رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصراع بين الإصلاحيين والحرس القديم يعصف بمجلس الإخوان بتركيا

بوابة الوفد الإلكترونية

أرجع خبراء الإسلام السياسي الاستقالات الجماعية التي يشهدها ما يسمى بالمجلس الثوري التابع للإخوان في تركيا، إلى الخلافات الحادة التي نشبت بين القيادات القديمة والشبابية في الجماعة، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذه الاستقالات لا تعني انهيار الجماعة ولكنها تضعفها.

 

وأعلن منذ قليل، 15 قيادة من جماعة الإخوان وحلفائها استقالتهم من "المجلس الثوري" التابع لهم في تركيا من بينهم القياديين عمرو دراج، وعصام تليمة.

 

وقال بيان صادر عن الـ15 قيادة: "بالنظر للتطورات التي مرت بنا في المجلس الثوري خلال الأشهر الأخيرة، وما لمسناه من تغييرات في خطاب قيادة المجلس، وابتعادها عن الأهداف التي تأسس من أجلها، وما تواتر مؤخرًا من أحاديث و بيانات صادرة عن بعض قيادات المجلس ذات توجه أحادي إقصائي بعيدًا عن آليات العمل الجماعي".

 

وتابع: "وبعد أن استنفذنا كل وسائل التأثير الممكنة، وفقًا لآليات العمل الجماعي، كان هناك إصرار على نفس المسلك مما لم يعد معه ممكنًا الاستمرار؛ لذا نعلن عن استقالاتنا من المجلس الثوري متمنين لمن تبقى من زملائنا التوفيق".

 

وفي هذا الصدد أكد إسلام الكتاتني، المنشق عن جماعة الإخوان، أن الاستقالات والانشقاقات الجماعية كانت متوقعة، بسبب الشواهد التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة، بداية من تعيين محمد منتصر متحدث إعلامي للجماعة، والمناصر للقيادات الشبابية ضد القيادات القديمة مثل محمود عزت، ومن هنا ظهرت الخلافات فيما يمسى مجلس الإخوان.

 

وتابع، ثم تم تعيين طلعت فهمي متحدث رسمي للجماعة، وهو يتبع القيادات التاريخية فعادت الخلافات من جديد بينها وبين الشباب، مشيرًا إلى أن الأزمة اشتدت بتعيين الجماعة لثلاث متحدثين رسميين باسمها مما يدل على التشتت، ومن بينهم سيدة وهي لهجة جديدة على الجماعة.

 

وأضاف، وتوج هذه الشواهد مبادرة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التي دعت إلى إعادة تشكيل مجلس الجماعة ومكتبها، موضحًا أن هذه شواهد اجتمعت معًا لتوضح حجم الصراع والانشقاق داخل الجماعة والاختلاف في الرؤى والتي اختتمت باستقالات جماعية.

 

وتوقع أن تخرج مبادرات من الجماعة للتصالح مع الدولة المصرية، بعد الضعف الذي أصاب الجماعة من انشقاقات واستقالات، لاسيما أن هدف الجماعة الآن هو الإفراج عن قياداتها الموجودة داخل السجون، وألا تطبق عليها أحكام الإعدام.

 

وأشار إلى أن هذه الاستقالات لا تعني انهيار جماعة الإخوان؛ لأنه تنظيم عالمي فروعه ممتدة في أكثر من 90 دولة حول العالم، مشيرًا إلى

أن الأمر لن يؤثر على نشاط الجماعة في الداخل المصري؛ لأن الأجهزة الأمنية المصرية واجهت الإرهابيين كأفراد، ولكن الفكر مازال موجودًا بها، وكل يوم يظهر فكر أكثر تشدد من الجماعة مثل تنظيم داعش.

 

و"المجلس الثوري".. هو منبر تحريضي إخواني تم تدشينه عقب رحيل المعزول محمد مرسي وجماعته عن الحكم في 30 يونيو، حيث شكله قيادات الجماعة في 8 أغسطس 2014 بتركيا، وعُرف بتأييده لجماعة الإخوان، وتزعم الكثير من المبادرات التحريضية ومهاجمة الدولة المصري.

 

وأرجع هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، الاستقالات الجماعية إلى الخلافات التي دبت في كيان ما يسمى المجلس الثوري للإخوان، على خلفية المواقف الجديدة للجماعات المتحالفة مع الإخوان، والممثلة داخل هذا المجلس، والخلافات أيضًا التي دبت بين القيادات القديمة والشبابية حول السلطة والمناصب.

 

وأوضح أن المجلس منذ تأسيسه وهو منبر تحريض إعلامي دعائي، ووظيفته مجرد تسجيل مواقف وملء فراغ وتغطية على فشل كيانات الجماعة والمحسبين عليها، وضمان بقاء جماعة الإخوان في المشهد السياسي، ومنذ تدشينه وهو يحمل في داخله عوامل فشله وضعفه حتى بدون استقالات وانقسامات.

 

وأوضح أن تغيير اللغة الخطابية التي أشار لها المستقيلون، تعني أن المجلس بدأ منذ تدشينه بلغة خطابية حادة، غير توافقية في الأهداف، فانقسم الأعضاء بين من يطالب بعودة المعزول محمد مرسي، ومن يرغب فقط في السلطة، واليوم يحاول الأعضاء المصالحة مع الدولة وتقريب وجهات النظر بين الدولة والتيار الإسلامي، بسبب حالة الضعف والخلافات الحادة التي عصفت بها، متوقعًا أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الاستقالات ورفض الاستمرار في المجلس.