اثيلين الصالحة لمياه الشرب لكن الغالبية العظمى والمنتشرة فى العشوائيات على وجه الخصوص مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره من مصانع بير السلم بحسب كلام بعض المصادر المتخصصة والتى رفضت ذكر أسمائها.. مؤكدين أن هذه الخزانات يتم طلاؤها بمواد كيميائية تتحلل مع الماء وتنتج مواد سامة والبعض منها قابل للصدأ مما يؤدى لتراكم البكتيريا والطحالب والفطريات ومع درجات الحرارة المرتفعة خاصة فى الصيف تتحلل كل هذه المواد وتؤدى للإصابة بأخطر أمراض المعدة والالتهاب الكبدى الوبائى وتزداد تلك المعاناة فى عدم إحكام غلق الخزانات وتسرب الحشرات والفئران من كراكيب وزبالة معظم الأسطح.. ولذلك تعد مادة التيماتودا واللافقاريات من أهم الملوثات المنتشرة فى الخزانات.

ورغم أن جهاز حماية المستهلك طبقاً للقانون رقم 67 لسنة 2006 هو الجهة المعنية بحماية المستهلك وتوفير الحق فى سلعة أو منتج بالبيانات التى توجبها المواصفات القياسية المصرية لم نسمع عن أى حملة ضد خزانات المياه المنتشرة فوق أسطح بمختلف أنحاء الجمهورية، ذلك رغم أن أكثر من 90٪ من أمراض الجهاز الهضمى والكبد والكلى تحدث للمصريين بسبب تلوث المياه بحسب الخبراء والأطباء مؤكدين أن 20٪ نسبة التلوث الجرثومى فى خزانات المياه وما يسببه من حالات تسمم.. فالخزان الملوث بالبكتيريا وفقاً للمختصين والأطباء مصدر عدوى لانتقال الأمراض للإنسان عبر مياه الشرب أخطرها الكوليرا والسمالمونيلا وبكتيريا القولون البشرية والتى تسبب التهاباً رئوياً ودرناً رئوياً إضافة إلى التهابات الجلد والتيفويد والثعلبة كذلك الطفيليات والفيروسات فهى تسبب شلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائى وحمى الغدد وأمراض لا حصر لها.. ولاتزال الرقابة على خزانات الموت غائبة.. والقوانين تهالكت!!