تعرف على أهداف سورة الأحزاب
التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان ولقد تعدَّدت أسباب نزول سورة الأحزاب، وإحدى أسباب نزول السورة أو نزول أوائل السورة كما وردَ في بعض كتب التفسير، أنها نزلت في أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور السلميِّ عندما دخلوا المدينة المنورة بعد غزوة أحد وطلبوا الأمان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكلِّموه، فأتوا إليه وقالوا له: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل إنَّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها وندعُك وربك، فشقَّ ذلك على رسول الله، فقال له عمر بن الخطاب: ائذن لنا أن نقتلهم يا رسول الله، فقال رسول الله: لقد أعطيتهم الأمان، فقال لهم عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، وأمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُخرجوا من المدينة فأنزل الله تعالى أول سورة الأحزاب.
مقاصد سورة الأحزاب تبدأ السورة بأهم مقاصد سورة الأحزاب حيثُ توصي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يتقي الله تعالى وألا يطيعَ المنافقين والكفَّار، قال تعالى: {يَا أيُّهَا النبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ولا تُطعِ الكافِرِينَ والمُنَافقِينَ إنَّ اللَّه كانَ علِيمًا حكِيمًا}،وتدعوه أيضًا لأن يتوكَّل على الله ويتَّبعَ الوحي الذي أرسله الله إليه، ومن مقاصد سورة الأحزاب أيضًا تسليط الأنظار على غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق كما تسمَّى عادةً، وفيما بعد تتحدَّث الآيات عن أحكام طلاق الزوجة قبل الدخول بها، وقد وضَّحت أنَّ المرأة في هذه الحالة يجوز لها الزواج دون أن تنتظرَ وقتًا معيَّنًا فلا تجب عليها العدة في هذا الموقف، كما يجبُ على الرجل أن يسرِّحها بالإحسان والمعروف وأن يعطيها حقَّها من المهر، قال تعالى: {يَا أيُّهَا الذينَ آمنُوا إذَا نكَحْتمُ المُؤمنَاتِ ثمَّ طَلَّقتمُوهُنَّ مِن قَبلِ أنْ تمَسُّوهُنَّ فمَا لكُمْ علَيهِنَّ منْ عدَّةٍ تَعتَدُّونهَا فمتِّعُوهُنَّ وسرِّحُوهُنَّ سرَاحًا جمِيلا}،وذلك لأنَّها تستحقُّ نصف المهر إذا طلقها الزوج قبل الدخول بها.
ومن مقاصد سورة الأحزاب أيضًا أنَّ الله تعالى أحلَّ فيها للرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يحتفظَ بزوجاته جميعهنَّ اللواتي أعطاهنَّ حقوقهنَّ من المهر، ولكن حرَّم عليه أن يتزوج بغيرهنَّ بعد ذلك، قال تعالى: {لا يحِلُّ لكَ النِّساءُ
ووضحت الآيات مَن مِن النساء يجوز للمسلم الزواج منهنَّ، ومن مقاصد سورة الأحزاب العظيمة نزول آية الحجاب فيها، وأمر الله تعالى لزوجات النبيِّ ونساء المسلمين أن يلتزمنَ بالحجاب، قال تعالى: {يَا أيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وبنَاتِكَ ونِسَاء المُؤمنِينَ يدنِينَ علَيهِنَّ مِن جلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنَى أن يعرَفْنَ فلا يُؤذينَ وكانَ اللَّهُ غفُورًا رحِيمًا}،وهدَّدت المنافقين والذين ينشرون الشائعات وأصحاب القلوب المريضة، وختمت بالإشارة إلى يوم الحساب وقيام الساعة والحديث عن الأمانة وتقوى الله تعالى.