"مصر بلدنا كلنا" في معرض فريد فاضل
نحن في حضرة فنان شامل بالمعني الحقيقي - فريد فاضل - مؤلف موسيقي وعازف بيانو وشاعر وفنان تشكيلي وطبيب وجراح عيون.. وبرغم تنوع الاتجاهات، فإنه قادر علي أن يستجمع خيوط كل واحدة منها في جديلة واحدة، فالعمل الواحد عنده تجد فيه كل هذه المفردات.
في معرضه التشكيلي الأخير بقاعة «بيكاسو» يقدم فريد فاضل أربعين عملاً، ويعلق عن أغلبها بمقطوعات شعرية مرافقة.. الموضوع الأسير عند فريد فاضل هو الإنسان المصري البسيط - في صوره المختلفة - خلال لوحات «شاب نوبي» و«اتفضل شاي» و«طفلة من سيوة» و«الصعيدي الأصيل» و«ساعة العصاري» و«الرزق علي الله» و«ضوء الكرنك». تمسح اللوحات الأربعون شخصية مصر.. بكل ما تملك من قوة ومن ترابط وحب والتفاف حول النيل.. ووحدة وطنية في حضن المسجد والكنيسة، والمتأمل لوجوه فريد فاضل يتأكد من تمسكه بالمصرية، ليس من منطق التشكيل ولكن من خلال فكره وتكوينه وثقافته ولهذا فهو يجنح في رسمه إلي الأداء الفني التأثيري والواقعي. ربما يجد فيها التأثير الأكثر جدية في هذا التوقيت بالتحديد ومصر تعج بكل ألوان التناقضات والغربة والتمزق والتفكير غير السوي وكلها معطيات لا تعبر عن شخصية مصر التي اتسمت بها علي مدي تاريخها الطويل والتي صنعت منها حضارة فرعونية قبطية إسلامية شعبية شديدة التميز فكل هذه الحقب لم تكن إحداها ضد الأخري بل كانت مكملة وكأنها تحولت إلي جديلة ثابتة قوية لا تقبل الانقسام أو يسمح لعقدها بأن ينفرط.. ولهذا اختار لمعرضة عنوان «مصر بلدنا كلنا». فهذا هو