رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في ذكرى وفاته.. المشير أحمد إسماعيل.. أسطورة عسكرية

المشير احمد اسماعيل
المشير احمد اسماعيل

تحل اليوم الذكرى الـ42 على وفاة واحدًا من أبرز الضباط الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور فى سجل التاريخ، فمجرد سماع اسمه تعود الأذهان إلى عودة الكرامة بعد نكسة 1967م، إنه المشير أحمد إسماعيل.

برز إسماعيل خلال مشواره العسكري كقائد للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع إبان حرب أكتوبر 1973 م ، فلم يعرف معنى الاستسلام أو الانكسار، وذاع صيته منذ تعيينه مديرًا للمخابرات العامة، نظرًا لخلفيته العسكرية الواسعة .

نشأته وحياته

ولد القائد أحمد إسماعيل على فى 14 أكتوبر عام 1917 م، بحي شبرا بمحافظة القاهرة، حيث كان والده يعمل ضابطا شرطة، وكانت والدته قد أنجبت عددًا من البنات، وعندما حملت فيه فكرت في إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود بنتا ولكنها تراجعت عن ذلك.

وبعد حصوله على الثانوية العامة، حاول أحمد إسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية، ولكنه فشل فالتحق بكلية التجارة، وفى السنة الثانية منذ التحاقه بكلية التجارة، قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية ، ولكن قد قوبل طلبهما بالرفض، نظرًا لأنهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس .

وبعدما أصدر الملك فؤاد قرارًا بقبول طلاب بالكلية الحربية، كانت هذه دفعة " الضباط الاحرار"، وقدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة ، ليتم قبلوه بها ، وتخرج منها عام 1938 م .

حياته العسكرية

بدأت موهبته تتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية وحرب فلسطين واستطاع أن يكون قائدًا لسرية مشاه في رفح وغزة، ما أهلته ليكون أول من أنشأ نواة قوات الصاعقة أثناء العدوان الثلاثى الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في خريف عام 1956 .

التحق "إسماعيل " عام 1957 م ، بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتى وعمل كبيرًا للمعلمين في الكلية الحربية وبعد ذلك تركها ليتولى قيادة الفرقة الثانية مشاه التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية .

وخلال عام 1960 م ، حاولت مراكز القوى الإطاحة به وكان برتبة عميد ، وبعد عام 1967 م وجدت تلك المراكز مبرراً للإطاحة به ونجحوا في ذلك إلا أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استدعاه وعينه قائدا لقيادة القوات بشرق قناة السويس .

وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967، أقام أول خط دفاعى كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها ، وبعد فترة قصيرة  تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش ومعركة الجزيرة الخضراء وإغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات) .

نكسة 1967م

بعد نكسة 1967 م ، أصدر الراحل جمال عبدالناصر قرارًا بإقالة عدد من الضباط وكبارالقادة، وكان من بينهم أحمد إسماعيل، ولكن سرعان ما أعاده للخدمة وتم تعيينه رئيسًا لهيئة القوات المسلحة.

 وبعدما استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، عُين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة على الجبهة في التاسع من مارس عام 1969 وفى الثاني عشر من سبتمبر من هذا العام تم إعفاؤه من منصبه .

وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولى الرئيس أنور السادات، وتم تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب مايقرب

من عام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارًا بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة الانتصار .

وفي 28 يناير 1973، عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائدًا عامًا للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.

حرب أكتوبر

فى عام 1972، قرر السادات إعفاء الفريق أول محمد صادق‏ وعين إسماعيل مدير جهاز المخابرات العامة لخلفيته العسكرية، وحصل على أدق المعلومات عن قدرات الجيش الإسرائيلي بحكم منصبه‏،‏ وخوضه معارك ميدانية عديدة قبلها‏.

واستدعي السادات، ذلك القائد العظيم  إلى منزله في 26 أكتوبر وكلفه بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت،‏ وبأعلى درجات الكفاءة‏، وبدأ ارتداء البدلة العسكرية من جديد وتولي أرفع منصب في الجيش وقيادة أخطر المعارك في تاريخ الوطن معركة أكتوبر .

تميز إسماعيل بدور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر‏ أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار‏ وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت.

تولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه‏ وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جري تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب‏، ونجح في الحفاظ على وحدة الصف بين القادة‏،‏ وانصاع في الوقت نفسه إلى تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة .

وفاته

لم يتمكن المشير من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يكرر دائما أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جدًا وأى صغيرة أو كبيرة خضعت للدراسة وأن شيئا لم يحدث بالصدفة .

وتوفى يوم الأربعاء 25 ديسمبر 1974 عن عمر يناهز57 عامًا في أحد مستشفيات لندن بعد إصابته بسرطان الرئة، وبعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا، ولكن يظل اسمه خالدًا فى سجل التاريخ، كقائد لملحمة الانتصار 6 أكتوبر 1973 م .