من الفول والجبنة إلى البسكويت والباتيه.. تعرف على تاريخ الوجبة المدرسية

فور سماع البعض مصطلح "الوجبة المدرسية" يثار في الأذهان ذكريات المدارس وأيام الطفولة خلال قضاء اليوم الدراسي، حيث كان ينتظر الطلاب لحظة تسلم الوجبة على أحر من الجمر التي كانت تصرف لتحفيز وتدعيم الطلاب لقضاء يوم دراسي، وتحمل الوجبة تاريخ كبير ممتلئ بالأحداث والقصص التي تبدأ من عصر الملك فاروق وحتى الوقت الحالي.

وتستعرض "بوابة الوفد"، في هذا التقرير تاريخ صرف الوجبة المدرسية على مر العصور:

بدأت التربية والتعليم بصرف الوجبة المدرسية في عصر الملك فاروق  وفقًا لبروتوكول موقع بين وزارة التربية والتعليم والزراعة على 4 أنواع من الوجبات المدرسية، وهما الوجبة الجافة تتكون من رغيفين خبز وقطعة حلاوة وثمرة فاكهة، والمطبوخة تقدم في  المدارس 3 مرات يوميًا والبسكويت بأنواعه، والرابعة الفطيرة المحشية وكل هذه الوجبات تخضع لمعايير وقواعد برامج الأغذية العالمية.

البداية كانت بأمر ملكي صادر عن الملك الفاروق حاكم مصر والسودان في هذه الفترة بصرف وجبة مدرسية مجانية لطلاب المدارس لتشجيعهم وتحفيزهم على الذهاب إلى المدرسة لتلقى العلم، فضلًا عن توفير الدعم الأسري أيضًا وعلى الرغم من تعاقب فترات الحكم واختلاف الرؤساء وتولية عدد من الوزراء حقبة التربية والتعليم استمر صرف الوجبة وإن تغيرت قليلًا.

وبدأ صرف الوجبة المدرسية للطلاب بعد إقرارها من الملك فاروق 1942، وتحتوى على خبز وقطعة من الجبن وقطعة من الحلاوة الطحينية وقليل من حبات الفول السوداني وطبق فول كمكون غذائي واستمرت هذه الوجبة لمدة عشر سنوات متكاملة.

لم تتأثر الوجبة المدرسية بحلول ثورة 23 يوليو 1952ولكن استمرت بإضافة مكونات جديدة لها فمع صرف الخبز وقطعة الجبن والحلاوة أضيفت ثمرة الفاكهة، مع العلم أن هناك بعض الاختلافات التي تظهر من منطقة لأخرى.

وفى عهد الراحل محمد أنور السادات كانت الوجبة المدرسية تحتوى على، عيش، وفول، وعلبة لبن، وقطعة جبنة مطبوخة، واستمرت حتى مطلع الثمانينات وفى منتصفها تغيرت فأصبحت تضم وجبة مغلفة ورغيفين من العيش البلدي .

أما في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك  اتخذت الوجبة مسار آخر من صرف الخبز والجبن والحلاوة إلى البسكويت التي يزن ما يقرب من 100 جرام تقريبا، وكانت توزع الوجبة في هذا التوقيت بمعرفة مسئول التغذية المدرسية ولم تستمر على هذا النحو حتى وإن كانت تتغير إلى "الفينو" أو الفطائر والمربى.

 

حوادث التسمم

اتخذت وزارة التربية والتعليم نفس المسار في صرف وتوزيع الوجبة المدرسية على الطلاب، ولكن سرعان ما توقف هذا المشروع بسبب انتشار حالات التسمم بين الطلاب بالمدارس في مختلف المحافظات.

وفي مارس الماضي أصيب أكثر من  300 تلميذ وتلميذة بمجمع مدارس بسوهاج بحالة تسمم جماعي عقب تناولهم وجبة التغذية المدرسية، وأجمع الطلاب على حدوث إصابتهم عقب تناولهم وجبة التغذية المدرسية، التي تضمنت قطعة حلاوة طحينية وقطعتي جبنة مثلثات ورغيفين خبز.

وظهرت أعراض التسمم أيضا على 81 طالبًا بإحدى المدارس بمحافظة المنوفية، عقب تناولهم الوجبة المدرسية، وتم نقلهم للمستشفى وأيضًا إصابة 17 تلميذًا، باشتباه تسمم غذائي عقب تناولهم للوجبة المدرسية ببني سويف، كما أعلنت وزارة الصحة تسمم 312 في محافظة السويس وأسوان والقاهرة.

بعد انتشار العديد من حالات التسمم أصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني،

تعليمات بدفع لجان متابعة لجميع المحافظات، للوقوف على صحة وسلامة الإجراءات المتعلقة بتخزين، وتداول الوجبات المدرسية داخل المدارس وضرورة اتباع الإجراءات والتعليمات الخاصة بالتعاقد والفحص قبل الاستلام لضمان وصولها للطلاب بحالة ممتازة.

وبعد محاولات عدة لاستمرار صرف الوجبة المدرسية انتهت بالفشل قرر الدكتور طارق شوقي إيقاف صرف وجبات التغذية المدرسية، والوجبات الموجودة بمخازن المدارس، على مستوى جميع المديريات التعليمية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتنفيذ تلك التعليمات، وتشكيل لجنة من كل الأجهزة المعنية بالدولة للوقوف على أسباب حدوث مثل تلك الحالات التي ظهرت مؤخرًا وإجراء التحقيقات اللازمة، ووضع الآليات المناسبة والكفيلة بعدم تكرارها مستقبلًا.

ووضع شوقي خطته بإضافة فطيرة يوم على أن يتم تصنيعها من قبل وزارة الزراعة يومين بسكويت بالعجوة.

وفى العام الحالي أعلنت رندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي ومسئولة ملف التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم، أن وجبة العام الدراسي الجديد تستهدف تلاميذ مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، ومدارس التعليم المجتمعي وتحتوي الوجبة على بسكويتين 50 جرام محسن لتلاميذ رياض الأطفال، و80 جرامًا لطلاب المرحلة الابتدائية، مع إلغاء الوجبة الجافة المكونة من "جبنة وخبر"، والتي تسببت في حالات التسمم والإعياء لبعض الطلاب العام الماضي.

وأنه سيتم توزيع قطعة "باتيه سادة"، و"باتيه بالعجوة" وقطعة حلاوة طحينية، وفطيرة بالعجوة، على الطلاب، بدلًا من الوجبة الجافة، مع استمرار توزيع الوجبة المطهاة لطلاب المدارس الداخلية، فضلًا عن عدم تخزين الوجبة المدرسية.

وأعلنت رئيس الإدارة المركزية للتسرب التعليمي أن العام الحالي، أن هناك تنسيقًا كاملًا بين عدة جهات حكومية، للإشراف على سلامة الوجبة منها وزارة التربية والتعليم والصحة، والتموين، ومجلس الوزراء وعدم تخزين الوجبات المدرسية وتوزيعها يوميًا معلنة، على أن يكون هناك كراسة شروط وعقد موحد لجميع الموردين على مستوى الجمهورية، مع تحويل المناقصة من عامة إلى محدودة، يشارك فيها نحو 35 موردًا فقط.

وكان وزير التعليم صرح، بتصريحات بإحدى المؤتمرات بمجلس الوزراء أمس السبت، بأنه سيتم توزيع الوجبة المدرسية خلال أسبوعين، مشيرًا إلى أن الوزارة انتهت من الجزء الإداري الخاصة بها، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن.