عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معجزة القرآن وشهر رمضان

الباحثة الإسلامية
الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم،

شهر رمضان ليس كسائر شهور السنة ، ففيه تحل الخيرات والبركات ، وقد حدثت فيه الكثير من الأحداث التى تندرج تحت مسمى المعجزة ، فهى أحداث تتطلب تدخل الهى لحدوثها بهذا الشكل.

بهذا بدأت  الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم قائلة :ان المعجزة لغتا ، من الجذر(عجز) ، على وزن(مفعلة) ، وهو يدل على كثرة الشئ ، والمعجزة هى الأمر الخارق للعادة الذى يخرج عن المألوف.

ان أول المعجزات التى حدثت فى شهر رمضان هى نزول القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا فى ليلة القدر ، يقول تعالى:"انا انزلناه فى ليلة القدر" ، وعن سعيد بن جبير رضى الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما فى قوله(انا انزلناه فى ليلة القدر) قال:"أنزل القرآن جملة واحدة فى ليلة القدر إلى السماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسوله بعضه فى اثر بعض" ، وعن عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا فى ليلة القدر فكان الله إذا أراد أن يوحى منه شيئا اوحاه أو أن يحدث منه فى الارض شيئا أحدثه".

وذلك تكريما للقرآن  وتكريم وتشريفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته ، لكى يعلم أهل السماء أنه حان وقت الرسالة الخاتمة الشريفة المشرفة على خير رسول أرسل للعالمين ولخير أمة من الأمم أجمعين.

ثم بدأ نزول القرآن مفرق على ثلاث وعشرون عاما ، وحكمة ذلك تثبيتا لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل واقعة أو حدث و مسايرة لتلك الوقائع والأحداث ، يقول تعالى:"وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيبا" ، كما كان ينزل جوابا على سؤال ، ليتيسر على المسلمين فهمه وحفظه ، التدرج فى التشريع ، ولإستمرار الإعجاز.

واشارت الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم :انه قد كانت معجزة كل رسل الله موافقة لقومهم وزمانهم ، فقد كان رسول الله موسى عليه السلام فى قوم يتبعون السحر و السحره ويبرعون فى ذلك ، فجاء لهم رسول الله موسى عليه السلام بأكثر مما برعوا فيه ، حتى آمن به السحره أنفسهم ، لانهم أدركوا أن هذا ليس بسحر وأنه من الله جل و علا ،

ورسول الله عيسى عليه السلام بعث فى قوم يتقنون الطب والعلاج والشفاء ، فجاء لهم بأكثر مما اتقنوه ، فقد كان يشفى المرضى بل ويحيي الموتى بإذن الله ، وكان كل رسول مبعوث فى قوم يعرفونه ويعرفون تاريخه فقوم موسى عليه السلام يعلمون أنه لم يكن يعلم السحر وقوم عيسى عليه السلام يعلمون أنه لم يعلمه أحد الطب ، كذلك كان القرآن بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أمى لا يعرف القراءة و الكتابة ، وكان فى زمنه من يعرف القراءة والكتابة قليل ، كما أنه لم يسافر كثيرا ويغادر مكة حتى يقال أنه تعلم ذلك فى سفره ، وكل ذلك كان بتدبير الله سبحانه وتعالى.

 كانت معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى القرآن ولهذا ايضا كان ينزل مفرقا فى ثلاث وعشرون عاما ، يقول تعالى:"وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلات" ، وذلك ليستمر الإعجاز لرسول الله والعجز للمشركين ، فهم قوم برعوا فى البلاغة و الفصاحة ، ولكنهم مع كل هذا عجزوا أن يأتوا بمثله ، يقول تعالى:"أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" ، ويقول تعالى:"وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" ، وقد اختص القرآن الكريم بذلك دون سائر كتب الله السماوية التى كانت تنزل جملة واحدة.