الصبر من أعظم العبادات
إن الصبر من أعظم العبادات التي يقوم بها المؤمن بقضاء الله، فإنّ أجره عند الله عظيم، فقد قال أسلافُنا قديمًا: إن الصبر مفتاح الفرج، فلولا الصبر لما كان الواحد منّا على يقين من تحقيق الهدف الذي يطمح إليه، ولَفقدنا الأمل بحياةٍ كريمة. يقول الله تعالى «{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا}» _الطّور(48)_ فالطامح لشيء ما لا يريد أكثر من أن يكون برعاية الله، فهو يصبر على ما أصابه، والله لا ينساه. إنّ للصبر أنواعًا، فمنها الصبر على الشّدّة و المصاب، ومنها الصبر عن المعصية (أي على منع النفس عن المعاصي).
ومنها الصبر على الطاعة. أمّا عن الصبر الأول (الصبر على الشّدة والمصاب) فإنّ لنا في قصة أيّوبَ _عليه السلام_ عِبرةٌ جميلة، فهو الذي عانى وعانى بفقد أبنائه جميعًا، وفقد ماله، ثم ابتلاه الله بالمرض فأقعده حتى عَجِزَ عن القيام بحاجاتِه الأساسيّة، ولكنّه كان صابراً؛ فلم يتذمّر لما أصابه قط، وأظهر الصبر و التّجلّد، فكافأه الله بالفرج. وقد قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن هذا النوع من الصبر: "عجبًا لأمر المؤمن، فإنّ أمره كلَّه خير؛ وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" (رواه مسلم). أما عن النوع الثاني من الصبر (الصبر عن المعاصي).
فما قصة يوسف _عليه السلام_ عنّا ببعيدة، وما من شيء أصعب على المؤمن من أن يُبتَلى في دينه فيصبر، فامتناع يوسف _عليه السلام_ عن امرأة