«سكر نجع حمادي» يخنق الأهالي
قنا - محمد عبدالصبور:
مع انتهاء موسم تشغيله وبداية فترة الصيانة بداخله هناك مطالبات بحل مشكلة الأدخنة المنبعثة من مصانع السكر فى نجع حمادى بعد أن صار ارتفاع حالات الأمراض المزمنة بين الأهالى ينذر بكارثة صحية. فرغم وصول خطوط الغاز الطبيعى لبوابته الرئيسية، ومرور مواسيره اسفل احد اسواره، وبالرغم من التطور الهائل الذى طراء على مجال الصناعة بشكل عام إلا أن المصنع ما زال يعمل بشكل تقليدى وقديم!! فمنذ لحظات تشغيله فى ثمانينات القرن الماضى، ما زال يستخدم عملية حرق مصاص القصب المضاف إليه المازوت الذى يقوم بدوره بإنتاج البخار، ليتم توليد الطاقة اللازمة لتشغيل الآلات وعصارات القصب داخل العنابر، ما كان له تأثير خطير على البيئة المحيطة التى يقطنها الإنسان والحيوان، بل حتى النبات لم يسلم من تلك الانبعاثات الدخانية من فوهاته، التى يطلق عليها الأهالى «الهبوب الأسود»، تحمل معها الكبريت والجير شديد التأثير والخطورة على البيئة، ليحل كل عام، موسم حصاد قصب السكر ويبدأ المزارعون بجنى المحصول وتوريده لشركة السكر يحمل معه الخير للجميع، إلا أنه يدخل على أهالى القرى المجاورة للمصانع بالحزن والأسى، نتيجة لما يمرون به طيلة موسم التشغيل من مرض وعناء الذهاب للمستشفيات لطلب العلاج والتداوى. لذا يطالب أهالى القرى المجاورة لمصانع سكر نجع حمادى بشمال قنا، الدولة وعلى رأسها حكومة المهندس مصطفى مدبولى بالنظر فى كارثة الأدخنة المنبعثة من مصانع السكر فى موسم تشغيله من كل عام، وتهدد بشكل مستمر وعلنى حياة الناس وصحتهم، مطالبين الدولة متمثلة فى أجهزتها المختلفة بحل تلك الكارثة فى أسرع وقت ممكن حفاظًا على حقوقهم فى الحياة. تقول زينب أحمد عطية السيد «60 عاماً» من سكان قرية نجع موسى المتاخمة لفوهات أدخنة المصانع، إن الجميع فى القرية والقرى المحيطة يعانون الأمراض الفتاكة مثل الربوة الصدرية وغيرها، نتيجة تلك الانبعاثات الخطرة التى لم يسلم منها بيت أو فرد واحد من أهالى القرية، موضحة أن الجميع مصاب بالأمراض الرئوية وأمراض الصدر وضيق التنفس، الجميع مرضى يذهبون للمستشفيات للتشافى وتلقى العلاج من تلك السموم المنبعثة. كما أوضحت زينب عطية أن الأدخنة تكسو الجدران وأسطح المنازل، بل وجوه الناس تعتليها لتترك أثرًا عليها، وتقول «انظر إلى وجوه الناس وأيديهم لترى اثر السود على أجسامهم» على حد تعبيرها، موضحة ان طيلة موسم التشغيل الذى يبدأ من فصل الشتاء ويستمر لمدة «6 أشهر» خلال تلك الفترة لا نستطيع رؤية الشمس مثل باقى البلدان نتيجة تجمع الأدخنة لتكون بعد ذلك سحبًا سوداء، تستمر طيلة اليوم تحجب عنا أشاعة الشمس. واختتمت السيدة المسنة حديثها بتوجيه رسالة بأسلوب عفوى اعتادته سيدات الصعيد قالت فى مستهلها على حد تعبيرها إننا مع الحكومة. كما أوضح على أحمد محمود «50 عاماَ» عامل بمزلقان خط السكة الحديد المجاور للمصانع، يقول إننى اعمل فى ذلك المكان منذ قرابة أكثر من «15 سنة». ذاكرًا إلى أن تلك الأدخنة قد سببت لى مرضًا مزمنًا جعلنى اذهب للمستشفيات بالقاهرة منذ عدة سنوات، متحملًا مشاق السفر وتكاليفه، للكشف وتلقى العلاج جراء وجودى الدائم طيلة اليوم بالقرب من الانبعاثات الدخانية نظرًا لطبيعة عملى. فيما ذكر احد المواطنين المتضررين فضل عدم ذكر اسمه، ان تلك الانبعاثات تصل لعدة قرى مجاوره من الجهة الجنوبية للمصانع باتجاه الرياح، تبدأ من قرية نجع موسى وهى