رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أن نقتصد فى نفقاتنا!

د. محمد صالحين
د. محمد صالحين

إن الاقتصادَ هو الاعتدال فى النفقة، وهو نصفُ المعيشة، والتدبير نصفُها الآخر.

والاقتصاد ضد التبذير، ونقيض الإسراف.

وقد ربط اللهُ تعالى بين النفقة المقتصدة وبين الإيمان؛ فقال جل جلاله فى صفة عبدالرحمن: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا}، ووصف ربُّنا المبذرين بأبشع وصف وأشنعه: {ولا تبذر تبذيراً، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفوراً}، ونهى سبحانه عن الإسراف، فقال تقدست أسماؤه: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين}.

والإسرافُ قبيحٌ فى كل شأنٍ؛ من مأكل، ومشرب، ومسكن، وملبس، ومركب، وخدم، وحشم، وزينة، وتسوق، وتبضع، وولائم، واحتفالات، وأبهة، ورياش، وسائر متاع الدنيا، أما كثرة الإنفاق فى شؤون الخير؛ كصدقةٍ، وتبرع فى المشاريع النافعة، وإقامة الجامعات الخيرية، والمستشفيات، ودور الأيتام، ووقف الأوقاف على المنافع العامة

والخاصة: فليس فيه إسراف؛ لذلك قال (صلى الله عليه وسلم): {لا خيرَ فى السرف، ولا سرف فى الخير}.

وإن المرء ليحار حين يجد غير المسلمين يقننون نفقاتهم، ويقتصدون فى معيشتهم، وينهجون ثقافة الادخار، فى مقابل أطنان الأطعمة التى تُلقى فى القمامة بعد كل احتفال، وملايين من قطع الملابس تحتشد بها دواليبُنا من غير استعمال، وعشرات من قطع الأثاث تزدحم بها بيوتنا بدون أية ضرورة، ومئات المليارات تُنفق فى غير أوجهها من الميزانية العامة للدولة المُثقلة بالديون والأعباء، فاللهم رحماك بنا!