الحوار بداية التقدم
مطلوب جلوس القوي الوطنية من رجال الدين والسياسة وشباب الثورة بدون إقصاء لطرف لتحليل المشهد المرتبك، وتحديد ما نحتاج اليه حالياً لإنقاذ الوطن الذي يقف علي حافة الفوضي، ونبدأ في تنفيذه فوراً.
ولابد أن نعترف بأننا وقعنا في خطأ جسيم بعد قيام ثورة 25 يناير، وأري انه وراء حالة الانقسام واللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد وهو عدم تحديد أولويات التحول الديمقراطي بعد سقوط النظام السابق. وكان يجب أن يتصرف المجلس العسكري الحاكم كالطبيب الذي يقوم بتشخيص حالة المريض، قبل تحديد المرض وصرف الدواء المطلوب للشفاء. وهذه ا?حالة تحدث عنها العالم المصري الدكتور أحمد زويل عندما شبه حالة التخبط التي نمر بها بطالب في الثانوية العامة ضاع منه الوقت، وعندما اقترب موعد الامتحان، وقف حائراً، ومش عارف يعمل ايه هل يستسلم ويعيد السنة، أم يجتهد ويذاكر في الفترة المتبقية علي الامتحان، ان العالم الكبير المهموم بقضية الوطن، يؤيد الاستمرار للأمام لإنقاذ ما يمكن انقاذه، ويرفض أن نستسلم لاستهلاك الوقت ونبكي علي اللبن المسكوب حتي لا نعود إلي نقطة الصفر. والاستمرار الذي أري أن الدكتور زويل يقصده لانقاذ المستقبل هو القائم علي التخطيط وليس علي العش?ائية.
ان الوطن يمر باختبار صعب، هناك محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب، ومخططات داخلية وخارجية تحاول الانقضاض علي الثورة، ومحاولات خارجية للتدخل في شئوننا بزعم التأكد من مصداقية التحول الديمقراطي، وهناك أموال تدفعها جهات أجنبية لبعض جهات المجتمع المدني المصري لاستغلالها في التخريب والفوضي، وهناك أطراف اندست وسط المعتصمين لتصفية حساباتها مع الثورة عن طريق سكب المزيد من البنزين علي مشاكلنا، لحرق اقتصادنا، وقتل أولادنا، وتصفية الوطن. كما أن هناك دولا شقيقة وقفت تتفرج علينا، وتتشفي في أزمتنا، وامتنعت عن مد يد المسا?دة، وهناك انفلات أمني خطير، وفقر متوحش يزيد يوما بعد يوم في ظل انفلات الأسعار، فما هو المطلوب: يجب ان يعود فورا شعار الجيش والشعب إيد واحدة في مواجهة عصابات الهدم وازالة الأسوار التي وضعت الجيش في مواجهة مع شعبه،