رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الفول المدمس» من طعام للغلابة والمطحونين إلى وجبة للأغنياء!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم يعُد الفول المدمس أو ما يُعرف بـ«الغذاء الشعبى» طعامًا للطبقات الفقيرة، إذ ظل لسنوات طويلة ملاذًا آمنًا لهم من موجة الغلاء التى تصيبهم من آن لآخر، وذلك بعد أن قرر بائعوه رفع ثمن الكيس الواحد من فئة جنيه إلى جنيهين، تأثرًا بقرر المحافظ المركزى بتحرير سعر الصرف وما ترتب عليه من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار إلى النصف، فتحول طبق الفول من طعام الغلابة والبسطاء إلى طعام الأغنياء وميسورى الحال والمقتدرين. 

وقال سامح العزازى «مُحاسب» بمدينة الزقازيق، الفول المدمس كان طوال العقود الماضية طعامًا دائمًا لمحدودى الدخل من فئة البسطاء والغلابة أصحاب الدخول المتذبذبة (غير ثابتة) من العمالة اليومية والبائعين الجائلين وأصحاب الأعمال الحرة وصولاً للموظفين بمختلف مؤسسات الدولة الحكومية منها والخاصة، وذلك لرخص سعره وسهولة الوصول إلى بائعيه سواء فى المحال التجارية أو على العربات المتنقلة، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من عنصرى الكالسيوم والفسفور المكونين الرئيسيين للعظام والغضاريف والأسنان والأنسجة والدم، ولاحتوائه على نسبة بروتين تعادل نصف كمية البروتين الموجودة فى اللحوم، فأصبح الطعام الأول لكل هذه الفئات للوجبات الثلاث على مدار اليوم، لكن ارتفاع سعره جعلهم يترددون عن شرائه والإقبال عليه.

وأشار محمد إبراهيم صيام، من أهالى مركز بلبيس، إلى أن الفول المدمس من الأطعمة المُقدسة التى تحتل مكانًا أساسيًا على مائدة الإفطار فى كل بيت سواء فى مصر أو فى الوطن العربى، وذلك لتميزه بالطعم اللذيذ وسعره الرخيص وقيمته الغذائية العالية، لكنه أصيب بصدمة ولكافة محدودى الدخل بعد امتناع بائعى الفول من بيع كيس الفول بفئة واحد جنيه، قائلاً: «المُرتب هيكفى إيه يا ناس.. هنلقيها منين ولا منين» مُشيرًا إلى ارتفاع أسعار الزيت والسكر والأرز والخضراوات والأدوية والمواصلات إلى أضعاف أسعارها السابقة.

وأكدت إلهام سعيد، ربة منزل بمركز ديرب نجم، أن بائع الفول أخبرها بأنه لن يستطيع بيع كيس الفول إلا بجنيهين، وفى حالة اعتراضهم سيقلل كمية الفول إلى نصف الكمية التى كانوا يحصلون عليها من قبل، وذلك إرضًا لهم وللحفاظ

عليهم كزبائن دائمين له، لافتًة إلى أن طعام الإفطار بالفول المدمس أصبح عبئًا ماليًا عليهم بعد ما تربع على مدار السنوات الماضية على مائدة الإفطار نظرًا لتكلفته الأقل من باقى الوجبات الغذائية الأخرى.

 وأوضح مجدى الشحات «مُحاسب» من أهالى مركز منيا القمح، أن ميزانيته الشهرية لوجبة الإفطار خارج المنزل زادت بنسبة 50 %، مؤكدًا أن سعر طبق الفلول العادى ارتفع من 4 جنيهات إلى 7 جنيهات والفول بالزبدة ارتفع من 10 جنيهات إلى 16 جنيهًا، وسعر ساندوتش الفول والطعمية ارتفع من جنيهين إلى 3 جنيهات، وهو ما جعله يتردد على بائعى الفول والتوجه إلى البدائل الأقل تكلفًة.

وأرجع الحاج محمود الصعيدى، أشهر بائعى الفول المدمس بالمحافظة، هذه الزيادة إلى أن طن الفول الجاف البلدى ارتفع من 8 آلاف جنيه إلى 11 ألف جنيه، والمُستورد الذى يتم استيراده من دول أستراليا وإنجلترا وفرنسا من 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه، وذلك بعد قرار تعويم الجنيه وما ترتب عليه من زيادة سعر لتر السولار من 180 قرشًا إلى 235 قرشًا، ما تسبب فى زيادة أسعار نقل الفول من التُجار الرئيسين إليهم، مؤكدًا أن هذه الزيادة ليس لهم ذنب فيها وإنهم مستاؤون منها بعد ما قل إقبال المواطنين على شراء الفول، وهو ما سيؤثر بالسلب على عملهم وأسرهم.