حكم صلاة الصبح جماعة بعد طلوع الشمس
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة لها أوقات معلومةٌ ومُحددة شرعًا يجب على المكلف أن يؤديها في هذا الوقت؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]؛ قال الإمام أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط في التفسير": [أي: واجبةً في أوقاتٍ معلومةٍ].
اقرأ أيضًا.. حكم إقامة المطلقة في منزل الزوجية أثناء العدة
أضافت الدار، أن من المقرر عند الفقهاء أن وقت صلاة الصبح ممتدٌّ بعد الأذان إلى طلوع الشمس، فإذا طلَعت الشمس فقد خَرَج وقت الصبح. ينظر: "المبسوط"، و"مواهب الجليل في شرح مختصر خليل"، و"المجموع شرح المهذب"، و"المغني، موضحة أنه إذا فات هذا الوقت المُقَيَّد صارت تلك الصلاة فائتةً، والفقهاء متفقون على أَنَّ الفائتة يجب قضاؤها. ينظر: "البحر الرائق"، و"الشرح الكبير"، و"المجموع شرح المهذب"، و"مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى".
وتابعت الدار: والفقهاء متفقون أيضًا على جواز صلاة الصبح بعد خروج وقتها بطلوع الشمس جماعة، بل ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّها من المستحبات، قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع": [فإن فاته صلاةٌ واحدةٌ قضاها بأذان وإقامة، وكذا إذا فاتَتِ الجماعةَ صلاةٌ واحدةٌ قَضَوْهَا بالجمَاعة بأذانٍ وإقامةٍ]، وقال الشيخ الدردير في "الشرح الكبير": [(فَصْلٌ) في بيانِ حكم صلاة الجماعة وما يَتعلقُ بِها (الجَمَاعةُ)؛ أي: فِعْلُ الصلاة جماعةً؛ أي: بإمام ومَأمومٍ (بِفَرضٍ) ولو فَائتةً (غير جُمُعَةٍ سُنَّةٌ) مُؤكدةٌ].
وقال شيخ الإسلام الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب": [أما المَقْضية من المكتوبات فليست الجماعة فيها فرضَ عينٍ ولا كِفايةٍ بلا خلاف، ولكن يُستحب الجماعة في المقضية التي يَتَّفِقُ الإمام والمأموم فيها]، وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "الروض المربع": [(ويجب فورًا) ما لم يتضرر في بدنه أو معيشة يحتاجها أو يحضر لصلاة عيد (قضاء الفوائت مُرتَّبة) ولو كَثُرت، ويسن صلاتها جماعة].
وأردفت الدار: واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قَفَل من غزوة خيبر،
يقول شيخ الإسلام الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم: [قوله: (فصَلَّى بهم الصبح) فيه استحباب الجماعة في الفائتة].
واختتمت الدار قائلة: وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فصلاة الصبح جماعةً بعد فوات وقتها بطلوع الشمس أمرٌ جائزٌ شرعًا بالاتفاق، بل هو من المستحبات عند جمهور الفقهاء.
لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news