مذبحة ميدان التحرير
لا أحد ينكر أن الرئيس مبارك قد نجح بكلمته الأخيرة التأثير فى قطاع عريض من الشعب المصري، وأن مطالبته بالبقاء في مصر والموت فيها جعلنا جميعا نبكى ونعيد التفكير في موقفنا منه، ماذا يحدث لو انتظرنا عليه حتى انتهاء فترته؟، الرجل تعهد بعدم الترشح مرة أخرى، وتعهد بتغيير مادتين بالدستور، وبمحاكمة الفاسدين، وبتنفيذ أحكام القضاء في مجلس الشعب، وبإعادة الهدوء والأمن إلى الشارع المصري، لماذا لا نتركه ونحصل بالحوار على باقي مطالب الشباب والمواطنين؟، وقد تشابك المواطنون في حوارات ومناقشات تؤيد وتعارض، وكادت المناقشات الشعبية تميل الكفة نحو قبول تنازلات الرئيس ومبادرته، لكن لم تمر ساعات قليلة حتى بدأت عملية تصفية شباب التحرير، وشاهد المؤيدون والمعارضون والذين لم يحددوا موقفهم بعد، بلطجية الحزب الوطني يحملون الحجارة والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف مع صور الرئيس مبارك وينقضون على الشباب والفتيات والنساء والشيوخ والأطفال، والذي يريد أن يفهم كيف تدار البلاد، ومن هو صاحب القرار بها؟، عليه أن يستعيد المشهد ليلة الثلاثاء الماضي، ففي المساء كان اللواء أحمد شفيق رئيس الوزراء يؤكد فى قناة الحياة أنه سيحمى شباب التحرير برقبته، ويعد بعدم المساس بأحد منهم، ويعد بالعديد من الإصلاحات، ويشيد ببعض الوزراء وبأسلوبه في الإدارة وكيفية تقويم المعوج من الذين يعملون معه، وبعد انتهاء شفيق من وعوده بدقائق خرج الرئيس مبارك على شاشة التليفزيون المصري يقدم تنازلاته متمنيا الموت على أرض مصر، وهو ما يعنى أن شفيق لم يكن يعرف بأن الرئيس مبارك سوف يخرج ويلقى بيانه،