زعماء كالأمراض المزمنة
الكل يعلم بأن الأمراض المزمنة لها مضاعفات قريبة وبعيدة المدى وتأتي هذه المضاعفات تباعاً ولا يمكن الشفاء منها حسب رأي الطب ويمكن التعايش معها في بعض الأحيان،
ولكن قد يكون لكل داء دواء حسب قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد لا تترك هذه الأمراض المزمنة عضواً مهماً إلا وقد أثرت على أدائه أو جعلته عديم النفع ويمكن أن تسرق أغلى شيء لدى الإنسان أي النظر أو تتعايش معها أو قد توردك موارد التهلكة وهذا هو حال الزعماء العرب مع الشعوب وهم كالأمراض آنفة الذكر، والكل يعلم ان بعض الأمراض يتم استئصالها وترتاح منها نهائيا بلا مضاعفات ولكن الزعماء هؤلاء حتى بعد سقوطهم واستئصالهم من قبل هذه الشعوب الغاضبة ورميهم في مزابل التاريخ كل يوم تبرز على السطح مضاعفات حكمهم فهم حكموا سنين طويلة عجافا تسببوا بمضاعفات كثيرة للشعوب والأوطان: سرقات ودمار وخراب مؤسسات المجتمع المختلفة!! حتى الأعصاب الدقيقة لم تسلم من هذه المضاعفات وتحتاج سنين حتى يمكن أن تستطيع الشعوب أن تعالجها أو تظل في دوامة لها أول وليس لها آخر تبحث عن العلاج من هنا وهناك ولا تجد العلاج الناجع أو يتم تحويلها إلى لجنة العلاج في الخارج التي قد توصي بعلاجها في مشافي الأمم المتحدة أو تعالج في الداخل وتزيد المضاعفات وترتفع تكلفة العلاج، والمشكلة أن الشعوب للأسف صبرت على هذه الأمراض المتمثلة بالزعماء سنين طويلة دون أن تتلقى العلاج اللازم الذي يخلصها منها أو يخفف من مضاعفاتها نتيجة الخوف من نتائج الفحوص ولكن هذه الشعوب التي صبرت تريد العلاج في ليلة وضحاها وهذا من المستحيلات خاصة عند أطباء غيَّروا معطفهم وهم كسابقيهم نفس الأفكار ونفس طرق العلاج فلم يأتوا بجديد!
نقلا عن صحيفة الشروق القطرية