كنز السقا وكنز علي بابا
يقال إن رجلا نزل في نصف الشارع وأخذ يحفر فسأله أحد المارة ماذا تفعل فقال له الرجل أبحث عن كنز أرشدني إليه جدي وترك لي خريطة بهذا المكان. فانضم المار إليه ومن بعده أنضم العشرات والمئات فكل من يمر يسأل ماذا تفعلون؟؟ فيجيبونه بأنهم يبحثون عن (كنز) واخذوا يحفرون حتى وصلوا إلى المياه
ولم يجدوا شيئا فالتفوا حول الرجل يسألونه أين كنزه المزعوم فأقسم لهم الرجل انه يحفر في مكان خريطة جده فقال له احدهم هو جدك كان شغال ايه فقال له الرجل سقا ... ولم يخدعهم السقا فالماء كنز مثلما لم تخدع الثورة احد فالحرية كنز... ولكن كل الذين تجمعوا خلف الثورة كانوا يبحثون عن حسنة مخفية او (سبوبة) فورية مثلما تجمع المارة حول الرجل للبحث عن كنز علي بابا والست مرجانة فلما اكتشفوا انه كنز من المياه الجوفية انفضوا عنه وشتموه بل ضربوه .. فما أقرب حالنا لحال هؤلاء.. كلنا تهيئنا للحصول علي نصيبنا من الكنز ولم نلتفت او نشعر بطعم الكرامة والحرية التي وهبتنا إياه تلك الثورة.. في البداية حسبنا نصيبنا من أموال مبارك وأعوانه والتي وصلت في حسابات البعض الي نصف مليون جنيه لكل رأس فينا.. ثم بدأ الموظفون علي أنواعهم بالخروج للمطالبة بزيادة مرتباتهم من القضاة والطيارين وأنت نازل حتى العساكر والسعاة.. أما أصحاب المهن الحرة من أطباء ومحامين ومهندسين فقد رفعوا أسعارهم مباشرة بدون مظاهرات وانتهز رجال الأعمال الفرصة وضاعفوا أرباحهم في جميع المنتجات الغذائية والاستهلاكية المصنعة بالداخل او المستوردة من الخارج وبعضهم حافظ علي سعر المنتج بعد ان خفض كميته الي النصف مثل مصانع حلويات الأطفال علي أساس ان العيال هبله لن تشعر بالفرق. والتجار دخلوا المولد وأعلنوا احتفالهم بالثورة ورفعوا كل الأسعار وضاعفوا أرباحهم.. حتى البلطجية الذين يتاجرون في أنابيب الغاز أو بعض السلع الرئيسية ضاعفوا الأسعار بمزاجهم.. والأغرب من