رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.."معدية القرصاية".. قارب متهالك ينقل 10 آلاف نسمة

معدية القرصاية
معدية القرصاية

قارب صغير ينقل 5 أفراد بالكاد، متهالك وكأنه يعمل منذ آلاف السنوات، سلسلة طويلة تربط من البر إلى البر التاني، يقف رجل ذو هيئة خاصة على حافة القارب وعندما يسحب السلسلة بيده يتقدم القارب إلى الأمام ليصل إلى البر الثاني، ويستخدم نفس الطريقة في رحلة العودة.

معدية جزيرة القرصاية، بمحافظة الجيزة، جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الأهالي، يستخدمونه عشرات المرات في يومهم، تنقلهم إلى العمل والمدارس والمستشفيات ولشراء احتياجاتهم اليومية، وفي آخر النهار تنقلهم إلى برهم وأمانهم ليستقروا مع أهلهم وأماكن راحتهم.

أهالي الجزيرة التي يحوطها النيل وتبلغ مساحتها 139 فدانا ويقطنها ما يقرب من 10 آلاف نسمة، أغلبهم من البسطاء للغاية، ويعملون في حرف بسيطة ويعتمدون كثيرًا على المشاريع الصغيرة والاكتفاء الذاتي من مأكل ومشرب كعادة أهل الريف، وتنقل المعدية الأهالي من جزيرة القرصاية إلى شارع البحر الأعظم بالجيزة، وتأتي بهم إلى الجزيرة مرة أخرى أثناء عودتهم.

ينتظر الأهالي على كراسي الاستراحة على بر الجزيرة، حتى يعود القارب ليقلهم إلى أماكنهم، وعلى البر يوجد محل لبيع السمك، وبعد أن يتم اصطياد الأسماك يضعونه في شبكة مغلقة مرة أخرى حتى يأتي الزبائن ليجدونه حيا كما هو.

يقود المعدية، رجل أسمر خمسيني العمر يرتدي عباءة، وغطاء الرأس الذي يشتهر به الصيادون، يقف طوال النهار على رأس القارب، يرفع يداه إلى أعلى ويسحب السلسلة نحوه حتى يتقدم القارب ويصل إلى البر الثاني، ولا تتعدى الرحلة أكثر من خمس دقائق، وتدفع الأجرة نصف جنيه

عقب الوصول، ويعاود السائق الرحلة مرة أخرى.

ويقول "أحيانًا بشتغل 8 ساعات، وأحيانًا عدد ساعات العمل بتوصل 18، على حسب زميلي اللي بيستلم مني، وأنا كده كده مش معايا شغلانة تانية، بنشتغل على الله كده خدمة للأهالي ومصدر رزق، أنا مش موظف تبع الدولة في المركب ولاحاجة".

وأكد أن الجميع في الجزيرة يعرف السباحة جيدًا حتى الأطفال، وبالتالي لا يوجد خوف من سقوط المعدية، أو الغرق في النيل، مشيرًا إلى أن الخطر الوحيد فقط يكمن في حوادث التصادم.

"إحنا بنصرف فى النيل مباشرة" هذا ما أكده الشيخ طه، أحد الأهالي، موضحا أن القرية تحتاج الكثير من الخدمات واهتمام الدولة، بداية من الصرف الصحي لحماية الأهالي من الأمراض وتلوث النيل.
وأشار إلى ضرورة توفير مدارس ومستشفيات داخل الجزيرة حتى يشعر الأهالي بأنهم بشر يجدون أبسط حقوقهم الطبيعية، لافتا إلى أنهم ناشدوا في الكثير من الأوقات المسئولين بهذه الطلبات وتم رفض الطلبات معللين ذلك بأن الميزانية قليلة، أو أنه تم الرفض لأسباب سياسية.