رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

​نص كلمة السيسي بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في مستهل كلمته للامة بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض، تمثل ملحمة وطنية رائعة، مصدر فخر للأمة المصرية، التي ضربت مثالاً في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية.. والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني.. وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة في تاريخ شعبنا العظيم.

 

نص كلمة الرئيس:

أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية.. سيناء الحبيبة.. الأرض الطاهرة.. معبر الأنبياء.. التي قال عنها الراحل العظيم "جمال حمدان" سيناء قدس أقداس مصر.

 

إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض، تمثل ملحمة وطنية رائعة، مصدر فخر للأمة المصرية، التي ضربت مثالاً في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية.. والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني.. وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة في تاريخ شعبنا العظيم .. منبعاً تنهل منه الأجيال القادمة معانى العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن.. إن أحد أهم مظاهر عظمة هذه الملحمة يتجلى في بلورة معانى الوحدة الوطنية، فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمي ومسيحيي مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض.. كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثلًا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية؛ فلا حق دون أن تصونه قوة.. ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها للحفاظ على أمنها القومي واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة.

 

وأؤكد للجميع وبكل الصدق أن القوات المسلحة المصرية.. التي هي من الشعب ومن أجل الشعب.. وكافة المؤسسات الوطنية المصرية تعي وتقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطني.. وهي جميعًا لم ولن تفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر.. وتتخذ جميع الإجراءات ولا تدخر جهدًا للحفاظ على أرض مصر وصونها وتنميتها.. فذلك الوطن الذي يعيش في وجدان كل مصري سيظل محميًا بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء.. الذين يضحون بحياتهم في سبيل رفعته وكرامته.

 

شعب مصر العظيم.. لا يكتمل احتفالنا بذكرى تحرير سيناء الغالية من كل عام دون أن نتذكر معًا شهداء مصر الأبرار .. نحيي أرواحهم الطاهرة.. ونقدر دماءهم الزكية.. ونقول لهم أبدًا لن ننساكم أو ننسى أبناءكم وعائلاتكم.. فمصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين تتكاتف جهودهم معاً من أجل تطهير أرض سيناء من آفة الإرهاب والتطرف .. وأطمئن الجميع بأن نشاط تلك التنظيمات ينحسر.. ولن تنجح جميع المحاولات الخبيثة في النيل من عزيمتنا.. وما سيمكث في الأرض هو العمل الطيب والجهود المُخلصة التي ستثمر عن تنمية مستدامة وإعمار حقيقي لتلك الأرض الغالية.

 

وكما تبنت مصر خيار السلام .. السلام الذي حققته بانتصارها وجاءت إليه بخطى واثقة في أنه سلام يقوم على الحق والعدل وصون كرامة الوطن .. فإنها ستظل ملتزمة به .. تحميه بقدرة قواتها المسلحة الباسلة وجهود تطويرها وتعزيز قوتها المستمرة .. وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط .. السلام الذي يقضي على أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية ليس فقط لتبرير أفعالها ولكن أيضاً لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.. السلام الذي يفتح أبواب الأمل ويدعم تحقيق التنمية وإرساء الأمن والاستقرار للأجيال القادمة.

 

الأخوة والأخوات..لقد آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها وأن تشهد حضارةً ونمواً وعمراناً يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء .. ولقد بدأت الدولة في تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة وسبعة عشر تجمعاً سكنياً، وثلاثة عشر تجمعاً زراعياً، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة للري بكافة الوسائل الممكنة. كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات ومنها استكمال شبكة الطرق، وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي، ومشروعات أخرى فى مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة، ويساهم بشكل فعال في تنمية الوطن كجزء عزيز منه ولا يتجزأ عنه.

 

أبناء مصر.. إننا نعيش في منطقة صعبة تموج

بالأزمات والتحديات والمخاطر، لا نملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي المصري، نعي ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط وبأمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والأوضاع في الدول الإفريقية لاسيما دول حوض النيل.. ولن تقبل مصر بتهديد أمنها القومي، ولن تسمح لأي قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربي بأن تحقق مآربها.

 

إن علينا أن نستلهم من تلك الذكرى دروسًا وعِبَرًا.. أهمها الإيمان والأخذ بأسباب العلم والعمل.. والتغلب على دعاوى التشكيك والإحباط و محاولات زعزعة الثقة في الدولة ومؤسساتها الوطنية.. وستظل مصر بأبنائها يدًا واحدة وقلبًا واحدًا.. صفًا واحدًا يواجه التحديات .. يبني ويعمر .. ويسعى لتحقيق التنمية الشاملة.. وستبقي ذكرى تحرير سيناء بإذن الله يوم عيد لكل المصريين، تخليداً لذكرى النصر والسلام القائم على الحق والعدل، وبرهاناً على قوة العسكرية المصرية، وبراعة الدبلوماسية المصرية في الحفاظ على تراب هذا الوطن وصون كرامته.

 

شعب مصر العظيم..اسمحوا لي في نهاية هذه الكلمة أن اتحدث إليكم باختصار في بعض الموضوعات، أولها موضوع ارتفاع أسعار السلع الاساسية وتأثيرها على الفئات محدودة الدخل. وقد طلبت من الحكومة والقوات المسلحة ببذل الجهود للحفاظ على استقرار أسعار السلع الأساسية وعدم ارتفاعها رغم تذبذب وارتفاع أسعار العملات الأجنبية. وقد كلفت الحكومة بأن تقوم بحساب الفرق في أسعار السلع الأساسية، وأن تقوم اعتباراً من الشهر القادم بإضافة نقاط من خلال منظومة التموين لصالح الفئات محدودة الدخل تعادل أو تزيد عن حجم ما شهدته الأسعار من ارتفاع. كما قمت بتكليف القوات المسلحة بتوزيع 2 مليون مجموعة من السلع الأساسية على الفئات محدودة الدخل بمختلف المناطق والمحافظات.  

 

الموضوع الثاني خاص بالجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق الأمن والاستقرار، وقد بدأنا بالشعور بثمار تلك الجهود، إلا أننا نلاحظ سعي البعض للتأثير على ما تحقق من أمن واستقرار. وأوكد للشعب المصري بأن المحافظة على أمن البلاد واستقرارها وعدم ترويع الأمنين هي مسئولية مشتركة للجميع.

الموضوع الثالث يتعلق بما شهدته البلاد خلال السنوات الماضية من إعادة بناء مؤسسات الدولة، حيث تم إقرار الدستور وانتخاب مجلس النواب بنزاهة وشفافية، إلى جانب وجود الحكومة ومؤسسة الرئاسة. فلابد من المحافظة على تلك المؤسسات بما يصون الدولة المصرية، فبقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية، ولن تنجح قوى الشر في مساعيها للنيل من مصر أمام اصطفافنا جميعاً من أجل الحفاظ عليها. وقد قمنا بالتأكيد على إعلاء دولة القانون ودولة المؤسسات، ومعاً سنستطيع الحفاظ عليها، ولن نسمح بأن يتم المساس بأمن مصر واستقرارها. 

تحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".