رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حنان أبوالضياء تكتب عن: الخلطة السينمائية الصينية... قوة بكين الناعمة

بوابة الوفد الإلكترونية

< الصين="" التى="" دخلت="" مع="" أمريكا="" فى="" حرب="" اقتصادية،="" ثم="" حرب="" ضرب="" تحت="" الحزام="" وتبادل="" اتهامات="" مع="" واشنطن="" بسبب="" فيروس="" كوفيد="" 19،="" يبدو="" أنها="" ستوجه="" ضربتها="" القادمة="" والتى="" استعدت="" لها="" عبر="" القوى="" الناعمة="" السينما،="" الملكة="" المتوجة="" على="" القلوب،="" وخاصة="" أنها="" تملك="" بين="" ربوع="" السينما="" تاريخًا="" من="" خلال="" نجومها="" بروس="" لى،="" وجاكى="" شان="" صاحب="" الحركات="" البهلوانية،="" وجت="" لى="" صاحب="" فيلم="" kiss="" of="" the="" dragon،="" والممثل="" تشاو="" ين="" فات="" نجم="" hidden="" dragon.="" والممثلة="" الصينية="" جونج="" لى="" أحد="" نجمات="" red="" sorghum="" وmemoirs="" of="" a="" geisha.="" والممثلة="" الصينية="" زانج="" زيى="" وجوان="" تشن="" بطلة="" rose="" white="" rose.="" ولوسى="" لو="" عام="" 1968،="" المعروفة="" مع="" charlie’s="" angels.="">

وصناعة السينما الصينية من خلال مخرجيها الذين تعاملوا فى هوليود ونجومها تمكنت من معرفة «الخلطة السرية» لذلك توقع المخرج الأمريكى الجنسية التايوانى الأصل انج لى والذى حاز على جائزة الأوسكار مرتين بأن تشهد صناعة السينما الصينية طفرة كبيرة قد تدفعها إلى تجاوز نظيرتها الأمريكية بفارق كبير فى غضون الأعوام القليلة المقبلة. وخاصة أن المسئولين الصينين كانوا يستعينون به لتوثيق العلاقات مع هوليوود، ثم تجاوزوا تلك المرحلة، وهو يرى أن صناعة السينما فى الصين ضخمة، وستزداد ضخامة فى السنوات القادمة، وفى غضون سنوات ستكون أكبر من السينما الأمريكية وسيزداد الفارق مع مرور السنين.

والرائع أن الصين تؤمن بأن الصناعة السينمائية القوية يمكن أن تساعد على توجيه الصين نحو مستقبل ما بعد الصناعة. وتتطلع الصين إلى أن تُنافس مدنها لندن وطوكيو ونيويورك، وتُدرك أنها بحاجة إلى صناعات إبداعية قوية لكى يتحقق ذلك.

ومؤخرا أصبح للصين هوليوود الخاصة بها، وافتتحت مدينة سينمائية ضخمة تطمح لاستقطاب الإنتاجات الأجنبية ودعم صناعة الأفلام الصينية. تكلف بناؤها حوالى 7,86 مليارات دولار. وتزيد مساحتها علي مساحة 500 ملعب لكرة القدم وتمتد على 376 هكتارا فى مدينة تشينجداو الساحلية فى شرق البلاد، وبنى حتى الآن ثلاثون استوديو بينها واحد ضخم يمتد على عشرة آلاف متر مربع، «تراعى أعلى المعايير الدولية». وسيتم بناء عشرة استوديوهات أخرى فى السنوات المقبلة. ويضم هذا المجمع الضخم الذى يسعى إلى منافسة هوليوود، قاعة عروض ومدرسة ومستشفى وفنادق فخمة وناديا لليخوت مستوحى من نادى موناكو. وبذلك تقدم الصين أكبر استثمار فى العالم فى مجال السينما والتليفزيون.

ولقد صور إنتاجان صينيان أمريكيان كبيران فى مدينة السينما الصينية هذه وهما السور العظيم»، الذى تكلف نحو 150 مليون دولار. من بطولة مات دايمن العام 2016 وتم تصوير أحداثه بين أمريكا والصين، وهو من نوعية أفلام الفانتازيا والمغامرة، حيث تدور أحداثه حول المُحارب المرتزق ويليام، الذى يتم سجنه داخل سور الصين العظيم، حيث تهاجم السور مجموعة من الوحوش الضخمة، وتسعى للسيطرة على ثروةٍ ما هناك، وتظهر بطولة وشجاعة ويليام فى الدفاع عنه ومحاربة الوحوش، بعد أن انضم إليه مجموعة من المحاربين النُّخبة، ويشارك ديمون فى البطولة الممثل ويليام ديفو، والممثلة الصينية تيان جينج، ومن إخراج يمو زانج. والفيلم الآخر»باسيفيك ريم ابرايزينج» (2018)، للمخرج جييرمو ديل تورو، الحائز أخيرًا جائزة أوسكار، والذى ترك موقعه خلف الكاميرا لستيفن س. دينايت، لكنه شارك فى إنتاج هذا الجزء الثانى.

وتحصل صناعة الأفلام فى الصين أكثر من 80 فى المائة من إيراداتها من شباك التذاكر، وفقا لايمى ليو، من EntGroup، شركة استشارية لبيانات صناعة السينما. وعلى النقيض من ذلك، يجنى صنَّاع الأفلام فى الولايات المتحدة أرباحًا من بيع أقراص الفيديو الرقمية، ومن حقوق البث، ومن التسويق تماثل تلك المتحصلة من مبيعات التذاكر. ولكن مع معدلات نمو من رقمين، وكثافة سكانية تصل إلى ما يقرب من أربعة أضعاف سكان الولايات المتحدة، وسوقًا لا يزال إلى حد كبير غير مستغل، يظل المجال مفتوحا على مصرعيه أمام قطاع الأفلام الصينى لكى ينمو، وحتى عهد قريب، لم تكن الصين قادرة على بناء علامات تجارية لأفلامها مثل هوليوود. ولكن الآن بدأت تشهد تطور أفلام الامتياز وصفقات للعلامات التجارية المشتركة مع الشركات المحلية. وبدأ صنَّاع السينما الصينية استغلال الطلب على السلع ذات الصلة بالأفلام.

ويُعد مشروع أحكام تعزيز قانون حق المؤلف فى البلد، وتصديق الصين على معاهدة بكين بشأن الأداء السمعى البصرى فى 2014، والقانون المرتقب بشأن تعزيز صناعة الأفلام، مؤشرات على التزام الحكومة بحماية حق المؤلف فى صناعة الأفلام فى الصين.

الى جانب قرار الحكومة بوضع سقف لعدد الأفلام الأجنبية التى تُعرَض فى دور السينما فى البلد. ورغم عدم تقبل مديرى الاستديوهات الأجانب لسياسة الحصص، فإنها أتاحت للصناعة المحلية الصينية الوقت والمساحة اللازمين للنمو. كما أسفرت القوانين التى تمنع الشركات الأجنبية من صنع أفلامها فى الصين عن مشروعات مشتركة وصفقات إنتاج مشتركة، مما أتاح فرصة أكبر أمام صنَّاع الأفلام الصينيين للحصول على المعرفة الفنية الأجنبية، وأمام الشركات الأجنبية للدخول إلى السوق الصينية.

وتعتمد صناعة الأفلام فى الصين على الثورة التكنولوجية والاجتماعية. ففى الوقت الذى ارتفع فيه الدخل المتاح للإنفاق، مما جعل الذهاب للسينما النشاط المفضل لدى الصينيين فى المناطق الحضرية، ازدهرت تكنولوجيا الإنترنت.

ومع وجود 650 مليون مستخدم للإنترنت فى الصين، من السهل تبين أسباب حماس الشركات بشأن المنصات الإلكترونية المحتملة. ولكن المهم من منظور الملكية الفكرية هو أن الصفقات ذات الصلة بحق المؤلف تُعد الآن أساسية لنمو هذه الشركات. وترغب هذه المنصات فى الاستفادة من الأفلام لدفع عجلة النمو فى ألعاب الهواتف، والترويج لأشكال أخرى مشتقة لوسائل الترفيه وتعمل شركات BAT، وشركات أخرى مثيلة، على تلاشى الفروق بين أنواع المحتوى السمعى البصرى، مما يتيح للمستخدمين مشاهدة الأفلام الرائجة، والمحتوى المُعد لأفلام التليفزيون، والمحتوى المقدم من المستخدمين، وبرامج التليفزيون وعدد متزايد من البرامج المعدَّة منزليا، من خلال مجموعة متنوعة من الأجهزة. كما أنها تجرِّب طائفة من نماذج الأعمال التجارية، من النماذج القائمة على الإعلان إلى البرامج الممولة من الاشتراكات والمشاهدة مقابل الدفع. ويتمثل هدفها، الذى يشاركها فيه الكثيرون فى صناعة الأفلام العالمية، فى إقامة نظم إيكولوجية شاملة إلى درجة يكون معها وصول المستخدمين بصورة قانونية إلى المحتوى - حتى بمقابل - أكثر ملاءمة من البحث عن محتوى مقرصن.

وخلافا لصانعى السلاسل السينمائية وأقراص الفيديو الرقمية، تمكنت المنصات الإلكترونية أيضاً من جمع الكثير من البيانات عن تفضيلات مستخدمى هذه المنصات: الموسيقى التى يستمعون إليها، ومشترياتهم عبر الإنترنت، ونجوم السينما الذين يتابعونهم فى وسائط الاعلام الاجتماعية. وهو ما أتاح لها فرصة الإحالة المرجعية للبيانات، وصناعة أفلام تناسب أذواق المستخدمين الثقافية.

صناعة الأفلام فى الصين هى إلى حد بعيد عملية علمية، منطقية أكثر منها إبداعية، ولا تعنى القفزات التكنولوجية التى حققتها الصين جرّاء تحولها إلى الإنترنت أن صناعة الأفلام فى البلد كانت خالية من المشكلات. فلا يزال صنَّاع الأفلام يعانون من القرصنة على الإنترنت، رغم أن المحاكم الصينية تزداد صرامة إزاء منصات الإنترنت التى تسهل انتهاكات حق المؤلف، والمعلنين الذين يديرون مواقع غير قانونية فى مجال الأعمال التجارية.

ومن المعروف أن أول فيلم صينى «غزو جبل دينجيون» ولقد اقتبس بعض المشاهد من البرنامج التمثيلى التقليدى لأوبرا بكين الذى يحمل نفس الاسم وحقق إيرادات عالية وكان نقطة الانطلاق للسينما الصينية. وهكذا جمعت السينما الصينية لحظة ولادتها بين فنون السينما والفن الأكثر شيوعا ووطنية فى الصين، وهو أوبرا بكين، والأفلام الصينية فى المرحلة الأولى كانت مقلدة للأفلام الغربية الصامتة، وأكبر صعوبة واجهها السينمائيون الصينيون هى كيفية تقديم منتج سينمائى للمواطن الصينى يتفق مع ذوقه وشخصيته وحياته. فى عام 1923 أنتج الفيلم الروائى، «ليتيم ينقذ جده» الذى

كان علامة بارزة فى مسيرة السينما الصينية فى مرحلتها الأولى. وكانت الأسرة المحور الأساسى له وأبرز التناقض والتعارض داخل العائلة الواحدة حول المبادئ الأخلاقية.

ثم جاء شيه جين، بعد انتهاء الثورة الثقافية (1966م-1976م) وأخرج أفلامه التى جعلت المواطن الصينى يعيد التفكير فى أحداث الثورة الثقافية والمآسى التى لحقت بالصينيين جراء الحركات السياسية، وأفلام شين جيه أخرجت الصينى العادى إلى دور السينما وتأثر بها، ومازالت أفلامه بعد كل هذا الزمن مفضلة لدى الصينيين.

بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى أكتوبر عام 1949 واكبت السينما الصينية الواقع الجديد فعكست ما تفيض به الصين الجديدة من فوران وحيوية وحماسة ثورية. وأبرزت الأفلام الصينية روح العصر وكانت الثورة موضوعها الرئيسى والعمال والفلاحون والجنود هم الشخصيات الرئيسية، وأنتج السينمائيون مجموعة من الأفلام الكلاسيكية ذات الطابع العصرى والصينى أيضاً وذات المحتوى الثقافى والفنى الرفيع، وبعد انتهاء الثورة الثقافية ظهر جيل جديد من المبدعين السينمائيين ومنهم تشن كاى وفى عام 1984 أنتج تشن أول أفلامه، «أرض التراب الأصفر» وكان عمره اثنين وثلاثين عاما، وتمرد به على التقاليد. وقد كان لهذا الفيلم الذى يتكلم فيه الممثلون قليلا تأثير عميق على السينما الصينية، وفى نهايته مشهد مكون من عدد كبير من الشباب الذين يضربون طبلة الخصر، ويهتفون عاليا، وفى ذلك الوقت تأثر به معظم المشاهدين الصينيين، وما زال واحدا من عناصر إظهار صورة الأمة الصينية حتى الآن.

مع الانفتاح الكبير الذى يشهده قطاع السينما فى الصين ظهر نجوم الجيل السادس من السينمائيين، ومنهم وانجج شياو شوان وجيا تشانجج كه وغيرهما. وقد شاركت أفلامهم فى مهرجانات السينما الدولية. هذا الجيل من المخرجين يختار موضوعات وشخوص أعمالهم من واقع الحياة ويبرزون الواقع الاجتماعى ويعبرون عن أنفسهم بشكل حقيقي.

وتحول السينمائيون الصينيون، ربما دون وعى منهم، إلى طريق جديد نتيجة للاعتراف الاجتماعى بهم وضغوط اقتصاد السوق وأبرز نموذج لهذا تشانغ يى مو فى فيلمه «البطل» الذى حقق إيرادات شباك بلغت عشرات الملايين دولار أمريكى.

وقد ظلت الأفلام وسيلة الترفيه والتسلية الأساسية للمواطن الصينى عشرات السنين، وفى عام 1979 سجل سوق الأفلام فى الصين رقما قياسيا تاريخيا حيث بلغ معدل مشاهدة الأفلام سنويا 28 فرد مرة، وإجمالى عدد مشاهدى الأفلام سنويا 29٫3 مليار فرد. هذه الصورة اختلفت فى السنوات الأخيرة، فهناك عدد كبير من الصينيين لم يدخلوا دار سينما لمدة سنوات عديدة. وقد انخفض العائد من التذاكر من مئات الملايين دولار أمريكى، فى أوج رواج السينما، إلى عشرات الملايين دولار أمريكى الآن، بل أن الفضل فى هذه العشرات ملايين يرجع إلى أفلام هوليود المستوردة إلى حد كبير. حالة العزوف الجماهيرى عن السينما لها أسباب اجتماعية وترتبط بنظم وسياسات هذا القطاع، وأبرز المشكلات هى الافتقار إلى التمويل وصعوبة التوزيع، أول فيلم صينى.

بدأ إصلاح قطاع السينما فى الصين بإصلاح نظام التوزيع، كما أصبح على الاستوديوهات المملوكة للدولة أن تواجه بنفسها مسألة تكلفة الإنتاج. فى عام 1993 توقفت الشركة الصينية لتوزيع وعرض الأفلام عن الالتزام بشراء وتسويق الأفلام المنتجة بالصين، سمحت للاستوديوهات أن تتولى بنفسها أمورها التجارية مع شركات التوزيع المحلية مباشرة بشأن حقوق التوزيع المحلى وحقوق توزيع فيلم واحد وتوزيع قيمة الدخل من التذاكر والتوزيع بالوكالة الخ، وفى نفس الوقت بدأت الاستوديوهات إصلاحًا داخليًا، ولم تعد الدولة المستثمر الوحيد فى إنتاج الأفلام، حيث سمح للاستثمار سواء من داخل الصين أو خارجها بتمويل إنتاج الأفلام أول فيلم صيني.

وخلال عشر سنوات بعد عام 1993 شهد هذا القطاع تغيرات كبيرة، حيث أصبحت الشركات المملوكة لأفراد لها نفس حقوق التى للاستوديوهات المملوكة للدولة. يقول وانج تشونج جيون، رئيس مجلس إدارة شركة HTF: الأستوديوهات المملوكة للدولة لديها قطعة من الأرض وزعتها عليه الدولة ولديها تجربة وخبرة عشرات السنين، ونحن لا نختلف عنها شيئا إلا فى هذه الأرض والخبرة، وهناك أنماط مختلفة من الإدارة فى سوق السينما الصينية الآن، ومنها بعض الأفلام يحصل على جوائز فى مهرجانات السينما الدولية أولا، وبعد ذلك يعرض داخل الصين مثل «أحلام شانغهاى»، وبعض المخرجين لهم أعمال تحقق دخولا عالية مثل تشانج يى مو وغيره. وتوقع وانج أنه مع المزيد من انفتاح قطاع السينما فإن مزيدا من التحسن قادم. فالبعض ينتهج نمط الإدارة السينمائية المعمول به فى عاصمة السينما العالمية هوليود، والبعض يحاول إيجاد نمط ذى خصائص صينية باستمرار.

وتتوقع مؤسسة برايس وتر هاوس المالية أن ترتفع عائدات الأفلام الصينية ما يجعلها أكثر ربحا من نظيرتها الأمريكية، ورغم أن شركات الإنتاج الأمريكية كانت تريد الاستفادة المالية من الاقتصاد الصينى المتنامى عبر الشراكة مع شركات صينية، إلا أن الصين كان يراودها طموح باستخدام «قوتها الناعمة» السينمائية وهو ما أدى إلى موجة من الاستثمارات الصينية فى هوليود، مما جعل شركة العقارات الصينية واندا، والتى وجهت اسثماراتها صوب عالم الاعلام والفنون، اشترت شركة ليجندرى للفنون بمبلغ 3. 5 مليار دولار بل واستمرت فى افلام من إنتاج شركة سونى.