رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.. "بئر الأمنيات" بالأهرامات سبوبة عمال الآثار.. وفخ للسائحين الأجانب

بوابة الوفد الإلكترونية

أهرامات الجيزة، حين سماعك لاسمها يخطر بذهنك أعرق مكان أثرى فى التاريخ، تبلغ حضارته 7 آلاف سنة لوجود أهرام خوفو وخفرع ومنقرع، وجسد تمثال أبو الهول على هيئة نصف أسد ونصف إنسان، ولكنك حال توجهك لمنطقة نزلة السمان لدخول بوابات الأهرامات تعتقد أنك بداخل مكان أثرى يزوره آلاف من الأفواج السياحية ليس إلا ولكن ما خفى كان أعظم، فقد سمعنا عن حوادث شهيرة عدة بتلك المنطقة، وآخرها بيع أجزاء من أحجار الهرم، وها نحن جئنا هنا بحادثة أشد خطورة ألا وهى بيع الوهم عن الحظ من خلال إلقاء  السائحين للعملات الأجنبية بـ"بئر الأمنيات" الذى بناه الملك خفرع  داخل معبد الوادى.

الملك خفرع لم يكن يعلم أن الزمن سيتغير مع دخول القرن العشرينأ وسيستخدم ذلك البئر للنصب على السائحين من مختلف بلدان العالم، عن طريق عمال هيئة الآثار الموجودين للعمل بالقرب من المعبد، فبعدد من الكلمات باللغات الأجنبية المختلفة التى تحتوى فحوها "أن إلقاء مبلغ من المال داخل البئر سوف يأتى لك بالحظ الوفير وتحقق أمنياتك كافة"،  تبدأ عملية"السبوبة" على السائح، ولك أن تتخيل المشهد بالكم الهائل من العملات المختلفة، من دولار والين واليورو وغيرهما الكثير والكثير، لذلك أتضح لنا أن أهرامات الجيزة ليست للزيارة وركوب الجمال والخيل فقط بل يكمن فى أحضان أحجارها القديمة الكثير من الخبايا والأسرار ولا يعلمها سوى العاملين هناك.

 

"معبد الوادى" من التراث.. لـسبوبة

 حين تدقيق النظر بعد الدخول من البوابات الرئيسية لأهرامات الجيزة تجد مدخلًا صغيرًا لمعبد الملك خفرع، الذى يأتى ضمن معابد الوادى، والمعروف أنها ظهرت للمرة الأولى فى عهد الفرعون "سنفرو"، فتجد أفواجًا سياحية من بلدان العالم العربية كافة والأجنبية تأتى لزيارة الأهرامات ولكن أولاً يجب أن تتوجه نحو المعبد، ليبدأ المرشد السياحى بوصف كامل عن جدران المعبد والمواد الجرانيت التى استخدمت فى إنشائه وظلت محتفظة برونقها.

 ويعد المعبد أكثر أبنية المجموعة الجنائزية الخاصة بالملك، وكانت الطقوس والصلوات الخاصة كافة تقام بداخله، وآخر ما حدث فى عهد الملك خفرع هو عملية غسل وتحنيط جثمانه.

ومن هنا قامت "بوابة الوفد" بعمل جولة داخل معبد الملك خفرع للبحث داخل هذا المكان الأثرى عن "بئر الأمنيات" الذى سمعنا عن إلقاء الكثير من الجنسيات الأجنبية لعملاتهم بداخله على اختلاف أنواعها متمنين الحظ وتحقيق أمانيهم، علاوة على الكشف أين تذهب تلك العملات بعد إلقائها بحفرة ترابية مغطاة بأسياخ من حديد.

"السبوبة" كانت الإجابة الوافية للتساؤلات كافة التي جالت بخاطرنا، فالمعبد كباقى الأماكن الأثرية يوجد به عمال مسئولون عن العمل فيه، كونهم تابعين لوزارة الآثار، ولكن ينطبق المثل الشعبي "حاميها حراميها" على الحالة، فالعمال هم أنفسهم ينتظرون قدوم الليل حتى يبدأوا برفع تلك الأسياخ الحديدية والتقاط العملات الأجنبية المتنوعة،

ليتجهوا بعد ذلك لأقرب مصارف العملة لفكها وتقسيم المبلغ مهما كانت قيمته على بعضهم البعض.

"الخرتية".. مهنة جديدة انتشرت منذ سنوات قلائل، في جميع المدن السياحية في مصر. وتطلق كلمة "خرتي" على كل من يعمل لدى "بازارات" الأنتيكات والتحف والعطور الشرقية والجلود، فمهمة "الخرتي" اصطياد السائحين، فرادى أو جماعات، من الشوارع والمناطق التي يتوافد عيها السائحون ، وإقناعهم بشراء بضائع من البازار الذي يعمل هو لحسابه،  وفي حال موافقة السائح وشرائه شيئاً من البازار، يصبح لهذا "الخرتي" الحق في مكافأتين ماليتين، واحدة من صاحب البازار الذي باع، وأخرى من السائح الذي اشترى.

قال ص.م يعمل خرتى بمنطقة الأهرامات، كشف لمحررة الوفد أن الأفواج السياحية أثناء زيارتها لأهرامات الجيزة يتوجه المرشد السياحى بهم لمعبد الملك خفرع كونه يأتى بعد المدخل الرئيسى لبوابة الأهرامات، وذلك  للاطلاع على روعة تصميم الجدران بالمعبد والمصنوعة من مادة الجرانيت الخالص، ومن ثم يبدأ بالحديث عن "بئر الأمنيات"، وأن الملك قام ببنائه للاعتقاد بأن تلك الحفرة الترابية الصغيرة ستأتى بالحظ الوفير للبشر.

وأضاف ص.م أن عمال الآثار، على رغم تقاضيهم راتبًا وظيفيًا لكنهم يستغلون الأفواج السياحية من الدول العربية والأجنبية للنصب عليهم من خلال كذبة "بئر الأمنيات" فى محاولة لإقناعهم  بالحديث عن نشأة البئر وان إلقاء العملات تأتى بالحظ وتحقيق الأمانى ليصل بهم الحال لإلقاء أموالهم.

 وتابع، أن عمال الآثار بعد حلول الليل وانتهاء ساعات العمل الرسمية يقومون بفتح بوابة البئر المصنوعة من الأسياخ الحديدية لالتقاط الأموال والذهاب لمصرف ما يتعاملون معه لفك تلك العملات للجنيه المصرى وتقسيم المبلغ فيما بينهم.

وأكد أحد الخرتية بمنطقة الأهرامات، أنه يوجد بعض العملات لا تفك كالعملات الصينية، فعائد تغييرها بالجنيه المصري ضئيل لا يذكر، قائلاً: "فك العملة الصينية كلها ما بيعديش 200 أو 300 جنيه في اليوم الواحد".