الذئاب تؤذن والمعيز تعوى؟
أصبح المشهد يحمل الكثير من الفكاهة والضحك. لم يعد هناك مجال لنكتة أو قفشة يكفي فقط أن تشاهد ما يدور وتحول السخافات المطروحة إعلامياً إلي ضحكة ساخرة ممن يحاولون السخرية من حضرتك! ولأن الإعلام يحمل بين أوراقه الكثير من البهلوانات
الذين يحترفون ركوب الموجة السائدة فإن العجب كله لهؤلاء الذئاب الذين حرضوا ضد قيام الشعب بثورته علي الديكتاتورية والاستبداد ووصفه بأنه غير مؤهل وغير ناضج... إلخ، تحول هؤلاء إلي ثوريين جداً ومناهضين جداً لفترة الحكم السابقة بالرغم من ادعائهم السابق بالحكمة والضربة الأولي ومفيش غيره، أما الوريث فكان دائماً يا جماله يا حلاوته! يخرج علينا الكثير من سدنة النظام الديكتاتوري السابق ونجوم الفضائيات المملين ليعاودوا استنساخ السخافة السابقة من الهراء والعبط ليقدموا لنا طبخة سخيفة من الحوارات عن تفاصيل قانونية وآراء سياسية أقل ما توصف بأنها غبية. هؤلاء يطرحون علي الساحة الشعبية عن طريق الإعلام بأنهم حماة الديمقراطية التي شاركوا سابقاً في هدمها ومسح الأرض بكرامة سيادتها، وأنهم أصحاب الحلول وأرباب الرؤى وعباقرة القيادة؟ لقد نسي هؤلاء أنهم كانوا هم الذين أفسدوا السابقين ويبدو أنه ليست هواية لديهم ولكنه عيب خلقي (تشوه في الكروموسومات) حيث إنهم يحضرون الآن لإفساد اللاحقين ووضع قاعدة أننا فيها وإلا سوف أخفيها؟ كيف يخرج هؤلاء إلي الإعلام يريدون ويؤذنون بالمشروع القومي والاستثمار وأن العواجيز عليهم الجلوس علي قهوة المعاشات. ونحن لا نعلم أن هناك أمة قامت بثورة للتغيير ثم قامت في المرحلة الانتقالية سوي خطوات لإنهاء الحكم العسكري والانتقال بهدوء ورسوخ إلي الحكم الديمقراطي الرشيد بمنتهي الصراحة والوضوح نحن نعاني من ثلاثة أمراض رئيسية وهي الفساد والإصرار علي الخطأ وعدم تداركه إلا بعد استفحاله وتدني الإنتاج فهو لا يتناسب مع طموحنا وآمالنا من ناحية وهو لا يتناسب مع قدرنا ومقدارنا وعدد سكاننا من جهة أخري. علاج ذلك هو الشفافية والمحاسبة عن طريق نواب حقيقيين لمجلس الشعب يعلمون ما يفعلون ويفعلون ما يعلمون، ومجتمع رشيد يدرك أن تداول السلطة هو الحل الوحيد لإصلاح الخطأ سريعاً ومنظومة وقانون عمل يربط الأجر بعدد ساعات العمل كماً ونوعاً. إلا أن البعض لايزال يخرج