عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لست أمي..طفلة ترفض العودة إلى والديها بسبب قسوتهما

بوابة الوفد الإلكترونية

ليست الأم فقط هى من تحمل وتنجب ولكن هناك «أم» أعظم هى من تربى وتهب حياتها لطفل لم تلده، الأم مشاعر وحنان ودفء واحتواء وحضن يشعرك بالأمان، وهذه المشاعر لم تتجسد فيكِ ايتها السيدة التى تدعى أنك أمى، وأيضاً فيك أيها الرجل الذى يدعى أنك أب، أين كانت هذه الأبوة والأمومة التى تقولان عنها الآن، رمتنى فى الشوارع واحتضننى هذا الرجل، فرطت فى عرضك عارية متمزقة الملابس، وجاء هذا الرجل ليسترنى ويحمى شرفى من الكلاب الضالة، لتحتضنى هذه الأم وتروينى بحنانها وحبها وعطائها، سنوات كثيرة اين كنتما وأنا مريضة وهما جالسان بى ويسهران من أجل شفائى، اين كنتما وهما يحرمان انفسهما من الطعام لتوفير لى عشائى، اين كنتما وهما يعملان ليلاً ونهاراً من أجل توفير لى مصاريف المدرسة، بعد كل ذلك تقولان لى هما أغراب، قطعا هذا الكلام غير صائب لأن من يفعل كل ذلك هما أهلى وأسرتى، أما أنتما فأنا أخجل أن أقول عنكم أسرتى، ولسانى يعجز أن يخرج كلمة «أمى وأبى» نعم أنتما فقدتما كل معانى الأبوة، ضربتما بالرحمة عرض الحائط، عندما قررتما إلقائى بالشارع بحجة اننا لم نستطع الإنفاق عليك، آسفة سيدى القاضى أنا أرفض هذا الرجل وهذه السيدة اللذين يدعيان أنهما أسرتى لأنهما لم يستحقان لقب أب وأم.

هذه هى كانت بداية كلمات الطفلة «دنيا» صاحبة الـ12 عاماً التى أبكت قاعة المحكمة وهى تروى مأساتها وترفض العودة إلى والدها ووالدتها وتظل مع الرجل والسيدة اللذين وهبا لها حياتهما من أجل سعادتها.

بكت «دنيا»: رغم انى طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً إلا اننى اتذكر كل شىء مما حدث من والدى وكأنه «كابوس» أنا فتحت عينى على رجل وامرأة دائمى الشجار والتعدى علىّ بالضرب والسخط لانهما أتيا بى للحياة، لم اجد فى نظرة هذا الرجل الحب والحنان الذى يعطيه الاب لابنته وخاصة انى كنت ابنته الوحيدة، بل كان دائما يعتدى على بالضرب والسب والتعذيب ويتهمنى باننى «نحس» عليه من وقت ولادتى لعرقلة ظروف عمله وكانه يتهمنى اننى سبب فشله فى العمل، لانه لم يستمر فى اى عمل يلتحق به، اما هذه السيدة التى من المفترض انها تكون امى التى حملتنى ببطنها 9 شهور وانجبتنى لم تضمنى إلى حضنها يوما واحدا وكانت دائما تتهمنى اننى سبب عذابها وبقائها مع هذا الرجل، وكانت أحياناً كثيرة تتمنى موتى لكى تستطيع التخلص من زواجها، أن تعيش على حريتها، كنت ارى الأطفال والدتهم تضمهم إلى احضانها وتقبلهم وتعلمهم، أما هذه السيدة لم اجد منها اى مشاعر الأمومة.

أيام كثيرة كنت أنام جائعة، وكاننى صورة معهم فى المنزل، فاض بى الكيل وصرخت وطلبت منهما أن يشعرا بى أنا محتاجة لحنانكم ورعايتكم، لم اجد من هذا الرجل غير الاعتداء على بالضرب وتعذيبى وتمزيق ملابسى، قام بطردى من الغرفة التى كنا نقيم فيها، وقال لى احنا مش عاوزينك روحى فى الشارع خلى الحمل يخف على، أنت «نحس علينا» صرخت وتوسلت إليهما لإعادتى لهما ولكن دون جدوى أغلقا الباب وبقيت فى الشارع وسط الظلام والبرد والشتاء الذى كان يتساقط كالثلج، وكأن تبدل القلب الذى داخلهما إلى حجر، فى الشارع كانت ملابسى ممزقة اشعر

بالخوف وجسدى يرتاع إلى أن شاهدنى رجل كان متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، سألنى لماذا تجلسين فى الشارع بهذه الملابس الممزقة، قام بخلع الجاكت وسترنى وحملنى بين يديه وتوجهت معه إلى منزله، لأرى زوجته الحنونة ورغم انها أسرة بسيطة، رويت لهما قصتى، بكت الزوجة واحتضنتنى وقالت لى أنا لم أنجب ولكن شاء لى الله أن اكون أما لطفلة جميلة مثلك، انت من اليوم ابنتى، بالفعل منذ هذا اليوم وهما أصبحا ابى وامى، فهو كان يعمل عامل بناء وظروفه المادية بسيطة، وكان يتعب فى العمل ويتحمل المخاطرة بحياته من أجل تحقيق متطلباتى، لم يصدق أحد انهما كانا يأكلان وجبة طعام واحدة ليوفرا لى أنا الوجبة الثانية، أيام كثيرة كانت تمر علينا وهما يقترضان من الجيران من أجل توفير لى احتياجاتى، كانا يشعران بما تشتهى نفسى قبل أن أبوح لهما بشىء، حتى دراستى قررا أن يقدما لى فى المدرسة رغم ظروفهما والمصاعب التى واجهتهما إلا أنهما أصرا على تعليمى، من أجل تحقيق مستقبل أفضل، عندما كنت امرض كانا يجلسان بجوارى ويسهران على راحتى للاطمئنان علىّ، يحرمان انفسهما من الطعام من أجل توفير الدواء ومصاريف العلاج، تفوقت فى دراستى لكى ارد لهما الجميل وكنت احصل دائما على الدرجات النهائية واكون من الأوائل فى المدرسة، وجدت معهما الحب والحنان والدف الذى افتقدته، وشعرت بالسعادة التى لم أجدها منذ ولادتى مع الام والاب الحقيقيين، إلى أن شاء القدر أن اجدهما يشعران بغلطتهما ويبحثان عنى واجدهما ينشران صورتى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وعن طريق أحد زميلاتى عرفا طريقى وحاولا اخذى بالقوة من والدى ووالدتى بالتبنى، إلا أننى رفضت فقام الأب برفع دعوى قضائية ضدهما واتهمها بخطفى.

سيدى القاضى أنا أقف أمام سيادتكم وأقسم اليمين أن هؤلاء لا يستحقان أن يكونا لى أبا وأما، أرفض العودة لهما لأن أبى وأمى الحقيقيين هما هذه السيدة وهذا الرجل اللذان يقفان يبكيان خوفاً من فراقى، هما فقط يستحقان كلمة «أبى وأمى» هما المستقبل الأفضل لى والحنان والحب والرعاية، اما هذان هما العار لى، وما زالت القضية متداولة فى أروقة المحاكم.