رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ثمانيني يبيع الفول والطعمية لعمال "الغزل والنسيج": "ربنا اللي بيساعدني"

مطعم أبو جمال
مطعم أبو جمال

أدوات بسيطة في محل لا يتعدى الخمسة أمتار، وفاترينة صغيرة قديمة في المقدمة، وفي الخارج على اليسار ماكينة طحن الفول ليتحول لعجينة طعمية، وعجوز يدور كالنحلة بين كل هذا وحيدًا وكأنه شاب في العشرين يدير دولته الصغيرة.

عم أحمد بدوي، 83 عامًا، صاحب مطعم "أبو جمال"، بجوار شركة مصر للغزل والنسيج، بمدينة المحلة، يعمل فيه وحيدًا ويقوم بكل احتياجات المطعم من تحضير الوجبات والأكلات الشعبية المختلفة ليقدمها للعاملين بالمصنع، وأهالي المنطقة، ليكسب عدد من الجنيهات في نهاية اليوم بعد أن يدور في طاحونة العمل منذ بزوغ الشمس وحتى العصر.

بدأ مسيرة حياته موظفًا في إحدى الشركات وتركها في عام 1963، ولجأ للجلوس على الأرض ليبيع سندوتشات الفول والطعمية، قائلًا: "أول مابعت طعمية كنت ببيع الـ25 قرص صغير بـ10 قروش، وشقتين الفول البلدي بثلاثة تعريفة".

عندما تدق الساعة الرابعة فجرًا، ينهض عم أحمد من نومه، ويبدأ اليوم بصلاة الفجر، ثم يتجه إلى المطعم لتحضير الخلطات الخاصة به، ويقوم بتقطيع البطاطس والباذنجان، ليضعهم في الزيت حتى يتوافد الزبائن ويشترون منه، وتمر ساعة بعد ساعة حتى يأتي الظهر، وعند الساعة الواحدة والنصف ينتهي من عمله، ويقوم بغسل جميع الصحون والأدوات ويذهب إلى

المنزل ليجلس مع أسرته.

ويقول: "مش معايا حد في المحل، واقف لوحدي، ربنا هو اللي بيساعدني، بصحى الساعة أربعة أتوضى وأصلي الفجر، وأفتح المطعم أحضر الحاجة، وأستنى ورديات المصانع الصبح عشان الرزق من الفجر، ببقى عملت اللي عليا وربنا بقى بيديني رزقه".

 

قام بتربية أولاده جميعًا من هذه المهنة، ووفر لهم أموال المدارس والجامعات، وساعدهم بعد ذلك في مسيرة الزواج أيضًا حتى اطمأن عليهم جميعًا وأوصلهم إلى بر الأمان.

 وبابتسامة تعلو وجهه دليلًا على الرضى بما وصل إليه يقول" أنا راضي طول عمري بأي حاجة بيدهاني ربنا برضى بيها، مش أحسن ما اقعد وأقول لحد أديني، طول ما فيا نفس هاجي، ولما يأمر ربنا مش هاجي، هو أمره كدة الحمدلله، محتاج في الحياة أن ربنا يسترها معايا ويعديها على خير".