رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مأساة أحمد الخطيب

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

أحمد عبدالوهاب الخطيب، طالب بالفرقة الثالثة بكلية التكنولوجيا الحيوية، كان يحلم بالتأكيد أن يتغلب علي الفيروسات في المعامل، لكن كان للحياة رأي آخر.. أن تتغلب عليه نفس الفيروسات داخل (الزنزانة).. بدأت معاناة «أحمد» إثر اختفائه قسرياً 24/10/2014 وتم ترحيله لسجن الاستئناف، وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم دولي وتم نقله لسجن طرة، لم يمكث طالب الفرقة الثالثة بكلية التكنولوجيا الحيوية (بيوتكنولوجي) طويلاً في ذات السجن، حيث تم نقله لسجن وادي النطرون وهناك القدر كان يجهز له مفاجأة مؤلمة في صورة حشرة (الدمل) المتهم الرئيسي في إصابته بمرض (الليشمانيا الحشري) وعلي صدارة أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة، تضخم في الكبد والطحال وانخفاض شديد في الوزن ويؤدي في النهاية للوفاة. ومن اللافت أن تلك المضاعفات لازمت «أحمد» منذ 7 شهور دون أن تتحرك الأجهزة المعنية.. الأخطر من كل ذلك في السيرة الطبية لطالب التكنولوجيا أنه بات مصدر ذعر للمساجين بسبب ما يعرف عن المرض بأنه ينتقل عن طريق العدوي.. ويشهد سجن وادي النطرون حالة من الخوف الجماعي انتقلت بدورها من المرضي إلي ضباط وجنود السجن خشية أن ينتقل إليهم المرض القاتل وحصلت «الوفد» علي تقرير طبي يكشف حالة أحمد الخطيب ويكشف عن مدي خطورة المرحلة التي يمر بها فقد أصبح علي مشارف الموت وطالب التقرير بسرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتلقي العلاج، حيث إن التأخير يفضي إلي النهاية المروعة، كما شدد التقرير علي ضرورة عمل المسح الطبي للسجن والمنطقة المحيطة به لملاحقة تلك الحشرة الناقلة للفيروس مع إجراء فحص لكل شخص انتابته نفس الأعراض.. ويرقد السجين المريض الآن في مستشفي حميات العباسية ووصل وزنه لـ38 كيلو..

 حول طبيعة المرض وتطوره أكدت الدكتورة آمال البشلاوي، استشاري أمراض الدم بكلية طب جامعة القاهرة، ان هذا المرض نادر جداً في البيئة المصرية، وتتخذ حشرة ذبابة الرمل من الصحراء مستقراً لها.

 أضافت أن من أعراض المرض نقص شديد في جهاز المناعة، كما انه يهاجم النخاع العظمي المسئول عن عمل جميع خلايا الدم وعبرت استشارية أمراض الدم عن أسفها لعدم وجود فرص لعلاج مثل هذا النوع من المرض في مصر، مشيرة إلي أن الوفاة هي أقرب السيناريوهات المحتملة للمصابين بـ(الليشمانيا)، ويطالب العديد من الأطباء وجمعيات رعاية المساجين بتحسين أوضاع السجون والعمل علي تعقيم

الزنازين وكافة القاعات من أجل توفير بيئة صحية داخل السجون فيما يطالب حقوقيون بتخفيف أعداد النزلاء داخل السجون لتفادي تردي الأوضاع الصحية والحيلولة دون حدوث كوارث صحية.

 

من خلف القضبان:

«أحمد» ينعي نفسه.. لا أريد الموت هنا

بكلمات باكية تكشف عن حجم المأساة التي يعيشها بعث «أحمد» برسالة من داخل السجن قائلاً فيها أمي قد اشتقت اليك كثيراً عذراً إليك عن ذلك الواقع الأليم الذي قد أحاط بنا وفرض علينا من الأمور ما لا نحب فلا تبكي لا تبكي فقطرات دمعك تحدث من الأنين صدي في صدري مضيفاً: أكتب إليك كلماتي هذه وقد تاهت مني وأصبح قلمي متلعثماً  ولساني، وتابع: بعدما كسر السكون طبعي وغاب الصبر عني وأصبحت في مواجهة الزمن وجهاً لوجه أترقب كسر قوته وأترقب حالي من ضعف وأسف وخجل من أمري، هويتي أصبحت أذكر نفسي بها فالسجن لا يسلب مني الحرية فقط بل يحاول أن ينسينا هويتنا فتتساقط وكذلك يسلب منا صحتنا وأعمارنا، أكثر من سبعة أشهر مضت وأنا علي حالي هذا أعاني من مرض ولا أعلم ما هو، أحاول أن أقاوم حتي لا يظهر علي الإنهاك والتعب الذي فتك بي لكن في الحقيقة أصبحت لا أقوي علي شيء مستدركاً: خائف أنا ليس من المرض ولكن أن أظل هنا وأموت بين جدران الزنزانة وأصبح فقط مجرد رقم في تعداد الموتي.. كما أنا الآن مجرد رقم هنا! يرفض عقلي التفكير في أن أموت بعيداً عنك يا أمي واخوتي أخاف أن أموت وحيداً وسط أربع حيطان.