رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عيد الجهاد الوطنى.. ملحمة شعبية وطنية غيرت وجه التاريخ وحققت استقلال مصر

سعد باشا زغلول
سعد باشا زغلول

يحتفل حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ، السبت بذكرى عيد الجهاد الوطنى الذى يوافق يوم 13 نوفمبر من كل عام، هذا اليوم الذى يُعد ملحمة وطنية شعبية غيرت وجه التاريخ بشكل سلمى من خلال جمع توقيعات على توكيلات لسعد باشا لتحقيق استقلال مصر، ويحمل أيضاً عيد الجهاد الكثير من المعانى والعبر الوطنية التى كانت محركاً رئيسياً فى اندلاع ثورة 1919 التى علمت العالم الكثير.

البداية

حمل سعد باشا زغلول ورفاقه لواء الجهاد لتحقيق مطالب الأمة لتحقيق الحرية واستقلال مصر وجلاء الجيوش البريطانية من أراضيها، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ولكن لم يكن الأمر يسيراً خاصة على المستعمر الأجنبى الذى رفض هذه الفكرة بشكل قاطع، وبسبب هذا الرفض كان ميلاد ثورة 1919 التى تعلم منها العالم كيف يكون الدفاع عن الأوطان.

13 نوفمبر

قرر الزعيم سعد باشا زغلول وعلى باشا شعراوى وعبدالعزيز باشا فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح الذى عقد فى باريس لتمثيل مصر ومناقشة طلب الاستقلال وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى، السير «ريجنالد ونجت» لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفاقه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد.

جمع التوكيلات

استمر حزب الوفد فى جمع التوقيعات للضغط على الإنجليز للسماح بالسفر للوفد إلى باريس لحضور المؤتمر، وبالفعل تم طبع الصيغة الأخيرة للتوكيلات، ووزعت فى جميع أنحاء الجمهورية ومختلف الجماعات والتجمعات، وسرعان ما انتشرت حركة جمع التوقيعات على التوكيل وشاعت الحركة بين مختلف طبقات الأمة ونجح الشعب المصرى فى جمع ما يقرب من 3 ملايين توكيل من أصل 11 مليوناً وهو تعداد سكان مصر فى ذلك الوقت.

حكومة حسين باشا رشدى

أيد حسين رشدى باشا رئيس الوزراء حينها وعدلى يكن وزير المعارف حركة التوكيلات الذى يجمعها الشعب، وطلبا من المعتمد البريطانى السماح لهما وللوفد بالسفر، فجاء الرد بعدم الموافقة، بحجة انشغال اللورد بلفور بمفاوضات الصلح لقرب انعقاد مؤتمر السلام.

وكان هناك دعم كبير من الحكومة لحركة جمع التوكيلات لسعد باشا، وكان الجميع يسعى إلى تحقيق هدف واحد وهو استقلال البلاد، وسمح المستعمر للوزيرين بالسفر إلى لندن دون غيرهم، وأصرّ رشدى باشا على طلبه بالسماح للسفر لمن يطلب السفر من المصريين إلى أوروبا، ورفض الإنجليز، ما أدى إلى قبول السلطان فؤاد الأول الاستقالة التى تقدم بها حسين رشدى باشا وعدلى يكن وزير المعارف فى مارس

1919.

اعتقال سعد زغلول

تدخل الوفد لأول مرة باعتباره ممثلًا للشعب، وأرسل خطابًا فى 2 مارس 1919 للسلطان ليُعلن عن رفضه فى قبوله استقالة الوزارة. تبع هذا الخطاب خطاب آخر فى 4 مارس إلى ممثلى الدول الأجنبية يحتج فيه على منع الإنجليز المصريين من السفر إلى مؤتمر السلام. فى 6 مارس، استدعى الجنرال وطسون قائد القوات البريطانية سعد زغلول وأعضاء الوفد لمقابلته. قام الجنرال وطسون بتحذيرهم من القيام بأى عمل يعيق الحماية البريطانية على مصر، واتهمهم بتعطيل تشكيل الوزارة الجديدة، ما يجعلهم عرضة للأحكام العرفية. أرسل سعد زغلول احتجاجاً إلى لويد جورج رئيس الوزارة الإنجليزية، أعلن فيه أنه يطلب «الاستقلال التام» لبلاده، وأنه يرى فى الحماية عملًا دوليًا غير مشروع. فى 8 مارس، أمرت السلطات البريطانية باعتقال مجموعة الوفد وحبسهم فى «ثكنات قصر النيل» ثم تم نفيهم فى اليوم التالى إلى «مالطة». انتشرت أخبار نفى أعضاء الوفد فى 9 مارس، ما تسبب فى بدء مظاهرات الاحتجاج فى القاهرة والمناطق الكبرى، كان قوام المظاهرات طلبة المدارس الثانوية والعليا ثم انضم لهم بقية المصريين وكانت نواة لثورة 1919 التى غيرت وجه التاريخ.

حزب الوفد

منح مصر استقلالها

وامتدت نيران ثورة 1919 إلى فبراير 1922 حينما بدأت تجنى ثمارها فى صدور التصريح البريطانى الذى منح مصر استقلالها، ورغم أن هذا الاستقلال كان مقيداً بأربعة تحفظات بريطانية، فقد ترتب عليه تدريجياً عدة نتائج وتطورات نقلت مصر إلى عهدها الليبرالى الذى تمتعت فيه بالحكم الوطنى والدستور وحرية الاجتماع والصحافة والسيطرة على الاقتصاد والتشريع والقضاء واستعادة التمثيل السياسى الوطنى لمصر فى المجتمع الدولى، وظل الشعب المصرى بكل أحزابه وهيئاته الشعبية والرسمية يحيى ذكرى يوم الجهاد الوطنى ويوم اندلاع ثورة 1919.