من بغداد للقاهرة.. وخازوق الإخوان
كنت فى قمة بغداد جالساً فى القصر الرئاسى وهو أحد القصور الرهيبة التى كان يسكن فيها صدام، وكان ممنوعاً على أحد العراقيين الاقتراب منها على بعد كيلو متر، وقال لى صحفى عراقى كبير، إنه مذهول من مستوى البنيان وأن صدام بنى حوالى مائتى قصر له ولأسرته وذويه وكان ممنوعاً على الشعب الاقتراب
من أسوارها، المهم إننى كنت أستمع لكلمة الرئيس التونسى المنصف المرزوقى، وهى أهم كلمة قيلت فى القمة وعبرت بصدق عن ثورات الربيع العربى مقابل كلمات رؤساء وملوك «الإخصاء العربى»، مع الاعتذار لصديقى الأستاذ محمود نافع، رئيس تحرير الجمهورية، لأنه صاحب هذا التعبير، وعموماً هذه القمة أثبتت أن العراق عاد لحضن الأمة العربية، وأن رسائل التخوين والخروج عن الهوية التى لاحقت نظام بغداد بعد سقوط صدام ودخول الأمريكان كلها مجرد أكاذيب، وما يهمنى هنا فى كلمة «المرزوقى» المعروف أنه يسارى شيوعى اختاره التونسيون رئيساً لهم بالتوافق الوطنى ووضع حزب النهضة الإخوانى يده معه للعبور بتونس وأن الرجل تحدث فى كلمته عن ثلاثية الاستبداد والفساد وتزييف إرادة الشعوب ونادى باتحاد الشعوب العربية الحرة وقبل انتهاء القمة خرج بيان لحركة النهضة أعلنت فيه أنها ستبقى فى دستورها الجديد على النص الذى يقرر أن تونس دولة مدنية حرة لغتها العربية ودينها الإسلام وأن الحركة قبلت بعدم الإشارة إلى مرجعية الشريعة الإسلامية التى كان يصر عليها التيار السلفى التونسى. وقال الإخوانى التونسى عامر لعريفى، قيادى النهضة، مفسراً عدم تمسك الحركة بعبارة الشريعة فى الدستور، قائلاً: نحن حريصون