رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على اتفاقية "أوسلو" التي انسحب منها الرئيس الفلسطيني أمس

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلن الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ17، أمس الأربعاء، انسحاب بلاده من اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 مؤكدًا أن فلسطين لم تعد تلتزم بأي اتفاقيات أبرمتها مع الجانب الإسرائيلي.

"معاهدة أوسلو" التي تم توقيعها في مدينة واشنطن الأمريكية منذ 22 عامًا، كانت بمثابة إعلان للمبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، وتم عقد تلك الاتفاقية بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

وسُمي الاتفاق بهذا الاسم، نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرية،وهي أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.

ويسمى أيضاً اتفاق "إعلان المبادئ"؛ أي أنه إعلان لنية الطرفين بالاعتراف بالآخر وإقامة سلام دائم بينهم، وكانت بدايتها عام 1991، حين انطلقت مباحثات علنية في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بين دولة الاحتلال ودول الغرب والدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية "بشكل غير مباشر".

أسفرت المباحثات عن بصيص أمل للسلام، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم، لاستحالة عمل سلام عادل مع دولة ظالمة غاصبة.
وفي هذه الأثناء كان بعض القيادات العليا في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، تجري مباحثات سرية مع دولة الاحتلال في عاصمة النرويج أوسلو، وبعدما اتفق الفريقان ظهر الاتفاق إلى الضوء وسمي باتفاق أوسلو.

وشكل إعلان المبادئ، والرسائل المتبادلة، نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، والتزم بموجبها الأطراف بالآتي:

التزمت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسيها ياسر عرفات، بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن، والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات.

وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقًا لذلك فإن منظمة التحرير تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق الوطني للتماشي مع هذا التغيير، كما سوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها ومنع انتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين.

كما قررت حكومة إسرائيل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.

ووجه ياسر عرفات رسالة إلى رئيس الخارجية النرويجي آنذاك يوهان هولست، يؤكد فيها أن بيانه العلني سيضمن موقفًا لمنظمة التحرير تدعو فيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى الاشتراك في الخطوات المؤدية إلى تطبيع الحياة، ورفض العنف والإرهاب، والمساهمة في السلام، والاستقرار، والمشاركة بفاعلية في إعادة البناء والتنمية الإقتصادية والتعاون.

وينص إعلان المبادئ أيضًاعلى إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطينية،ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني فيالضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، للوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338،  بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.

ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي

القضايا المتبقية، بما فيها القدس واللاجئون، والمستوطنات، والترتيبات الأمنية، والحدود، والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين.

وشملت البنود أيضًا على نبذ العنف من قبل منظمة التحرير الفلسطينية،ومنع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، واعتراف إسرائيل الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

كما تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل، على 78% من أراضي فلسطين، أي كل فلسطين ما عدا الضفةالغربية وغزة، وفي المقابل خلال خمس سنوات تنسحب إسرائيل من أراض في الضفة الغربية، وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان 1.5% من أرض فلسطين.

كما تقر إسرائيل بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة، وإقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وإنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ونصت الاتفاقية على أن إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي.

ونصت على أنه عقب ثلاثة سنين تبدأ مفاوضات الوضع الدائم، التي يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة.

وعقب توقيع الاتفاقية، نشأ في إسرائيل  نقاش قوي بخصوص الاتفاقية؛ فدعمها اليسار الإسرائيلي، بينما عارضها اليمين، وعقب يومين متواصلين من النقاشات في الكنيسيت حول تصريحات الحكومة بشأن الاتفاقية وتبادل الرسائل، تم التصويت على الثقة في الاتفاقية.

وفي فلسطين، كانت ردود الفعل منقسمة، حيث قبلت فتح التي مثلت الفلسطينيين في المفاوضات إعلان المبادئ، بينما اعترض عليها كل من حركة حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير الفلسطينية، المنظمات المعارضة؛لأن أنظمتهم الداخلية ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.

كما خشي العديد من الفلسطينيينمن أن تكون إسرائيل ليست جادة بخصوص إزالة المستوطنات من الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة من المناطق المحيطة بالقدس، وخشوا أيضًا أنهم قد يزيدوا من وتيرة البناء على المدى الطويل ببناء مستوطنات جديدة، وتوسيع الموجود منها.