رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفجوة الغذائية ونقص الصادرات الزراعية تقضي على خطط التنمية

بوابة الوفد الإلكترونية

انتشرت في الآونة الأخيرة  أمراض النباتات والمحاصيل الزراعية بشكل صارخ! ويبقى المواطن الضحية الوحيد لهذه المأساة حيث تخدعه الأسعار الرخصية والحجم الكبير والطعم اللذيذ والشكل الجميل لبعض المحاصيل الزراعية التي تباع في الاسواق الشعبية والتي عادةً ما تكون مصابة بالأمراض المعدية، بسبب زراعة معظمها بمياه المجاري وتسميدها بمحطات الصرف الصحي المستخلصة من عملية اعادة معالجة مياه المجاري والتي تحتوي على شوائب ومواد صلبة مما يؤدي إلى إصابة الكثير من النباتات بالأمراض التي تشكل خطرا على صحة من يتناولها.. والغريب ان انتشار تلك المحاصيل والنباتات الضارة في الأسواق لا تخضع لرقابة من الجهات المسئولة وهو ما يجعل أصحابها لا يخافون العقاب.

وتمثل الأمراض النباتية تهديداً للثروة الزراعية حيث تسبب خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي بلغت حوالي 25٪ سنوياً أي ما يعادل استهلاك حوالي 600 مليون شخص، بالاضافة الى خفض جودة المنتج الغذائي وإصابة الإنسان والحيوان الذي يتغذى على المنتج الغذائي الملوث بأمراض خطيرة.

ونحاول في هذا التحقيق تسليط الضوء على بعض الأمراض التي تصيب النباتات والتي تعتبر عائقاً أمام أي زيادة في الإنتاجية الزراعية.

 

أمراض

النبات لا ينمو نمواً طبيعيا إلا إذا توفرت له مجموعة من الظروف البيئية الملائمة لهذا النمو، ومن الصعب توفير جميع الظروف المثلى للنمو تحت الظروف الحقلية، وفي هذه الأحوال يعد العامل البيئي غير الملائم مسبباً للمرض الذي ينشأ عن ميكروب طفيلي، وعادة لا يكون الطفيل هو المسبب الوحيد للمرض حيث أن الظروف البيئية تلعب دوراً كبيراً في تهيئة النبات ليصبح أكثر عرضة أو حساسية للإصابة بالمرض.

ومن أبرز الأمراض التي تنتقل إلي الإنسان بمجرد تناولها الطفيليات النباتية التي قد تكون كائنات نباتية أو حيوانية، والطفيليات النباتية تشمل الفطريات والبكتيريا والطحالب والنباتات الزهرية المتطفلة والفيروسات، وهي كالتالي:

الفطريات، كائنات دقيقة لا يحتوي علي مادة الكلوروفيل الخضراء، وتعوق النباتات عن القيام بعملية التمثيل الغذائي بنفسه فيعتمد في الحصول عليه من كائنات حية أخري أو من بقايا المواد العضوية الناتجة من تحلل كائنات ميتة.

البكتيريا، كائنات دقيقة تختلف في أشكالها فمنها الكروي والعضوي واللولبي، تسبب أمراضا نباتية ذات شكل عضوي.

الطحالب، نباتات مائية تحتوي علي الكلوروفيل، والقليل من هذه المجموعة يسبب أمراضا نباتية.

النباتات الزهرية، عددها قليل نسبياً كطفيليات تسبب أمراضا نباتية كالهالوك، وهذه الطفيليات قد تكون خطيرة في تأثيرها المرضي.

الحشرات: تتغذي علي النباتات وتسبب أعراضاً مرضية كما في حالة تغذية حشرة النطاط علي البطاطس والبق الدقيقي علي الأناناس، كذلك توجد حشرات تسبب المرض بنقلها لطفيليات وفيروسات الأمراض الأخري.

الكائنات شبه الطفيلية، تشبه الفيروسات فى إمكانية نقلها بالحشرات، وكذا من حيث الأعراض المرضية إلا أنها تختلف الفيروسات فى شكلها وحساسيتها للحرارة وكذا أماكن مقاومتها بواسطة مضادات حيوية معينة.

وتظهر الفيروسات في النباتات التي تتكاثر خضرياً (العقد، الخلفات، الدرنات) أكثر من ظهورها في التي تتكاثر بالبذور، وينتقل معظم الفيروسات التي توجد داخل أجهزة مضيفاتها بوساطة التطعيم، وبالإكثار الخضري للأصول المصابة التي تسهم في نشر الفيروسات وإدخالها إلى مناطق أو قارات جديدة.

 

أعراض المرض علي النباتات

نقص النتروجين، يتسبب في تحويل لون الأوراق إلي الأصفر من الاسفل إلي الأعلي وينتشر هذا اللون في الورقة بأكملها، نقص الحديد يتحول لون الورقة إلي الأصفر من الاعلي إلي الاسفل وينتشر هذا اللون في الورقة كلها مع بقاء العروق خضراء.

نقص الماغنسيوم يتحول لون الورقة إلي الأصفر من أعلي إلي أسفل ينتشر هذا اللون علي الورقة علي هيئة لطشة في وسط الورقة، نقص الفوسفور يتسبب في ذبول الأطراف العلوية للأوراق تجاه الاصفرار من أعلي إلي أسفل، كما يوجد لطشة كبيرة في وسط الورقة لونها اصفر، نقص البوتاسيوم الأوراق لونها بني تجاه اللون من أسفل إلي أعلي ينتشر هذا اللون علي حواف الأوراق أو الورقة كلها.

أما نقص الكالسيوم يتسبب في تحويل لون الورقة إلي الأصفر من أعلي إلي اسفل وينتشر هذا اللون علي أطراف الأوراق العلوية، نقص البورون مظهر الورقة

غير طبيعي, اطراف الاوراق غير منتظمة.

ونقص المنجنيز يحول الأوراق لونها أصفر وينتشر هذا اللون في الورقة كلها ماعدا العروق أسفل الورقة لونها أزرق، وتوجد بقع علي الساق لونها بني بها حلقات سوداء.

 

سبب المرض

أبرز أسباب أمراض النباتات العوامل البيئية والتي تسبب انحرافاً ظاهراً في طبيعة النبات ومنها: زيادة أو قلة الحرارة الجوية أو الرطوبة الأرضية عن الحد المناسب لنمو النبات، وجود شوائب أو أبخرة سامة في الجو، ازدياد الأملاح المعدنية أو قلة العناصر الغذائية في التربة.

 

أضرار اقتصادية وصحية

تتسبب الأمراض التي تصيب النباتات والمحاصيل في خسائر اقتصادية، منها نقص المساحة المنزرعة من المحاصيل الزراعية،وامتناع المزارعين عن زراعة تلك المحاصيل المصابة بالأمراض مما يتسبب في نقص كبير في الانتاج الزراعي.

كما تؤدي إصابة المحاصيل الحقلية بالأمراض الخطيرة الى نقص كبيرة في إنتاجية المحاصيل مثل الزيت والحبوب، مما يتسبب في خسائر فادحة خاصة أن معظم المحاصيل الحقلية المنزرعة في مصر تعاني من نقص حاد في معدلات إنتاجها بالمقارنة بالاستهلاك حيث تنتج البلاد 60٪ من القمح، وتنتج 5.5 مليون طن للذرة وتستورد مثلها، كما نستورد حوالي 99٪ من العدس و70٪ من الفول و95٪ من الزيوت وننتج فقط حوالي 5٪ من جملة الاستهلاك ونستورد 32٪ من السكر.

ومن أبرز الأمراض التي تصيب الانسان والتي تؤثر بالسلب على صحته: مرض الملاريا وحمى الضنك، وسوء التغذية والاسهال.

 

طرق الوقاية

هناك العديد من الطرق التي يمكن الاستعانة بها والاعتماد عليها للتخلص أو الوقاية من الأمراض المزمنة التي تصيب النباتات والتي تؤثر على صحة الانسان، منها:

- المكافحة التشريعية، بسن بعض القوانين والقرارات من قبل الجهات المسئولة بالدولة لحماية الثروة الزراعية وذلك لوقاية المزروعات من الإصابة بالآفات ومنع انتشارها داخل حدود الدولة أو لمنع دخول آفات غير مسجلة بالدولة من الدول الأخرى.

- التخلص من النباتات المصابة في الحقل وحرقها وحرق الأفرع المصابة للأشجار وبقايا النباتات حيث يعمل ذلك على الحد من انتشار المرض.

- غسل أيدي المدخنين العاملين في الحقول المصابة بالأمراض لمنع انتقال المرض إليهم ولأشخاص غيرهم.

- غسل الأدوات الزراعية قبل نقلها من مكان إلى آخر للعمل على الحد من انتشار المسببات المرضية.

- غمر الحقول بالماء أو تجفيفها لفترات طويلة يقلل من تعداد المسببات المرضية بها وذلك عن طريق تجويع المسبب المرضي وإنقاص الاوكسجين المتاح له.

- المقاومة البيولوجية للمسببات المرضية للاقلال من تعدادها في الطبيعة نتيجة مهاجمتها بكائنات حية أخرى.

- الطرق الفيزيائية المستخدمة في التخلص أو انقاص اللقاح المرضي: تتركز هذه الطرق على استخدام الحرارة سواء المرتفعة أو المنخفضة والهواء الجاف.

- المكافحة الكيميائية عن طريق استخدام مبيدات الآفات.