متي تنتهي متاهة مصر؟!
لا هم للأغلبية المطلقة في شعبنا حاليا غير انتظام الحياة المصرية والعودة إلي الحياة الطبيعية التي يسودها القانون، والذين يطالبون بالحق المطلق في التظاهر والاعتصام والاحتجاج والاندفاع في ذلك بكل عواقبه أقلية إذا ما قيست بالمطالب العامة للناس،
ممن يأتيهم الاتهام من البعض بأنهم جموعهم تعبت من الثورة!، رغم اعترافهم جميعا بأن التغيير الجذري في نظام حكم جديد تماما يوفر الديمقراطية والعدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بدون هذا الصراع العنيف الذي يكرس انقساما شعبيا حادا ربما قاد إلي حرب أهلية طاحنة!، ولا يريد أحد أن يعترف بصعوبة احتمال الناس لبقاء شعار أن الثورة مستمرة في حياة ملتهبة لا تتوافر فيها مشاعر الناس بالاستقرار!، ولابد أن يكون لهذه الأمة أملها الأعلي في حياة كريمة تتخلص من هذه الأنانية البشعة التي دفعنا ثمنها فادحا خلال عقود، ولكي تستقر هذه الحياة فلابد لها من القوانين التي تنظم مساراتها وأغراضها، هذا التنظيم الذي يجعل من الاستقرار هو القاعدة والأصل، ونحن ندرك جميعا أن مصر متعبة حاليا غاية التعب!، فالناس ليس عندها مما يتراكم أمامها صباح مساء غير النذر التي تبشر بخير في حاضرها أو مستقبلها القريب، والمتابع لوجهات نظر وآراء القوي السياسية المختلفة يراها تتباين تباينا صارخا في كيفية الوصول إلي هذه الصيغة المستقرة لحياة الناس، وتكاد كل «تفصيلة» صغيرة تخلق أزمة تنذر بالخلاف العنيف، هذه القوي لا تفرغ حاليا من القفز بوجهة نظر علي ماعداها مما يعتبره غيرها من الأولويات!، كأن مصر وحدها بقواها السياسية كلها ورموزها عاجزة عن التغاضي عما هو لا يصب في المصب الرئيسي الذي من المفروض أن البلاد تتجه كلها إليه!، فمازال هناك من يري أن مسار البلاد حتي هذه اللحظة ومنذ قيام الثورة قد تحول إلي سلسلة متتابعة من الأخطاء!، وهناك من يذهبون إلي القول بأن السلطات الحاكمة حاليا وتعلوها سلطات المجلس العسكري يجب أن يذهب عنها هذا المجلس العسكري فيسلم السلطات كلها إلي المدنيين دونما حساب لاعتبارات تجعل التحفظ علي تنفيذ هذا الرأي الفوري من التحسب الحكيم للمخاطر التي تترتب علي ذلك!، وهناك أصحاب المخاوف من أن يطيب للمجلس العسكري العيش بهذه الصيغة