رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جمال القصاص: سلوى عبدالحليم تراوغ الوجود في "بلا أدنى أهمية"

جمال القصاص
جمال القصاص

يثير العنوان الأول في فضاء الشعر للشاعرة سلوى عبدالحليم، "بلا أدنى أهمية" بيقظة حواس ومخيلة التباسات وجودا متكررا وفجا اجتماعيا وسياسيا وعاطفيا، هكذا بدأ الشاعر الكبير جمال القصاص قراءته للديوان الأول للشاعرة، والصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وأضاف القصاص، خلال ندوة استضافتها مكتبة البلد مؤخرا لمناقشة هذا الديوان، إن قصائد هذا العمل الموزعة على ثلاثة أقسام ترصد ببصيرة حية وقع هذه الالتباسات وتداعياتها على رؤية الذات الشاعرة لنفسها وللعالم والواقع من حولها، والتي تتشكل ضمن ثلاثة عناوين داخلية، هي بمثابة مفاصل فكرية تربط عالم هذه الرؤية، وتعري فجواتها في سياقات مشهدية، ناصعة أحيانا، وخافتة أحيانا أخرى، تراوح ما بين الوصل والقطع، ما بين الواقع والخيال، ما بين الحلم والذاكرة، حتى يصل النص إلى نقطة استوائه المشتهاة، ولو في عباءة الضد.
واستطرد جمال القصاص قائلا: "ومن ثم، نحن أمام ذات شاعرة، تحتفي بضعفها وهشاشتها، تكتب ما تعيشه وتلمسه، ما تحبه وتكرهه، وتشعر بأنه يصب في قلب الشعر". 
ولاحظ القصاص أن سلوى عبد الحليم لا تكترث في ديوانها الأول بلعبة الثنائيات المتضادة، وتتعامل معها من قبيل العادة والمألوف، فليس مهما أن يكون القبح نقيض الجمال، بل المهم أن يكون نقيض الجوع والخوف وعدم الشعور بالأمان.
هكذا تذهب الشاعرة يضيف القصاص إلى قصيدتها مسلحة بالعلاقة مع الآخر، بكل تقاطعاته الحميمة العاشقة المحبة، أو الدميمة شديدة القبح والتي غالبا ما تتمثل في صورة السلطة

ورموزها القمعية المتسلطة.
ورأى القصاص أن في القسم الأول تشكل إدانة القبح الضربة الأولى في الديوان عبر نص لافت بعنوان "ذاكرة ماتت" إذ "القبح يلتهم الأشياء الجميلة/ ببساطة شديدة/ وبلا انقطاع/ كأننا لا نراه"، بوعي بديهي، ينهض على الاختزال والبساطة في التعاطي مع اللغة وبناء الصورة والمشهد، لكن أسئلة الذات الشاعرة تظل حيرى، ما بين مراوغة القبح، ومحاولة الانتصار على بشاعته ولو بتعليق الصور الملونة على الحوائط، أو "بصنع وجبة طعام ساخنة وقالب حلوى كبير، يكفي لإسكات صغيرين لأطول فترة ممكنة"، أو "بالذهاب إلى الموت باطمئنان شديد".
ويلاحظ القصاص أنه مع ذلك فإن القبح لن ينتهي من العالم، وتدرك الشاعرة ذلك، بل إن لطشتها الأخيرة في الديوان في قصيدة "واقع افتراضي" تجسد هذا المعنى على هذا النحو: "وبحسب ما جاء في واقع افتراضي يطلقون عليه: مواقع التواصل الاجتماعي غدا يصبح العالم أكثر قبحا وأكثر قسوة وأكثر إيلاما، من قال إننا صادقون".