د. محمد داود يكتب : إرم ذات العماد
وردت كلمة (إرم) فى موضع واحد من القرآن الكريم، هو قوله تعالى: «إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ» «الفجر: 7». وهى هنا بدل من (عاد) فى الآية السابقة. فإرم هى عاد، أو حاضرة قوم (عاد) وهى الأحقاف وكانت بين عُمان وحضرموت ويبدو أن هذا الاسم مأخوذ من (الإرم) بمعنى الحجارة، وجمع الإرم: آرام. ولعل لذلك علاقة بكلمة (أهرام) لأنها مبنية من الحجارة. ويؤيد هذا أن هؤلاء القوم كانوا يبنون قصوراً ذات عماد أى أعمدة، ولا بد أنها كانت مبنية من الحجارة، وقد وصفهم الله بعد تلك الآية بقوله عز وجل: «الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ» «الفجر: 9» كانوا يقطعون الصخور وينحتون فيها بيوتاً يرفعونها على أعمدة. ويرى بعض العلماء والمفسرين أن (إرم) اسم البلدة التى كانت حاضرة قوم عاد، وبذلك يكون معنى قوله تعالى: «إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ»: مدينة عاد المبنية من الحجارة المشيدة فوق الأعمدة. وفى سياق الآية التى وردت فيها الكلمة إشارة إلى مصارع الطغاة الجبارين، وقد كان قوم عاد بدوًا ذوى خيام تقوم