عبد الفتاح القصرى رئيسًا للوزراء
عاد الفنان عبد الفتاح القصري ليتصدر المشهد السياسي المصري منذ أُعلن عن سفر المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل رغم مرور ثمان وأربعين عامًا على رحيله ورغم كونه كوميديانا لم يتعاط السياسة.
أطاح القصري بصورة الدكتور كمال الجنزوري من المشهد وحل محلها بملامحه المميزة وطيبته المعهودة وأصبح رئيسًا للوزراء في فيلم التمويل الأجنبي، وحقق حلمًا لم يكن متاحًا طوال مشواره الفني الذي اكتفى فيه بدور السنيد رغم قدراته التمثيلية الرائعة ومكانته في نفوس المشاهدين، وكذلك اكتفى الدكتور الجنزوري بدور الكومبارس رغم ادعائه امتلاك صلاحيات رئيس الجمهورية.
المعلم حنفي شيخ الصيادين الذي أكد مرارًا أن كلمته لن تنزل الأرض أبدًا تخلى عن تقمص دور "سي السيد" بمجرد أن زجرته زوجته وكذلك فعل الجنزوري في موقف مشابه تمامًا.
ففي الوقت الذي كان رئيس الوزراء يلقي فيه بيان حكومته أمام البرلمان ويؤكد أن مصر لن تركع أبدًا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية تؤكد أن القضية في طريقها إلى الانتهاء، وبالفعل ركع المسئولون في الدولة على الهواء مباشرة في مشهد إهدار الكرامة المصرية وانكشف الغطاء الرقيق الذي كان يستر العلاقة غير الشرعية المستمرة منذ عقود على سرير الإدارة الأمريكية.
أفرج المجلس الحاكم في البلاد عما أراد أن يوهمنا أنه الطرف الثالث واللهو الخفي
الضغوط الخارجية والتدخل السافر في عمل القضاء أيقظ عند المصريين شكوكًا تجاه محاكمة المخلوع وأركان نظامه الفاسد، فكيف نثق، بعد مشهد النهاية في فيلم التمويل، في جدية المسلسل الهزلي المستمر على مدار عام كامل دون أن نتذكر المرحوم عبد الفتاح القصري، في فيلم الأستاذة فاطمة، أثناء مرافعته وهو يطلب لخصمه "الإعدام شنقاً مع سبق الإصرار والترصد."
ندعو الله أن يتعظ مسئولونا من النهاية التي انتهى إليها الفنان الراحل، فبعد أن ملأت شهرته الآفاق وحظي بحب المصريين جميعًا، أصيب بالعمى وتوالت عليه النكبات وتنكر له الكثيرون ورحل وحيدًا إلا من بعض المشيعين.
[email protected]