رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مقاهى الطلبة.. آخر صيحة تعليم 2015

بوابة الوفد الإلكترونية

إذا أردت مشروعاً تجارياً يدر عليك أرباحاً خيالية، فما عليك إلا أن تقيم مقهى بجوار أى مدرسة، فمدارس مصر أصبحت جار السعد لأصحاب المقاهى، ولهذا ألا توجد مدرسة إلا وتجد بجوارها مقهى او اثنين، يجلس عليها طلاب المدرسة قبل بدء اليوم الدراسى وأثناء الحصص وبعد انتهاء الدراسة، فمع بداية اليوم الدراسى تفتح المقاهى أبوابها لطلاب المدارس الثانوية والإعدادية وكأنها مدرسة أخرى ولكن لتعلم الشيشة والسجائر وأشياء أخرى.

وعلى الرغم من أن المقاهى عرفت منذ قديم الأزل مكاناً للقاء الشباب وكبار السن، إلا أنها اتخذت شكلاً جديداً لجذب طلاب المدارس بتوفير الإنترنت الهوائى وألعاب البلاى ستيشن لجذب أكبر عدد من تلاميذ المدارس.

مع بداية العام الدراسى رصد الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم هروب الطلاب وقضاء اليوم الدراسى على المقاهى المواجهة لبوابات المدارس وتغيب الكثيرين، الأمر الذى دفع الوزارة إلى مخاطبة وزارة التنمية المحلية لاتخاذ إجراءات لغلق المقاهى الموجودة أمام المدارس خاصة التى تفتح أبوابها لطلاب الثانوية والإعدادية.

«الوفد» بدأت جولتها فى شوارع القاهرة لترصد تسرب الطلاب إلى وكر المقاهى، الأمر الغريب هو أن كثيراً من الطلاب لم يلتزموا بالزى المدرسى، وهو ما يعنى أنهم خرجوا من بيوتهم أصلاً للذهاب إلى المقاهى!.. ولهذا وجدنا الجينز والتيشيرتات هما الزى الرسمى لطلاب «التزويغ»، حتى يتفادوا لفت الأنظار إليهم.. جلسنا معهم لنسأل عن أسباب نفور الطلاب من المدارس والجلوس على المقاهى منذ بدء اليوم الدراسى، فسمعنا حكايات كثيرة.

بدأنا جولتنا بمنطقة السيدة زينب والتى تضم مجموعة من المدارس كمدرسة المبتديان والخديوية والدواوين المشتركة وأحمد ماهر الصناعية رصدنا الكثير من الطلاب يقفون على أبواب المدرسة ينتظرون بعضهم البعض للذهاب إلى المقاهى المجاورة لتلك المدارس ويبلغ عدد المقاهى فى مربع تلك المدارس أكثر من 50 مقهى امتلأ بعضها بالطلاب إما للجلوس من أجل تدخين السجائر والشيشة أو لعب الدومينو أو تصفح الإنترنت، فى البداية تحدثنا إلى الطالب عادل محمد طالب بالمرحلة الثانوية فقال: «الجلوس بالمدرسة مثل الجلوس بالمقهى من يرغب فى شرب السجائر سيتناولها فى المدرسة أيضاً، فلا داعى أن أكون حبيس جدرانها خلاف أننا فى فصل الصيف والجو بالفصول حار والعدد كبير».

أما محمود عبدالقادر طالب مدرسة الدواوين يقول: «الزوغان» ليس يومياً وإنما فى بعض أيام الأسبوع، خاصة يومى السبت والأحد لمتابعة مباريات كرة القدم، فالمقهى يوفر كل شىء للطلاب المأكولات والمشروبات والإنترنت والمباريات وهو ما يجذبنا إلى الذهاب إليها بديلاً عن المدرسة».

 

الإنترنت أسلوب حياة

مع الطفرة التكنولوجية التى نعيشها وظهور أجهزة المحمول الحديثة اتجهت المقاهى لتفعيل خدمة الإنترنت لديها لجذب الطلاب فالكثيرون منهم يجد متعته بالجلوس فى الكافيهات من أجل الإنترنت.. فى شارع المبتديان بالقاهرة اعتاد طلاب مدرسة الخديوية الثانوية الجلوس لتدخين السجائر والشيشة بتفاخر لا يشغل بالهم شيء!، ويقول: سعيد سمير طالب بمدرسة المبتديان الخاصة «الإنترنت لا غنى عنه، ولهذا تحرص المقاهى المتواجدة بجوار المدرسة على توفير خدمة الإنترنت لجذبنا للجلوس، فهناك منافسة تتم بين المقاهى لجذب الطلاب إلى خلاف أن بعضهم جاء بأجهزة «بلاي ستيشن» ونظمت دورات فى اللعب، وهو ما يدفعنا إلى الهروب والجلوس طوال النهار والخاسر يدفع الحساب حتى إن بعضنا

يتأخر عن مواعيد المدرسة من أجل الجلوس بالمقهى».

ويصف «زيزو» عامل المقهى حال تلاميذ المقاهى، فيقول: أغلبهم لا يدخنون الشيشة وإنما يأتون إلى المقهى ولديهم سجائر يشربونها ويجلسون بعض الوقت للعب الطاولة أو الدومينو ويتشاجرون قبل دفع الحساب وينصرفون إلى مكان آخر».

أما شريف الليثى طالب بالصف الإعدادى يقول «تعلمنا الهروب من طلاب المرحلة الثانوية وأصبح الهروب عادة يومية نتفق فيما بيننا على الانتظار على أحد الكافيهات ويبدأ تجمعنا، ندخن الشيشة وبعدها نتجول بالشوارع» وبسؤاله عن هل يعترض أحد على وجودهم بالمكان؟ يضيف قائلاً «لا يبالى أحد بوجودنا فنحن نجلس ويرحب بنا أصحاب المقاهى فتربطنا صداقة بعمال المقاهى، فعندما نذهب صباحاً يحضرون لنا الفطار والمشروبات فنحن زبائنهم».

أما أحمد خميس، طالب المرحلة الثانوية، فيقول: «أغلبنا يهرب من فوق سور المدرسة بعد انتهاء نصف اليوم الدراسى للحصول على بعض الترفيه، فبعد انتهاء اليوم المدرسى نذهب إلى الدروس الخصوصية ثم المنزل والرقابة الدائمة من الآباء وطلب المذاكرة ليلاً ونهاراً، فإذا التزمنا بالذهاب للمدرسة يومياً دون الهروب سيكون الروتين اليومى مملاً ولن نكمل المذاكرة».

قبل الحادية عشرة صباحاً تمتلئ مقاهى حى السيدة زينب بطلاب المراحل التعليمية المختلفة يقضون الوقت فى لعب الدومينو والطاولة والإنترنت يجلسون بأريحية يدخن بعضهم الشيشة ولا يشغل باله أن يراه مدرس المدرسة أو حتى الناظر.

ويقول عبدالكريم سعد، طالب بمدرسة أحمد ماهر الثانوية: «أغلب الطلاب يتركون المدارس لأن المدرسين لا يقومون بواجبهم نحو الطلاب ولهذا صار التزويغ عادة تعودنا عليها».

ويتدخل هانى ناجى، طالب ثانوى، فى الحديث، فيقول: «الجلوس فى الفصل ليس له معنى.. المدرسون لا نستوعب منهم شيئاً، فالاعتماد الكلى على الدروس الخصوصية»، وعن تدخين الشيشة من الطلاب يقول: «حاجة بخرج فيها زهقى».

أما طلاب مدرسة السعدية الثانوية فتجمع عدد غير قليل من طلابها أمام جامعة القاهرة لمعاكسة طالبات الجامعة أو لدخول حديقة الحيوانات وأجمع الطلاب الهاربون من المدرسة أنهم يفضلون الذهاب إلى المقاهى مكتفين بالدروس الخصوصية، معللين سبب تغيبهم منذ بداية العام الدراسى، قائلين: «عادى بنعمل كده كل سنة» وبداية السنة هو موسم القهاوى وآخر السنة المذاكرة».