رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. ونسي أنى امرأة..!!

بوابة الوفد الإلكترونية

أو لست امرأة ككل النساء؟.. أو ليس من حق غريزتى علىّ أن أمارس فعل الغيرة الفاضح أينما ووقتما اعتصرت قلبى وذاقته من لهيبها ومرها؟

إذن لماذا الدهشة.. ولماذا كل هذا القدر من السخرية اذا ما ثرت لكرامة قلبى يوما؟

 عفوا.. فقد حان وقت تناولى دواء القلب والضغط والسكر...أ... لا ليس الآن وقت تناول دواء الروماتيزم والنقرس..

<>

ماذا بها أجمل منى لتثير إعجابه؟

ربما كانت تصغرنى بعشر سنوات كاملة، ربما كانت تتمتع بصحة موفورة عنى.. لكن هل تدفعه تلك التفاهات ليخوننى ويحطم قلبى الذى طالما وعده بالسعادة والوفاء..  اااااه منكم معشر الرجال.

- لماذا تفعل ذلك ؟ لماذا تجرح قلبي؟

هكذا قررت أن أواجهه بشكوكى وأنهى عذابات ظنى.

ثبت سماعة الأذن بمكانها جيدا ثم أشار إليها أن تعيد سؤالها فهو لم يسمعه.

زفرت فى ضيق وأعادت على مسامعه سؤالها فى نبرة أكثر حدة، فأشاح بوجهه عنها وأشار بيده باستهزاء قائلا:

- يبدو أنك قد جننت يا امرأة.

لا بأس فقد توقعت إنكاره هذا ورميى بالجنون.. فلأصمد حتى يعترف.

اقتربت منه بكرسيها المتحرك وثبتت نظرها بعينيه وكأنها تحاول الغور فى أعماقه، وقالت:

- لا تظن أننى غافلة عن نظراتكما الهائمة التى تتبادلانها أمام عينى وكأنكما مراهقان تستمتعان بتلك الأفعال المختلسة.

ثم أردفت عندما لاحظت توتره وارتعاش يديه الذى ازداد على حده الطبيعى:

- ما كنت اظن يوما أن تخوننى.. ومع من.. مع صديقتى التى أستضيفها فى بيتى لتؤنس وحدتى.. فإذا بك تقرر ان تجعلها تؤنس وحدتك وحدك.

- كفى.. كفى.

صاح بها فى ثورة محاولا إخفاء ارتباكه وراء صوته المرتفع مردفا:

- والله ان لم تكفي عن تلك التفاهات لأترك البيت وأقيم عند ابنى الأكبر.

<>

جميلة هى.. شهية كفنجان قهوة فى الصباح..مثيرة وجذابة كدور شطرنج ألعبه مع الرفاق آخر النهار.

تلك هى «إلهام»، ذلك الحب الذى غزا جوارحى وأعاد إلى قلبى شبابا ولّى وظننته لن يعود.

ماذا دهانى؟ أحقا أحب فى تلك السن؟

ولم لا.. أو لست إنسانا ينبض قلبه بالحياة ..فما المانع من أن يقع صريع الحب؟

لكن.. ماذا يقول الناس عنى.. أيقولون إنى جننت..

ليكن.. مالهم بى.. وأين هم من حرمان قلبى سنين طويلة من ذلك الشعور العبقرى وتلك الرعشة اللذيذة التى تنتاب ضلوعى اذا ما احتضن كفى أصابعها فى سلام ملهوف، بل اين هم من نظرة عينيها المشتاقة التى تملؤنى ثقة وتعيد إلىّ الحياة؟

أحب.. أجل.. أنا أحب.. وليذهب العالم كله إلى الجحيم.

<>

ما لها تبدو اليوم متألقة أكثر من أى يوم مضى.

عيناها تناجيانى فى جرأة تخجلنى.. وابتسامتها تلك العذبة المثيرة تأسرنى كما لم تفعل من قبل.

مالى أرانى أجلس بالقرب منها ولا أجدنى أريد أن أتحرك قيد أنملة بعيدا عنها وكأننى خلقت ها هنا بين يديها.

«سكينة» تلك الزوجة الصبورة.. هى تلاحظ كل شىء بل تحس وتعى جيدا فهى أكثر

أهل الأرض فهما لى ولعينى وحركاتى عندما يضربنى الحب.. مسكينة هى.. لكن..

أو ليس من حقى أن أحيا سعيدا ولو فى آخر أيام حياتي

فلو أنها حقا تحبنى لما أزعجتها سعادتى.

- ماذا بكما؟

صاحت بها «سكينة» وقد نفد صبرها .فانتفض زوجها فى فزع وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتى «الهام» وقد حملت عيناها نظرة خاوية.

- ألا تحسان بوجودى معكما؟

- ماذا تقصدين؟

قالها فى استنكار مرتبك فتحول صياحها لصراخ هائج وظلت تتحرك بكرسيها فى توتر وقد احمرت وجنتاها من الغضب:

- بل تفهمان ما أعنيه جيدا.. ألا تخجلان من أفعالكما.. أتظنان نفسيكما مراهقين.. كيف تجرؤان على خيانتى هكذا أمام عينى دون أدنى اعتبار لإحساسي؟

- أجننت يا «سكينة» كيف...؟

قاطعته فى ثورة بائسة:

- بل أنت من جننت.. أنت من نسي نفسه وسنه وزوجته وسال لعابه على صديقة زوجته.. انت المجنون.. انت.

تقافز الغضب من عينيه وانتفض واقفا وهو يصرخ:

- أتجرئين على إهانتى يا «سكينة»؟ والله لن أعيش معك فى بيت واحد بعد اليوم.

<>

- تلك هى مأساتى معه يا سيدى القاضى.

قالتها «سكينة» وأطرقت بينما اغرورقت عيناها بدموع جاهدت طيلة دقائق حكايتها ألا تسيل على وجنتيها.

- إذن فأنت تطلبين الخلع عن زوجك لأنه خانك وتزوج بصديقتك؟

أسرعت تبتلع دموعها وتقول:

- بل لأنه أهان كرامتى أولا وقبل كل شىء وهانت على قلبه عشرة سبعين عاما هى عمر زواجنا ولم يتورع وهو فى التسعين من عمره وانا فى الخامسة والثمانين من أن يعشق ويعيش كالمراهقين ويكسر قلبى الذى طالما أحبه وأخلص له.

ثم مسحت عن عينها دمعة كادت تفاجىء وجنتها وأردفت فى شموخ:

- لقد اختار أن يكمل ما تبقى له فى هذه الدنيا بين يدى امرأة غيرى ....و...

ازدردت لعابها فى صعوبة وهى تستطرد:

- وأنا اخترت أن أحيا باقى أيامى وأنا لا أحمل اسمه وألا يرافقنى فى الآخرة ..