رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. علىّ الدين هلال : الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير

تزوير انتخابات 2010 وطول البقاء فى الحكم وزواج المال بالسلطة عجَّلت بسقوط نظام «مبارك»


الإسلام السياسى يحتاج لمواجهة أهل الفكر والنفس الطويل


جماعة «البنا» اتجهت للعمل السياسى على حساب الدعوة.. والعنف المسلح سمة لصيقة بها


الإخوان حاولوا اغتيال «عبدالناصر».. و«السادات» تعامل معهم كحليف فاغتالوه


إثيوبيا تشعر بالقوة ولن تستجيب للمطالب المصرية - السودانية إلا بضغط دولى وأفريقى


عشرات اللاعبين العسكريين والسياسيين على أرض ليبيا.. وتحرك مصر أوقف تقدم تركيا

 

يعد الدكتور علىّ الدين هلال أستاذ العلوم السياسية وزير الشباب وأمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى الأسبق أحد أبرز السياسيين فى الفترة قبل ثورة 25 يناير. انخرط فى العمل السياسى، على الرغم من تميزه على المستويين الأكاديمى والفكرى، حيث انضم إلى الحزب الحاكم فى مصر - آنذاك - وأصبح أحد أهم قياداته ثم تولى منصب وزير الشباب.
حصل «هلال» على شهادة البكالوريوس من كلية اقتصاد قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1964 ثم نال درجة الماجستير من جامعة ماكجيل بكندا 1968 ثم الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1973، إلى أن تربع على قمة أساتذة العلوم السياسية فى الوطن العربى وتولى عمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة «1986-1994».
كما شغل العديد من المناصب ونال عضويات لجان كثيرة منها أمين المجلس الأعلى للجامعات «1992-1994» ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة 2011 وعضو مجلس أمناء جامعة الأهرام الكندية وعضو مجلس إدارة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عام 2006 ورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية «2004».
حصل الدكتور على الدين هلال على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1979 عن كتابه «السياسة والحكم فى مصر»، وله عشرات الكتب والبحوث المنشورة بالعربية والإنجليزية، كما شارك فى الكثير من المؤتمرات العلمية والسياسية، ومن أبرز مؤلفاته: «النظم السياسية العربية قضايا الاستمرار والتغيير والنظام الإقليمى العربى.. دراسات فى العلاقات السياسية العربية»، و«النظام السياسى المصرى بين إرث الماضى وتحديات المستقبل»، و«الدول الكبرى والوحدة العربية» و«عودة الدولة»، و«الصراع من أجل بناء نظام سياسى جديد»، و«السياسة المقارنة من السلوكية إلى العولمة».. «الوفد» التقت وزير الشباب الأسبق فى هذا الحوار.

 

 

< بعد="" مرور="" عشر="" سنوات="" على="" ثورة="" يناير..="" كيف="" قرأت="" سيناريو="" الاختراق="" للأمن="" القومى="" خاصة="" أن="" لك="" تصريحًا="" وقتها="" بأن="" مصر="" كانت="" مستباحة،="" وما="" أبرز="" الأخطاء="" التى="" سقط="" فيها="" نظام="" مبارك="" مما="" أدى="">
- سوف يظل ما وقع فى مصر من أحداث مختلفة والتى كانت تسمى بـ«الربيع العربى» محل جدل وخلاف واجتهادات، وسوف يظل الناس منقسمين حولها، فنحن نقول دائماً «إن أى حادثة تقييمها الموضوعى مائة فى المائة يكون بعد أن ينتقل كل من عاصرها وشاهدها إلى رحمة الله، فأى شخص خاض هذه التجربة كان له موقف فيها استفاد أو أضير من شىء سيكون تقييمه سليمًا» أضف إلى ذلك أنه غير صحيح أننا نعلم على وجه اليقين ماذا حدث فى هذه الأيام، فالمعلومات الأساسية لا نملكها، لكن لدينا شذرات من هنا وهناك، وهناك كثيرون لم يكتبوا مذكراتهم، فعلى سبيل المثال الراحل عمر سليمان حاكم مصر لعدة أيام ما بين تنحى «مبارك» وتولى المجلس العسكرى، لم يقل كلمته إلا فى شهادة أمام النيابة فهو أول من قال «انتهاك حدود مصر من قبل حماس وحزب الله واقتحام السجون» ووقتها لم يصدقه أحد باعتبار أنه من أفراد النظام القديم، بعدها اكتشفنا أن كل ما قاله صحيح وللأسف أكثر القطاعات التى تأثرت وقت ثورة يناير هو قطاع الأمن الداخلى بسبب اقتحام السجون وتهريب السجناء وحدث اختراق أمنى فهناك أشياء كثيرة حدثت، لكن تظل هناك مسائل عامة، وأنا لست من المولعين بالاستغراق فى أحداث الماضى، إلا بالقدر الذى نستفيد منه دروسًا، أما مجرد اجترار أحزان الماضى أو أفراحه فليس من هواياتى. ولا شك أن ثورة 25 يناير قامت بسبب أحداث كثيرة أهمها انتخابات 2010 وهى القشة التى قصمت ظهر النظام وقتها، وتسببت فى احتقان الشارع، وحدوث تزوير الانتخابات، بالإضافة إلى طول بقاء «مبارك» فى الحكم، وزواج رأس المال بالسلطة مما عجل بسقوط النظام.
< إذن="" ما="" الدروس="" المستفادة="" مما="" حدث="" فى="" ثورة="" «25»="" يناير="" أو="" «30»="">
- الدرس الأول سواء ما حدث فى «25» يناير أو ما حدث بشكل أقوى فى «30» يونية هو ظهور قوة الرجل العادى، ففى نهاية الأمر أن الذى صنع الأحداث بغض النظر عن تقييم الناس لها، مئات الآلاف من البسطاء، وقوة عموم الناس، فالناس البسطاء فى لحظة تاريخية معينة سواء فاض الكيل بهم أو حدث لهم وعى مزيف، أيًا كان السبب ممكن أن يتحولوا إلى قوة كبيرة جدًا، الدرس الثانى دور القوات المسلحة فى مصر، فدور الجيش المصرى منذ أحمد عرابى 1882م وقبلها من أيام محمد على هو أن الجيش كان مركز بناء الدولة المصرية وقتذاك، فحول الجيش ظهرت كل الصناعات والنهضة التى عاشتها مصر، مرورًا بثورة عرابى وثورة 1952، و2011 و2013، فالقوات المسلحة المصرية جيش محترف لا يتدخل فى السياسة، لكنه يحتضن ويدعم حركة الشعب المصرى ومطالبه ولم يكن يومًا أداة فى يد الملك والمحتل ضد الشعب، الدرس الثالث أنه بعد 10 سنوات وبعيدًا عن الآراء الشخصية من حقى أن أقول أين نحن الآن وأين الآخرون؟
ففى هذا الوقت حدثت انتفاضات شعبية أو انتفاضات فى تونس ومصر وسوريا واليمن، فنحن نقول إننا بعد هذه العشر سنوات أن المجتمع المصرى يبدو أكثر تماسكا وأكثر قوة، والدولة المصرية ومؤسساتها تبدو أكثر قوة وتماسكًا وأنه بدأ يرتسم أو يظهر شكل مستقبل جديد لمصر.
< ما="" أبرز="" أزمات="" الإسلام="" السياسى="" -="" فى="" رأيك="" -="" وهل="" تراه="" انتهى="" بالسقوط="" الفعلى="" لجماعة="" الإخوان="">
- كلمة الإسلام السياسى يقصد بها كيان وليس معناه أن هناك مرجعية دينية، فكون حزب من الأحزاب تكون له مرجعية فكرية دينية، لا، فكل المصريين لهم مرجعيات دينية بقدر من الأقدار، وأكاد أقول إن الدين يلعب دورًا أساسياً فى حياة الغالبية العظمى من المصريين، فنحن لا نتحدث عن احترام الناس للدين، أو الدين كقيمة اجتماعية فنحن نتحدث عن ظهور حركات سياسية تستخدم الدين كمصدر لإسباغ الشرعية، تستمد شرعيتها من أنها هى التى تفصل الدين، فمصدر الشرعية لها أنها الحزب الإسلامى، ثانياً: أنها تستخدم الدين لحشد الناس على أساس دينى وطائفى ومذهبى ثم تستخدم الدين لتمرير ما تتخذه من قرارات، وبالتالى هنا نوع من تغييب الوعى والعقل، فالإسلام السياسى هو أيديولوجية وفكرة سياسية ومذهب سياسى، وهذا المذهب موجود قبل الإخوان وبعد الإخوان، وله تفرعات فى باكستان والهند، فالفكرة لا يهزمها إلا الفكرة، ورأيى فى هذه المرحلة أن أحزاب الإسلام السياسى هزمت سياسيا وفضحت أو ظهرت حقيقتها إعلاميا، والذى ينقص هو التعامل معها كفكرة أو ايديولوجية، وهذا ليس دور الدولة، وإنما هو دور المؤسسات الدينية الرسمية فى الأساس، والخطاب الدينى سواء فى مصر كالأزهر الشريف وكيف يفند ويكشف انحراف هذه التفسيرات للقرآن والسنة، وأعتقد أن هذه مهمة لم تكتمل بعد، فالإخوان أصحاب فكرة سياسية، ورغم أن الأمن نجح بشكل جيد فى القضاء على مفاصل هذا التنظيم، إلا أنه يتبقى دور أهل الفكر، فهذه الجماعات خلقت لها وجودًا على الأرض، هذا الوجود يحتاج إلى مواجهة وإلى نفس طويل، فالطبيعة لا تعرف الفراغ، وإذا وجد فراغ فى أى مكان ستأتى قوة لشغل هذا الفراغ وربما هناك أجيال جديدة من الإخوان تعمل حاليًا وتنشط من جديد، ويتبقى السؤال لماذا تركنا فراغًا لهم ليشغلوه سواء على مستوى المدينة أو القرية؟.
< جماعة="" الإخوان="" المسلمين="" اصطدمت="" بكافة="" الأنظمة="" السياسية="" فى="" مصر="" فماذا="" عن="" تطبيق="" هذه="" المقولة="" خلال="" حكم="" الرؤساء="">
- عندما نعود للتاريخ، نرى أنه فى عام 1927 تأسست فى مصر جمعية الشبان المسلمين وكان من مؤسسيها شاب اسمه الشيخ حسن البنا، حيث انخرط أولاً فى نشاط دعوى تربوى قانونى اسمه «جمعية الشبان المسلمين» وظل بها سنة واحدة، وفى السنة الثانية خرج منها وأنشأ «جماعة الإخوان المسلمين»، فما الذى دفعه لترك «الشبان المسلمين»، وتصور أن إنشاء جمعية جديدة سوف تضيف له السلطة، فتفسير تعبير «الإسلام دين ودولة» على محمل معين وأنه حتى عندما كان يكتب تعريفًا للإخوان المسلمين كان يكتب شيئًا مشهورًا فى تاريخهم «المؤتمر الثالث» فيقول على سبيل المثال الإخوان المسلمين حركة تربوية سياسية وجمعية صوفية وروحية وجمعية اقتصادية وحركة كشفية، وكأنها تشمل جميع المناحى، فهو يضم أى شخص ويقوم بعمل غسيل مخ له فى كافة المجالات بما فيها الزواج، فهم يعتبرون أنفسهم - إن جاز التعبير - الفرقة الناجية، إذن الإخوان فى العشر سنوات الأولى لهم من 1928 إلى 1934 لم يعملوا بالسياسة، لكن على غير ما يعتقد الناس، فالإخوان قدموا مرشحين لهم فى مجلس النواب ما قبل 1952 ولم يكن بينهم الشيخ حسن البنا، فقد داعبوا العمل السياسى وعملوا كحزب سياسى، يمتلك كل مقومات الحزب، فهو تنظيم له كوادر، ومنذ البداية كانت فكرة العنف المسلح لصيقة لهم، ولديهم تنظيم مسلح سرى «خاص» فهذا معناه أن فكرة استخدام العنف ضد المخالفين لهم فى الرأى متأصلة فيهم والذين يسمون فى نظرهم «الخارجين على الدين» حتى إن الشيخ حسن البنا كانت له كلمات مشهورة فى إحدى خطبه يقول: «من عرفنا فقد عرف الإسلام» وكأنه يقول نحن الإسلام، أما علاقتهم بالرؤساء أيًا كانت بدايتها انتهت بالعنف، ونبدأ بنظام الملك فاروق قبل 1952 فقد سمح لهم بالتسجيل وممارسة النشاط، وكان قريبًا من الإخوان، وأحياناً كان له رأى فى شخصية المرشد العام لهم، وكانت البلاد يسودها مناخ ليبرالى، لكن هذا لم يمنع من اغتيال القاضى الخازندار، ففى مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل وكان وزيرًا للأوقاف فى مصر بعد 1952 وهو من الإخوان الذين تعاملوا مع الثورة وذهب إلى جامعة الكويت كتب يقول إنه وهو شاب صغير فى الإخوان كان فى نفس القاعة أو المجلس الذى به الشيخ حسن البنا، وكان «البنا» مهمومًا ودعا على الخازندار قائلا: «ربنا يبعت له بلوى تزيحه عننا» ولكنه لم يصدر أمرًا بقتله، لكن أحد الحاضرين فهم أن هذا توجيه بالقتل فتم قتله، وفى عهد الرئيس عبدالناصر، والذى لا يعلمه الكثيرون أن الثورة عندما بدأت كانت متعاطفة مع حركة الإخوان المسلمين أو هناك بعض الأفراد من الإخوان كانوا فى مجلس قيادة الثورة والذى لا يتذكره الناس أنه فى الاحتفال بذكرى اغتيال حسن البنا 1952 ذهب جمال عبدالناصر وعدد منهم للمشاركة فى تقديم واجب العزاء، وعندما صدر قرار بحل الأحزاب اعتبروا الإخوان جماعة وليس حزبا، فالثابت أنه كانت هناك علاقات بين جمعية الضباط الأحرار والإخوان، والرئيس «عبدالناصر» يحكى قائلاً إنه قال لهم: أيدتمونا فى الثورة فماذا تريدون؟ هل تريدون مناصب؟ فردوا قائلين: لسنا دعاة مناصب، وقال له «البنا»: نريد أن ننشئ مجلسا استشاريا قبل أن تصدر أى قرار أو مشروع قانون تعرضه علينا حتى نقول لك مدى مسايرته للشريعة الإسلامية، فقال «عبدالناصر»: «فهمت وقتها»، فهم لا يريدون جزءا من الحكم بل يريدون أن يحكموا من خلال فرض وصايتهم علينا وبدأ الانقسام فأقنع «عبدالناصر» الشيخ حسن الباقورى وعبدالعزيز كامل أن يقبلا مناصب وزارية مما فجر الخلاف بين الإخوان حتى إنهم حاولوا اغتيال «عبدالناصر» فى حادثة المنشية بالإسكندرية، وبعدها بعشر سنوات محاولة انقلاب سيد قطب، ولابد للناس أن يتوقفوا أمام كتابه «معالم فى الطريق»، الذى يعتبرونه الإنجيل أو الكتاب لكل حركات التشدد والتطرف والعنف وترجم إلى كل اللغات الإسلامية الأردية والفارسية، والمثير للدهشة أن الذى ترجمه للفارسية هو المرشد العام للثورة على خامئنى، لأنه وجد فيه ضالته ويتحدث عن تحقير معنى الوطن وأنه حفنة من التراب، وأن القانون الإلهى أعلى من القانون الوضعى، وحدث الصدام بينهم وبين «عبدالناصر» عام 1955 و1956، وعندما رفعوا السلاح تم القبض على 35 ألف إخوانى فى ليلة واحدة ثم 65 ألفاً آخرين من أتباع سيد قطب، أما الرئيس «السادات» فتعامل معهم كحليف، وأفرج عن المعتقلين وأمدهم بالمال والعتاد وأعادهم لمناصبهم، لكى يتخلص من خصومه السياسيين من اليساريين والشيوعيين والناصريين، فقد استخدم «السادات» هذه التيارات المتطرفة فى لعبة الصراع السياسى لينقلب السحر على الساحر وينتهى الأمر باغتيال «السادات» عام 1981م.

 


< وماذا="" عن="" الإخوان="" فى="" زمن="">
- فى زمن مبارك وابتداء من عام 2000م بدأ النظام يتصور أنه يحتويهم، فكان برلمان عام 2000 منح «مبارك» الإخوان 17 مقعدا فى البرلمان، وفى عام 2005 أصبحوا 88 عضوا، ورغم ذلك أمسكوا العصا من المنتصف فى ثورة 25 يناير، وبعد ذلك لعبوا دورا رئيسيا فى إسقاط نظام «مبارك» وهم الذين دبروا ما أسميته فى يوم من الأيام «استباحة مصر» وهذا ليس رأياً سياسياً، ولكنه حكم فى القضاء المصرى فى فترة حكم «مرسى» ويرتبط بمن الذى اقتحم السجون، فهذه الأيديولوجية للإخوان فى مصر تعود إلى شيئين العنف والصدام مع أى نظام سياسى.
< كيف="" ترى="" وضع="" الأحزاب="" اليوم="" وما="" الرسالة="" التى="" توجهها="" لها="" وكيف="" يمكن="" علاج="" حالة="" الترهل="" والانكماش="" الحزبى="" فى="" الشارع="">
- فكرة ضعف الحياة الحزبية ليست وليدة اليوم، فطول 30 عاما من حكم الرئيس الأسبق «مبارك» كانت ضعيفة، وربما الفترة التى انتعشت بعض الشىء خلال أربع أو خمس سنوات فى عهد الرئيس السادات، أما بعد ذلك فهى تعيش حالة عف، لكن الأهم من ذلك لماذا هى ضعيفة؟! الإجابة تعود إلى أولا: أن كثيرا من هذه الأحزاب فى قانون التفتت والتشرذم فى حياتنا السياسية المصرية، فالناس بدلا من أن يبحثوا عن الوحدة يبحثون عن أسباب الاختلاف، وهذا ظهر فى الائتلافات الشبابية فى 2011 التى بلغ عددها 200 ائتلاف وبدأ الإخوان يسرقون الثورة وحدثت اجتماعات مع قيادات الشباب، بأنه لا مستقبل لهم إلا إذا حدثت وحدة بينهم فى 5 أو 6 ائتلافات كبرى أو حزب سياسى، فلم يستجب أحد مما انتهى إلى أن الإخوان بحكم التنظيم والمال والحشد استطاعوا أن يسرقوا الثورة بسبب حالة الانقسام فى الحياة السياسية المصرية، وهناك ظواهر غريبة جدا، ومنها أن بعض الأحزاب الكبرى تراجعت بل تلاشت وأصبح لها تمثيل هزيل، حتى رأينا الحزب الأكبر فى انتخابات 2015، وهو حزب المصريين الأحرار يختفى تماما، إذن هنا لابد من إدخال اعتبارات أخرى أن هناك حالة سيولة سياسية فى البلاد، وأن انضمام الأشخاص لهذه الأحزاب لم يكن نتيجة عقيدة وانتماء وإنما كان لمصلحة فإذا اختفت المصلحة انتقل إلى حزب آخر، ثالثا: دور النظام الانتخابى فإذا أردت أن تقوى الأحزاب السياسية فهناك ما يسمى بنظام التمثيل النسبى، وحتى تبعد الأحزاب غير الجادة فنظام القوائم المغلقة يخدم الأحزاب الكبيرة، فالتراث التاريخى للأحزاب المصرية الضعف، بسبب الروح الانقسامية والتشتت فى الأحزاب، أن هناك جزءا كبيرا منها فأكثر من 106 أحزاب بها وجاهة شخصية أو مكانة اجتماعية وأن هذه الأحزاب ليس لها وجود على الأرض، وتتسم بالطابع العائلى لها، وعدم وجود برامج تميز هذه الأحزاب عن بعضها البعض، فهناك أسباب تتعلق بالأحزاب نفسها وهناك أسباب تتعلق بالبيئة السياسية وهل تشجع الأحزاب أم لا.
< هل="" تؤيد="" تأسيس="" حزب="" برئاسة="" الرئيس="" وهل="" الإصلاح="" السياسى="" الآن="" يسير="" جنبا="" إلى="" جنب="" مع="" مسار="" الإصلاح="">
- الظرف السياسى الذى جاء فيه الرئيس السيسى كان مختلفا فهو لم يبدأ كرجل حزبى، فقد بدأ كوزير للدفاع، التف حوله الجميع فكان هناك اصطفاف وطنى حوله فى ظرف استثنائى واجهت مصر فيه مخاطر كبيرة وتنظيما يرفض الخروج من السلطة بناء على رغبة الشعب، فاكتسب «السيسى» شعبية وتأييداً من مختلف التيارات الرافضة لحكم الإخوان، فالسيسى رمز وطنى خلّص مصر من الإخوان، يجتمع عليه قطاع واسع جداً من الناس، فليس معقولا أن يسير وفق تيار بعينه أو مجموعات بعينها من بين مؤيديه ليشكل حزبا بنسبة 40٪ من إجمالى من توافقوا عليه، وهذا الحزب ربما يكون له عداءات مع ناس، ولذلك فالرئيس رأيه كان سديداً فى عدم وجوده على رأس حزب، وأعتقد أنه ليس من الحكمة فى المرحلة الراهنة أن يكون له حزب لكن من الواضح أن الحزب الذى ينصر سياسات الرئيس أو فى صدرها هو حزب مستقبل وطن، أنا بقية الأحزاب الأخرى فثلاثة أرباعها يؤيد الرئيس أيضاً وإن كان يختلف مع بعض السياسات التى تنتهجها الحكومة، فليس هناك حزب يقول إننى أقدم بديلا للاستراتيجية الوطنية أو لاستراتيجية التنمية للرئيس السيسى وهناك إصلاح سياسى له مظاهر بعينها، بعض هذه المظاهر بدأت فى الظهور فمثلا لم يحدث تغيير كبير أن يكون هناك تمثيل لعدد أكبر من الأحزاب السياسية فى البرلمان (2015-2021)، هو نفس الشىء ففيما يتعلق بعدد الأحزاب الممثلة فى البرلمان، فبرلمان 2015 غاب عنه هذا الدور فلم يشعر المواطنون بأن لديهم برلمانا يقوم بدور الرقابة واقتصر دوره على العمل التشريعى وليس أدل على ذلك أنه على مدى 5 سنوات لم يناقش البرلمان استجوابا واحدا، وهذا البرلمان الحالى يبدأ بداية أقوى وأكثر حيوية وربما أسرع مما تصور الناس، بداية قوية وموفقة ويستعيد بها المجلس احترام الشعب له وتقدير المواطنين لدوره، ونرجو أن تستمر هذه الروح وأن تصبح هناك لجنة تقصى حقائق، ومن الأشياء الإيجابية فى هذا البرلمان أن لدينا برلمانا جديدا مثل «الشورى» فهناك 300 عضو مجلس نيابى جديد، بعضهم كان موجودا من قبل لكن الغالبية كانوا جددا، ومجلس النواب أكثر من 50٪ أعضاء جددا وأرى أن وجود اثنين من رؤساء المحكمة الدستورية العليا شىء إيجابى فهما يحظيان بتقدير الناس وأعتقد أن الشىء الإيجابى الآخر أن هناك بداية تكوين نخبة لسياسة جديدة، وعدد الشباب سواء فى «النواب» أو «الشيوخ» كبير، وجزء من الإصلاح السياسى مساحة التعبير عن الرأى، وأنا من المدافعين عنه فى إطار

التوجه الوطنى للدولة، فتعدد الآراء هو فضيلة ومصدر قوة وليس ضعفا ولا يهدد تماسك المجتمع أو الأمة، إذن فالخلاصة أن هناك إرهاصات بدايات لتغير سياسى نرجو أن يستمر ويكتمل.
< ماذا="" عن="" تحليلك="" لملف="" سد="" النهضة="" وتقييمك="" للموقف="" الإثيوبى="" من="" كل="" التحركات="">
- موضوع سد النهضة واضح، فنحن نتفاوض منذ عشر سنوات ومن الواضح أن إثيوبيا تشعر بالقوة، وهى نجحت فى بناء السد وفى تشغيله واستغلت مرحلة الفوضى التى ضربت أطنابها فى مصر لكى تبنى هذا السد، وملأت الجزء الأول منه العام الماضى، والسودان يشعر الآن بتخوف أكثر من الطموحات الإثيوبية، وإثيوبيا لها علاقات قوية بأمريكا وإسرائيل والصين والدول الأوروبية، والقضية الآن معروضة أمام الاتحاد الأفريقى، والخلاصة طالما كان هناك مجال للمناورة من إثيوبيا فهى سوف تقدم عليه ولن تستجيب إثيوبيا للمطالب المصرية - السودانية العادلة إلا إذا شعرت أن هناك ضغطا أفريقياً وقبل ذلك ضغطا دوليا.
< ما="" تقييمك="" لجهود="" مصر="" حيال="" الأزمة="" الليبية؟="" وهل="" تعتقد="" أن="" أردوغان="" اللاعب="" الوحيد="" فى="" أزمة="" ليبيا="" أم="" أن="" هناك="" دولاً="" أخرى="" فى="">
- هناك عشرات اللاعبين العسكريين والسياسيين ففى الجنوب الليبى هناك قوات مرتزقة روسية ووجود عسكرى روسى، وهناك عناصر مخابراتية أمريكية فرنسية إيطالية، وهناك تدخلات سياسية، ربما تركيا كانت أبرزها، لأنها وقعت معاهدة ترسيم الحدود ووقعت معاهدة دفاع وأرسلت مرتزقة أرسلت جيشها وهناك لاعب مهم وهو الأمم المتحدة، وأرى أن التدخل المصرى الذى قامت به مصر منذ زيارة الرئيس السيسى إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية فى يوليو الماضى وعندما قال «جفرة - سرت» خط أحمر، ثم أردف ذلك بعملية نقل حشود عسكرية تتحرك نحو الغرب، وكانت بالطبع مرصودة ثم عملية مناورة عسكرية كبرى أظهرت القدرات العسكرية، أعتقد أن ذلك كان بمثابة ضوء أحمر وتحذير لتركيا، وهذا هو الذى أدى إلى تحرك سياسى، ثم التحركات المصرية السياسية، وعقيلة صالح والقبائل الليبية عندما جاءت إلى القاهرة وطلبت دعم مصر لها كتابة، وهذا كان له مردودان أولهما أنه نبه المجتمع الدولى إلى خطورة ما يحدث وأعطى دفعة للدول الأوروبية، وفى وقتها أيدت أمريكا بيان القاهرة فحرك المياه الراكدة التى أدت بعد ذلك إلى مبادرة الأمم المتحدة ومفاوضات القاهرة والغردقة ومفاوضات تونس وسوف تبدأ الهيئة الاستشارية الآن اختيار قادة ليبيا الجدد فى المرحلة الانتقالية القادمة التى سوف تنتهى بالانتخابات فى ديسمبر القادم 2021.
< قبل="" أيام="" قال="" الرئيس="" الإيرانى="" حسن="" روحانى="" «ثلاث="" سنوات="" مضت="" لم="" أهنأ="" فيها="" بالنوم="" بسبب="" ترامب»="" حيث="" فرض="" عقوبات="" على="" إيران،="" فهل="" ترى="" أن="" سياسة="" «بايدن»="" ستسير="" على="" درب="" سابقه="" فى="" التعامل="" مع="" إيران="" واستثمار="" نتائج="" سياسة="" «ترامب»="" مع="" طهران="" وهل="" أمريكا="" جادة="" فى="" إنهاء="" الخطر="">
- سيسعى «بايدن» إلى تحقيق نفس الأهداف التى يسعى لها «ترامب» ولكن بوسائل أخرى، فقد كان له حديث سابق يقول فيه «إنك تستطيع أن تحقق نفس الأهداف ولكن بطرق ذكية»، لكن الهدف وهو منع إيران من امتلاك القنبلة النووية هو بنفس قوة الناظم السابق، وبالأمس القريب وزير الخارجية الأمريكى قال إذا تركت إيران ففى خلال أسابيع يمكنها أن تمتلك المواد اللازمة للسلاح النووى، فقام بعدها وزير الخارجية الإيرانى يطلب من الاتحاد الأوروبى التوسط بين إيران وأمريكا للوصول إلى حل وسط، وغير صحيح أن «بايدن» سيكون أكثر تهاونا أو أكثر قبولا ولكن سوف يسعى فى نفس الأهداف ولكن بوسائل أخرى أكثر ذكاء.
< إلى="" أى="" مدى="" يمكن="" أن="" تستفيد="" الإدارة="" الأمريكية="" من="" المتغيرات="" فى="" المنطقة="" مثل="" المصالحة="" الخليجية="" واتفاقات="" السلام="" العربية="" مع="">
- هى ليست استفادة ولكنها كانت مشاركة فيها منذ البداية فما كان لهذه الأمور أن تحدث لولا تشجيع - وأحياناً ضغوط وتحفيز - من أمريكا، ففيما يتعلق بالمصالحة الخليجية والعربية لأن مصر جزء منها هى لم تكتمل بعد، لكن الجزء المادى منها اكتمل بتبادل السفارات وفتح الأجواء الجوية، انتظام حركات الطيران، لكن مازالت قناة «الجزيرة» تشن خطابا إعلاميا معاديا لمصر ولسياستها ولرئيسها، وأحياناً بشكل فج وأعتقد أن وثيقة «العلا» هى إعلان نوايا وإظهار الرغبة إنما التنفيذ وصدق النوايا فى التنفيذ فسوف يستغرق وقتا، فهدف أمريكا من هذه المصالحات هو تكريس القوة ضد إيران، فأمريكا فى حد ذاتها لا يهمها توحيد الخليجيين أو العرب لكن الهدف أنها لا تريد إحداث انقسامات تستفيد منها إيران حتى يكونوا شوكة فى ظهر إيران، فالأسبوع قبل الماضى قال وزير الخارجية القطرى: لابد من فتح حوار مع إيران، فإيران قدمت مشروعا للسلام والأمن ويجب التجاوب معه وأنه فى العصر الحديث، المقاطعة أصبحت غير فعالة فهو يتصور أنه من خلال هذه المصالحة لن يكون جبهة ضد إيران، ولكن سيكون هو وسيطا بين الخليجيين وإيران، أما الجزء المتعلق بإسرائيل فقد قدم الرئيس «ترامب» لإسرائيل ما لم يقدمه أى رئيس أمريكى منذ عام 1948 حتى الآن.
< وما="" توقعاتك="" للدور="" الأمريكى="" فى="" الفترة="" القادمة="" لمكافحة="" الإرهاب="" فى="" المنطقة،="" وهل="" تأمل="" انخراطا="" مباشرا="" لإدارة="" «بايدن»="" فى="" المناطق="" ذات="">
- «بايدن» و«ترامب» يجتمعان فى الاعتقاد بضرورة عدم مشاركة الجنود الأمريكان فيما يسمونه «حروب لا نهاية لها» وأن هذه البلاد تدخل فى حروب لمدة مائة أو مائتى سنة ونحن لسنا على استعداد أن نقدم أبناءنا ضحية لهذه الحروب، ولكن فى هذا السياق هناك مشاركة أمريكية على الأرض وعدم انسحاب كامل، وجود رمزى لإظهار المهابة والمكانة والقدرة التكنولوجية العسكرية مع استخدام وتعاون وتنسيق مع أطراف محلية، ومن الناحية الرسمية تمت هزيمة «داعش» فالإرهاب بالشكل الموجود حاليا هو إحياء هذه المنظمة فى العراق أما الباقى فأمريكا تعتبره أحداثا فردية، إنما الجزء الإيجابى جدا فى الإدارة الأمريكية الجديدة أن وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى لشئون الشرق الأوسط يعرفان جيدا المنطقة كما أن منسق الأمن القومى لشئون الشرق الأوسط يجيد العربية والفارسية وزار مصر عشرات المرات فنحن إزاء أشخاص محترفين ويدركون قيمة المنطقة ويعرفون أدوار البلاد، لكن يجب أن نفهم أن «بايدن» على الأقل فى السنة الأولى همومه داخلية وأوروبية، فهو يخشى الانقسام لديه، فهو يعلم أنه نجح بـ7 ملايين صوت ويعلم حجم الانقسام فى أمريكا، وبالتالى سيحضر يوم 17 فبراير قمة الناتو وسوف يتحدث عن ترميم العلاقات الأمريكية - الأوروبية وإحياء التحالف الأطلسى، أوروبا ثم الصين وسيكون هناك مزيد من الاعتماد على الأساليب الدبلوماسية وقليل من الإثارة لكن مع نفس القدر من الحسم واعتماد أكبر على المحترفين فلا يريد أن يبنى علاقات شخصية إلا مع من يعرفهم فى السابق.
< فى="" تصريح="" سابق="" لك="" قلت="" إن="" روسيا="" والصين="" تخوضان="" «حربا="" ناعمة»="" ضد="" المصالح="" الأمريكية="" و«بكين»="" بارعة="" فى="" إدارة="" العلاقات="" مع="" الخصوم..="" والرئيس="" التركى="" والإخوان="" تعهدا="" بدم="" المساس="" بإسرائيل="" والنظام="" الرأسمالى،="" فكيف="">
- الصين هى القوة الاقتصادية الرئيسية المنافسة لأمريكا، وأمريكا تشعر بحجم المنافسة التكنولوجية للصين، فهى «منافسة فى العظم» كما يقولون فى الاقتصاد والأموال والتقدم التكنولوجى وفى الذكاء الصناعى أما روسيا فهو امتداد للنفوذ العسكرى لروسيا لأن روسيا لا تمثل قوة اقتصادية وأمريكا تسعى من ناحية إلى احتواء النفوذ العسكرى الروسى، لكن سيظل «بايدن» يرى أن أهم خصمين له فى السياسة الدولية هما الصين وروسيا ولذلك هو يسعى لكسب أوروبا معه ليتصدى لهما، وبالتالى سوف يقلل من التوترات مع أوروبا، ويضع إحياء التحالف الغربى كمسألة أساسية، أما «تركيا والإخوان» فمن المؤشرات اللطيفة ما هى الدول التى سارعت بتقديم التهنئة للرئيس «بايدن» وما الدول التى تأخرت، مصر كانت أول دولة عربية ترسل برقية تهنئة وهذا له معنى سياسى، وإسرائيل تأخرت وتركيا تأخرت جدا وهناك دول عربية مهمة تأخرت وكل واحد له أسبابه، وتركيا متخوفة جدا من «بايدن» لعدد من الأسباب أولها سياسة تركيا التصادمية مع الاتحاد الأوروبى ومع قبرص واليونان فى منطقة شرق المتوسط، ثانيا: قضية انتهاك الحريات العامة وحقوق الإنسان فى تركيا والتى اتخذت أشكال الاعتقالات لعشرات السياسيين المعارضين وتسريح آلاف الموظفين والقضاة والمدرسين والإعلاميين والجنود والضباط وإغلاق الصحف والمجلات، ثالثا: موقف تركيا تجاه الأكراد وقوات حماة الثورة فى سوريا والتى تعتبرها جزءا من حزب العمال الكردتسانى المصنف إرهابيا فى تركيا، فى الوقت الذى تتعاون فيه الولايات المتحدة مع هذه القوات وتعتبر أنها قد قامت بدور فى إلحاق الهزيمة بـ«داعش» ومازالت هناك مخيمات فى مناطق تحت سيطرتها تضم آلاف المقاتلين الأجانب من الدول الأوروبية والذين ترفض دولهم عودتهم إليها، ويزيد من حرج الموقف التركى تعيين «بريت ماكجورك» الذى تعتبره صديقا للأكراد منسقا لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا فى مجلس الأمن القومى، وقد عمل «ماكجورك» فى عهد الرئيس «أوباما» منسقا للتحالف الدولى ضد «داعش» وأيد سياسة تسليح الأكراد مما جلب عليه غضب تركيا وحنقها، فقامت بحملة علنية ضده حتى استقالته فى نهاية 2018، وفى أعقاب ذلك اتهم أنقرة بالتراخى فى مكافحة تنظيم «داعش»، أيضاً قضية شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية «إس400» والتى عارضها الكونجرس والإدارة الأمريكية فى عهد «ترامب» باعتبار أنها تمثل تهديدا لأمن حلف الأطلنطى، والذى وصفه «أردوغان» وقتذاك بأنه «خطأ جسيم» وأنه لن يسمح لأى دولة بالتدخل فى تحديد أولويات الدفاع عن الأمن التركى.
< وهل="" من="" الممكن="" أن="" تتغير="" سياسة="" تركيا="" فى="" علاقاتها="" مع="" الاتحاد="" الأوروبى="" وأمريكا="" فى="" المرحلة="">
- بالتأكيد ففى الحملة الانتخابية لـ«بايدن» انتقد سياسات «أردوغان» الاستبدادية ووصفه بالمستبد وكانت هناك سحابة سوداء تعكر صفو العلاقات بين تركيا وأمريكا وهذا ما يفسر التغيرات الشديدة التى شهدتها تركيا آخر 20 يوما، فقد ألقى «أردوغان» خطابا قال فيه إنه يريد بدء فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الاتحاد الأوروبى وسيبدأ مفاوضات مع اليونان وأوقف سفينة الاستكشاف التى كانت تعمل فى المناطق المتنازع عليها مع قبرص، ومباركة ميثاق أو إعلان «العلا» وأنه من أشد المؤمنين بالتضامن الخليجى ويسعى إلى إقامته، والسعى إلى تحسين علاقاته العربية، وكانت السعودية أول دولة يحسن علاقاته بها وبدأ أيضاً فى محاولة تحسس تحسين العلاقات مع مصر، وتحسين العلاقات مع فرنسا بعد، فـ«أردوغان» كان قد نصح «ماكرون» بأن يعرض نفسه على طبيب أمراض نفسية واليوم أصبحت هناك عبارات مودة ومحبة.. إلخ، وتحسين العلاقات مع إسرائيل وتعيين سفير جديد فى إسرائيل ونظيره فى أمريكا نفسها، فـ«أردوغان» رجل عملى قادر على أن يقول الشىء ونقيضه «يتلون» حسب المصلحة الوطنية التركية، ومن الأرجح أن تستمر هذه التحركات حتى اجتماع قمة «الناتو» فى بروكسل فى 17 فبراير الجارى، والذى يشترك فيه «بايدن» و«أردوغان».
< هناك="" تكهنات="" بعودة="" تأييد="" واشنطن="" للإخوان="" للظهور="" مرة="" أخرى="" فى="" الساحة="" السياسية="" فما="">
- أنا غير مستريح للنغمة الموجودة فى بعض قطاعات الإعلام المصرى التى تهول، فد قرأت تقريرا لأحد المركز البحثية تحت عنوان «الإخوان يخترقون الكونجرس» ومقالات عن صداقات الإخوان مع قيادات الحزب الديمقراطى وأرى أن هذا الكلام خطأ بليغ، وإضرار بالمصلحة المصرية للأسباب التالية، أولا أنه يهول من قوة الإخوان ويعطيهم وزنا أكبر بكثير مما هم فيه، ثانيا أنه يظهر الدولة بمظهر المرتعش غير القادرة على مواجهة الأمور، وكأن ذلك روشتة للهزيمة العقلية، والمؤكد أن هناك خلافا داخل المؤسسات الأمريكية حول الموقف من الإخوان، «ترامب» كان يرى حظرهم، وتحدث علانية فى ذلك أكثر من مرة، وتقدم عدد من النواب لإصدار قانون ثم يتوقف الأمر عند ذلك، وهذا يعنى أن أجهزة الدولة العميقة «المخابرات والأجهزة الأمنية» لا تحبذ هذه الخطوة، بالإضافة إلى أن بعض الدول العربية لها رأى مشارك لهذا ولهم حيثياتهم، فالإخوان موجودون فى أكثر من 60 دولة، وفى بعض البلاد مثل اليمن هم جزء من صفوف الشرعية ولابد من التحرك ضدهم بذكاء وفضحهم وكشف ألاعيبهم وإظهار الحقائق بعيدا عن الإثارة وبدلا من أن نلعن الظلام يجب أن نضىء شمعة.