عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تايوان والصين أزمة ترانزيت

رئيسة تايوان
رئيسة تايوان

أخذت الأزمة الصينية التايوانية منحنى تصاعدياً جديداً بعد توقف رئيسة تايوان خلال رحلتها فى نيويورك ذهاباً والتوقف فى لوس أنجلوس فى طريق العودة فى خطوة قد تعتبرها الصين تحديًا لها وتصعيدًا إستفزازيًا من تايوان برعاية أمريكية حيث تتمتع بأهمية إستراتيجية و إقتصادية بالغة.

 

اقرأ أيضًا.. الصين تندد بزيارة رئيسة تايوان لأميركا

الجذور التاريخية للأزمة الصينية

تعود جذور تلك الأزمة إلى عام ١٨٩٥حيث انتصرت اليابان في حربها مع الصين ما إضطر الحكومة الصينية إلى التنازل عن تايوان لليابان.

غير أن الأمور إختلفت بعد نصف قرن وبالتحديد بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، و إعلان إستسلام اليابان ماترتب عليه إستعادة الصين كأحد الدول المنتصرة للسيطرة على أراضيها التي كانت فى حوذة اليابان، والتى كانت من ضمنها تايوان غير أنه بعد اندلاه الحرب أهلية الصينية، وإنتصار قوات ماو تسي تونج على قوات الزعيم آنذاك تشيانج كاي شيك والذى فر مع عدد من المواليين له إلى تايوان وجعلوها مقراً للحكومة، بينما بدأ قوات ماو تسى تونج حكم البر الرئيسى بإسم جمهورية الصين الشعبية وقد أعلن كلا الجانبين إنهما يمثلان الصين.

 

فيما شهدت العلاقات بين تايوان والصين إستقراراً واضحاً فى فترة الثمانينات حتى تم إعلان إنتهاء النزاع بين البلدين فى عام ١٩٩١ غير أن التوترات عادت مع إنتخاب تشين شوي عام ٢٠٠٠ وهو ما أثار قلق الصين حيث كان شوي قد أعلن من قبل دعمه للإستقلال ومع العام التالى على إنتخابه للمرة الثانية رئيساً إتخذت الصين فى عام ٢٠٠٤ قراراً بإصدار مرسوم سمى "مرسوم مناهضة عدم الإنفصال " فيما سعى خليفة شوى مايينج جيو الذى تولى الرئاسة عام ٢٠٠٨ إلى تحسين العلاقات مع الصين عبر عدد من الإتفاقيات الإقتصادية لتعود التوترات عام ٢٠١٦ مع تولى تساي إنج ون المؤيدة للإنفصال النهائى عن الصين.

 

 

أمريكا على خطة الأزمة بعد أن أقامت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الصينية ١٩٧٩ باتت العلاقات الأمريكية التايوانية غير رسمية كما إتسمت بالعشوائية و فى خطوة أعتبرها الرئيس الأمريكى الفائز حديثاً ترامب تعدى صارخاً على كافة الحدود التى وضعتها الولايات المتحدة عام ١٩٧٩ فى علاقتها مع تايوان تلقى إتصالاً من رئيسة تايوان تساى إنج ون حيث تعهدت الولايات المتحدة بتزويد تايوان بأسلحة دفاعية وحذرت من أن أي هجوم من قِبل الصين قد يثير توترات بالغة فيما وصف نائب الرئيس أنذاك مايك بنس تلك المكالمة بأنها مجرد مجاملة قائلاً لقد كانت المكالمة مع رئيسة تايوان مكالمة مجاملة إنه لأمر مدهش بالنسبة لي أن يتواصل الرئيس أوباما مع دكتاتور قاتل في كوبا ويتم الترحيب به كبطل ويتلقى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مكالمة مجاملة من رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيًا ويصبح الأمر

شيئًا ما في وسائل الإعلام سوف ترون الرئيس دونالد ترامب يتواصل مع العالم بشروط أمريكا» فيما أشاد المتحدث بإسم مجلس النواب الأمريكي نيوت جينجريتش بتلك الخطوة مشيراً إلى أن الرئيس سيتواصل مع أى زعيم منتخب ديمقراطياً فى أى دولة وشهد عام ٢٠٢٠ مظاهرات ضخمة فى تايوان إحتجاجاً على تزايد نفوذ الصين غير أن الولايات المتحدة أكدت على إلتزامها التام تجاه تايوان حيث وفي الوقت نفسه، كثفت الولايات المتحدة تواصلها مع تايوان أرسلت واشنطن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية إلى الجزيرة في أول زيارة رسمية من نوعها منذ عقود.

وهى الخطوة التى إنتقدتها الصين بشدة، محذرة الولايات المتحدة من "عدم إرسال أي إشارات خاطئة لعناصر" استقلال تايوان "لتجنب إلحاق ضرر شديد بالعلاقات الصينية الأمريكية". كما أجرت الصين تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في الممر المائي الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسى فى أثناء تلك الزيارة ولم يختلف موقف إدارة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن حيث أكدت إدارته الإستمرار فى دعم تايوان مما دفع الصين إلى إستهجان موقف الولايات المتحدة و إعتبارها عقبة فى طريق وجود الصين الواحدة والتى تشمل حدودها تايوان وتصاعدت تلك الإتهامات بعد زيارة رئيسة مجلس الشيوخ الأمريكية نانسى بيلوسى إلى تايوان فى أغسطس من العام الماضى حيث رأت الصين وحلفاؤها أن أمريكا تعمد إلى إشعال فتيل الأزمة العسكرية بين البلدين وهو نفسه الإتهام الذى تجدد بعد توقف رئيسة تايوان ذهاباً و إياباً خلال رحلتها ترانزيت بالولايات المتحدة و تحذير واشنطن الواضح لبكين من إتخاذ رد فعل معادى أو تصعيد مبالغ فيه تجاه تايوان مما يشير إلى إستمرار تضخم حجم كرة الثلج الصينية التايوانية دون توقع قريب ببزوغ شمس إتفاق جاد يذيب جليد الأزمة.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: