نحن والنهضة... أين؟ متى؟
لا أدري ما الذي وضع هذا السؤال في بالي؟ لكنه خطر لي على كل حال. في سنة 1948 تحركت سبعة جيوش عربية لطرد العصابات الصهيونية من ارض فلسطين وانتهت الحرب بانتصار هذه العصابات على سبعة جيوش!!! كيف حصل هذا؟ اليهود ليسوا قومية، ما الذي يجمعهم؟ هم اتباع دين مشتتون في كل بقاع الارض واللغة العبرية ليست مستعملة الا في نطاق ضيق بينهم، ومع ذلك قامت دولة واللغة التي هجرت منذ 3000 سنة تم احياؤها وصارت لغة الدولة الجديدة التي تتملق لها أعظم قوى العالم واكبر الاقتصاديات...
الصهاينة مجرمون، لكن اليهود عقلانيون وعمليون، يحترمون العلم ويقدسون العدالة فيما بينهم، والمصلحة العامة عندهم تتقدم على المصلحة الخاصة، ولهذا حققوا ما يريدون.
برايك لماذا نحن مرتبكون؟ منذ عشرات السنين ونحن نتراجع من هزيمة الى هزيمة، ومن خزي الى خزي جربنا القومية والاشتراكية ثم جاء الاسلاميون فكانوا ادهى وأمر، وألعن وأسوأ ممن سبقهم.. ولا زال من الممكن ان ننخدع فهم يقولون بأنّ العيب ليس في النظرية بل في التطبيق، انتهى الامر فهكذا نحل مشاكلنا، حل لفظي لمشاكل واقعية.
ان مشكلتنا ليست في الايدلوجية السياسية التي تحكم بل في عقولنا، بقيت الاوهام تحكمنا باسم الدين....نحن أذكياء فعلا أذكياء لكن مشكلتنا في المنهج، المدارس لا تعلمنا كيف نفكر، مثقفنا يتملق لرجل الدين وشيخ العشيرة.. نؤمن بأشياء كثيرة غير صحيحة، بل هي مجرّد أوهام، ولا نريد أن نتنازل
باختصار نحن نسير في طريق خاطئ، طريق يؤدي بنا او يكاد الى الفناء. الآن مئات الآلاف يسيرون إلى الكاظمية، لكنهم لا يعرفون لم يسيرون وأين يسيرون، ولا يهمهم أن تتعطل الشوارع او المدارس او الاوطان فالعقول معطلة الى أجل غير مسمى..
الامر مؤلم ومؤسف بمقدار ما هو خطير..