رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من هو حبر الأمة وترجمان القرآن

بوابة الوفد الإلكترونية

العبرة من قصص الصحابة من الاسباب المعينة على طاعة الله وقال تعالى في ختام سورة الفتح في الصحابة الكرام: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}،[٢]، فقد عاصروا نزول القرآن الكريم، وشهدوا من أسباب نزوله وتنزيله على وقائع الحياة ما لم يشهده من جاء بعدهم، فكانوا أعلم هذه الأمة بتفسير هذا الكتاب، وأبصرهم بمقاصده وغاياته.

 

ولطالما أُثيرت التساؤلات في هذا الزمان عن من هو ترجمان القرآن؟ ترجمان القرآن هو لقبٌ أطلق على الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس، وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب من بني هاشم، وهو ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولد -رضي الله عنه- في العام الثالث قبل الهجرة، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّه فيدنيه منه ويدعو له، وقد روى ابن عباس في الصحيح من الحديث: "كُنْتُ في بيتِ ميمونةَ بنتِ الحارثِ فوضَعْتُ لِرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- طَهورًا، فقال: مَن وضَع هذا؟ قالت ميمونةُ: عبدُ اللهِ، فقال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ"

 

كان ترجمان القرآن حسنَ الوجه بشوشًا، له قامةً مهيبة، وكان نابغةً من الأذكياء وكاملي العقل، وقد قال عطاء في حسنه وبهاءه: "ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس"، وقد بلغ مكانةً عظيمةً في طلب العلم، حيث كان يعتبر ذلك واجبًا عليه تجاه أمّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، حتى أُطلق عليه البحر ابن عباس وحبر الأمّة، وذلك لكثرة علمه بالقرآن الكريم وتفسيره، فلم يعتد أن يترك سؤالًا دون أن يجيب عليه، سواءً كان في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو عن سيرة أحد الصحابة -رضوان الله عليهم-، ومن الواجب ذكره أنّه عندما توفي النبيّ كان عبدالله بن عباس فتىً لم يكمل الثالثة عشر من عمره، وقد روى عن النبي أكثرمن 1600 حديثً.

 

حبر الأمة وترجمان القرآن تابع الصحابيّ الجليل عبد الرحمن بن عباس رحلته في طلب العلم بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ويروى أنّه كان إذا أراد البحث في موضوعٍ معيّنٍ أو كان له استفسار يتقصّى إجابته، سأل قرابة الثلاثين صحابيًّا في مجال سؤاله، وذلك ليستوفي كامل المعلومة كما وردت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان -رضي الله عنه- دائم البحث عن العلماء وعن مزيدٍ من العلم، فقد كان شديد الجوع لذلك، وقد أُطلقت عليه ألقابٌ عديدة في سعيه ومجال علمه وغزارته، مثل "البحر

ابن عبّاس وفقيه الأمّة وحبرها وترجمان القرآن الكريم"، وقد قال -رضي الله عنه-: "سلوني عن التفسير فإنّ ربي وهب لي لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا"، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- له باعًا عظيمًا في علوم تفسير القرآن الكريم خاصّةً، وفي علوم الدّين عامّةً، وذلك بفضل دعاء النبيّ له بالتفقيه بالدّين.

 

ترجمان القرآن من أشهر المفسرين كان ابن عباس -رضي الله عنه- من أشهر المفسرين من الصحابة الكرام -رضي الله عنه- على الرّغم من صغر سنّه، فقد لازم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ نعومة أظفاره، وأخذ منه العلم في حياته، ولازم كبار الصحابة بعد موته أمثال أبي بكرٍ وعمرَبن الخطاب وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب وغيرهم، وقد روي في الصحيح عن ابنِ مسعودٍ قالَ: "لو أدركَ ابنُ عبَّاسٍ أسنانَنا ما عاشرَهُ منَّا رجُلٌ، وَكانَ يقولُ: نِعمَ تُرجَمانُ القرآنِ ابنُ عبَّاسٍ".

 

وقال الأعمش في وصفه لابن عباس: "استخلف عليٌّ عبدَ الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة -وفي رواية: سورة النور- ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك لأسلموا"، فبذل حياته في تفسير علوم القرآن الكريم.

 

وفاة ترجمان القرآن توفي البحر ابن العباس حبر الأمّة ومن هو ترجمان القرآن لها في مدينة الطائف عن عمرٍ ناهز الواحد والسبعين عامًا في العام الثامن و الستون للهجرة، وقد تولّى دفنه ولده عليّ بن عبد الله ومحمد بن الحنيفة وصفوان وكريب.

 

وقد كان يوم دفنه يومًا مميّزًا، حيث روى سيعد بن جبير بأنه شهد دفن ابن العباس، فقال:"مات ابن عباس بالطائف، فجاء طائرٌ لم ير على خلقته، فدخل نعشه، ثمّ لم ير خارجًا منه، فلما دفن، تليت هذه الآيات على شفير القبر لا يدرى من تلاها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}"، وقد سُمّي الطائر غرنوقًا في وقتٍ لاحق.