رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العالم يحيي غدا اليوم الدولي للعمل الخيري

العالم يحيي غدا اليوم
العالم يحيي غدا اليوم الدولي للعمل الخيري

يحيي العالم غدا اليوم الدولي للعمل الخيري 2015 تحت شعار “العمل الخيري يسهم في تعزيز الحوار والتضامن والتفاهم المتبادل بين الناس”, حيث يهدف الاحتفال إلي تشجيع العمل الخيري وتثقيف الجمهور وتوعيته بأهمية الأنشطة الخيرية.

 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 2012 القرار 105 / 67, وبمبادرة من البعثة الدائمة لهنغاريا بإعلان يوم 5 سبتمبر يوماk دوليا للأعمال الخيرية ليتزامن مع إحياء الذكرى السنوية لوفاة الأم تيريزا, التي ما فتئت حياتها وأعمالها الخيرة لصالح بعض أفقر أعضاء الأسرة البشرية وأضعفهم مصدر إلهام عظيما.

وأشار بان كي مون في رسالتة بهذه المناسبة إلي أن اليوم الدولي للعمل الخيري يتزامن مع ذكرى وفاة الأم تيريزا التي منحت جائزة نوبل للسلام في عام 1979 لما قامت به من أعمال من أجل القضاء على الفقر. وبمجرد تلقي تلك الجائزة, عرف عنها أنها قدمت الأموال التي منحت مع الجائرة إلى بعض أفقر الناس في الهند.

وفي وقت زادت فيه الحاجة إلى المساعدة الإنسانية على نحو غير مسبوق وأصبح فيه عدد اللاجئين والمشردين أكبر مقارنة بأي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, تضطلع المؤسسات الخيرية بدور حيوي متزايد الأهمية في تلبية احتياجات الناس. وعلى نحو ما اعترف به في خطة عمل أديس أبابا, ستكون المؤسسات الخيرية والتطوعية جهات شريكة لا تقدر بثمن في تنفيذ خطة التنمية المستدامة الجديدة لعام 2030 بما لها من موارد ومعارف وحس ابتكاري.

وأضاف مون أن الوكالات الإنمائية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة تعتمد أيضا على التبرعات المقدمة من القطاع العام, فضلا عما تبديه الحكومات من سخاء من أجل مواصلة أعمالها المنقذة للحياة في سياق مواجهة التحديات الإنمائية, والكوارث الطبيعية, والنزاعات المسلحة وغيرها من حالات الطوارئ.  في هذا اليوم الدولي, أدعو الناس في كل مكان إلى التطوع وفعل الخير لمواجهة المعاناة البشرية.  فمظاهر التضامن هذه تساعدنا في سعينا المشترك إلى العيش معا في وئام وبناء مستقبل سلمي ومستدام للجميع.

 

ان مفهوم العمل الخيري هو أحد أركان العمل التطوعي, ولقد ارتبط العمل التطوعي في مجتمعنا ارتباطا وثيقا بالعمل الخيري بكل معاني الخير والصلاح, ومن مساعدة للفقراء والأيتام والمعوزين والمرضى وأصحاب الحاجات. وقد أصبح التطوع اليوم من الأعمال الظاهرة البارزة في واقع الناس, فقامت العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تهتم بالأيتام والفقراء والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة. وأضحت تلك الجمعيات موقعا لتفجير الطاقات المختلفة واحتضان الإبداعات الشابة, ومناخا للتعاون الجماعي المثمر وفرصة سانحة للكثيرين لإبراز إبداعاتهم في مختلف قنوات العمل الخيري المؤسسي.

ويوفر العمل الخيري والتطوعي فرصا لتعزيز الترابط الاجتماعي الحقيقي بين الناس, ويساهم في خلق مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات الإنسانية بشمولية ومرونة.  ويمكن للعمل الخيري ان يخفف من آثار أسوأ الأزمات الإنسانية, ويساعد على توفير الخدمات العامة في مجال الرعاية الصحية والتعليم والإسكان وحماية الطفل. كما يساعد العمل الخيري التطوعي في النهوض الثقافي وتشجيع العلوم

والرياضة وحماية التراث الثقافي, كما يسهم في تعزيز حقوق المهمشين والمحرومين وفي نشر الرسالة الإنسانية في اوقات الصراع. ولا يزال الفقر منتشرا في جميع بلدان العالم وبخاصة في البلدان النامية, أيا كانت أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتشير التقارير الدولية إلى أن عدد الجمعيات الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية قد زاد بنسبة 70 % ليصل العدد إلي 2,3 مليون جمعية في عام 2013, وأن عدد الجمعيات المسجلة في الضرائب بلغ نحو 1,6 جمعية . وفي روسيا هناك ما يقارب من 65 ألف منظمةغير حكومة مسجلة للأعمال الخيرية, وفي الهند هناك أكثر من مليون منظمة تطوعية مسجلة , وأكثر من 200 ألف منظمة غير حكومية في السويد , وأكثر من 210 ألف منظمة في البرازيل , أما في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فهناك أكثر من 50 ألف منظمة , وفي كينيا مثلا ينشأ كل سنة ما لا يقل عن 240 منظمة غير حكومية, في حين أن عدد الجمعيات الخيرية في العالم العربي تبلغ 2050 جمعية عربية مسجلة للأعمال الخيرية.

وفي ظل عالم يموج بالتغيرات والتحولات التي غيرت شكل العالم عما كان مألوفا قبل ذلك لعدة عقود, تأتي أهمية مناقشة مدى التغير الذي طرأ على دور الجمعيات الخيرية, وحدود الدور الجديد للجمعيات  في ظل هذا العالم المتغير.

وإذا ما تحدثنا في البداية عن أهم التغيرات التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة, فنجد أنها تتمثل في ظاهرة العولمة وما ارتبط بها من دعوة نحو التحرير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي. فعلى المستوى الاقتصادي, نجد الدعوة إلى التحول نحو التخصصية كي تعمل آليات السوق بكفاءة قصوى, وتسمح لكل دولة بالاندماج في الاقتصاد العالمي.

وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي, نجد الثورة المعلوماتية التي جعلت العالم أشبه بقرية صغيرة, تنتقل فيها المعلومات والاستثمارات والسلع والخدمات بحرية تامة, وما ارتبط بذلك من إمكانية التقاء الأفراد بصورة متزايدة في حياتهم اليومية بثقافات أخرى وقيم مغايرة.