عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أستاذ بأعصاب الحشرات: سيختفي صرصور الليل خلال أسابيع.. ومواطنون ينتظرون موسمه لأكله

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت مكة المكرمة هجوم أعداد كبيرة من حشرة "صرصور الليل" أو الجنادرية السوداء أو الجراد وهى كلها أسماء لحشرة واحدة.

وانتشرت الحشرة منذ أيام في مناطق متفرقة من الحرم المكّي الشريف وأخذت فى الزيادة من حيث الأعداد الكثيرة منها، و يشاع أن انتشارها ربما لأسباب قد تتعلّق بعدم النظافة وتراكم الميكروبات، لاسيّما وأنها تكاثرت في مناطق الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم ودورات المياه المحيطة بساحات الحرم.

وصدر بيان توضيحي أمس الاثنين من أمانة مكة المكرمة وإيجازها أنها وجّهت  22 فرقة مكونة من 138 فردًا و111 جهازًا لمكافحة "صرصور الليل"  وأوضحت أن هذه الحشرة تسمى الجنادب السوداء "الجراد" أو ما يسمى صرصور الليل من الحشرات المهاجرة، وتم التركيز على مواقع توالدها وتكاثرها بغرف تفتيش الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم المكي الشريف ودورات المياه المحيطة بالساحات بمنطقة القشاشية، بعد تداول رواد التواصُل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر فيه انتشار جيوش جرِارة منها قُرب الحرم المكّي الشريف وفى ساحته الخارجية.
وقال الدكتور حامد بن محمد متولي، أستاذ فسيولوجي فى أعصاب الحشرات بقسم الأحياء بجامعة أم القرى، إن "صرصور الليل" يكثر ويخرج في مثل هذه الأوقات الباردة وسيختفي خلال 4 إلى 6 أسابيع، مُطالبًا بتضافر الجهود على القضاء عليه لأن كثرته في مكان واحد دلالة على عدم النظافة.

وصرصار الليل هو حشرة صغيرة الحجم تنتمي إلى عائلة الصراصير، لونها بني، وتشبه الجرادة في شكلها الخارجي؛ فلها أرجل طويلة وأجنحة أمامية وقرون استشعار. تعيش في الأماكن المظلمة والدافئة وبين الحشائش وتظهر ليلًا بكثرة. يُطلق عليها أسماء منها: "صرّار الليل أو الجنادب السوداء أو الجداجد". أنواعها كثيرة قد تصل إلى 1200 نوع، وتختلف في حجمها وسماكة أجنحتها وشكل رؤوسها. وهي حشرة غير ضارة بقدر ما هي مزعجة فقط. ويُصدر ذكر هذه الحشرة أصواتًا مزعجة أثناء الليل لاحتكاك أجنحته العريضة بعضها، وقد تستخدم هذه الأصوات لجذب الإناث، وعادةً ما يشعر الناس بالانزعاج جراء هذا الصوت. وأعرب نُشطاء عن مخاوفهم من الانتشار الكثيف لهذه الحشرة، مُعتبرين أنه قد يكون إنذارًا إلهيًا يستوجب الاستغفار والتوبة. وتحت هاشتاج #صراصير_الليل، الذي تصدّر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولًا في السعودية عبر تويتر، كتب أحدهم "حتى لو كان موسم ظهورها الآن إلا أن ظهورها الكثيف بالحرم المكي ليس طبيعيًا فقد يكون إنذارًا من الله تعالى، والواجب علينا أن نكثر الاستغفار والتوبة". وتابع مُستشهدًا بالآيتين الكريمتين: "قال تعالى :(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).. وقال تعالى:(وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)".
وبعيدًا عن الفرضيات التي تنظر إلى الظاهرة باعتبارها "غضب من الله" و"تكفير للذنوب"،فإن الأمر لا يتعدّى كونه "نتيجة طبيعية للجفاف الشديد بعد موسم الأمطار القصير المنصرم ولا علاقة لما يتردد بانتشارها ". وقال أيضًا إن "انتشار هذه الحشرة سيستمر من أسبوع إلى أسبوعين، وأكثر ما يجذبها للتجمع حولها هي الإضاءات الخارجية بيضاء اللون".
وقد حذرت وزارة المياه والزراعة السعودية المواطنين من تناول الجراد، الذي يعد من الأكلات الشعبية السائدة على

نطاق واسع في المملكة، وذلك خشية التسمم بالمبيدات المستخدمة ضده.
فللجراد والضب أيضًا مواسم أخرى خاصة بأهل السعودية، وها قد بدأ موسم أكل الجراد والضب، وهو موسم الربيع الذي تكثر فيه الرحلات البرية لممارسة هواية صيدهما ثم أكلهما.
حيث يعدّ تناول الجراد المشوي عادة قديمة يمارسها البعض في السعودية لعدة أسباب. الرئيسة منها تكمن في أنّ لها علاج لكثير من الأمراض، فضلًا عن فوائده الغذائية؛ حيث إنّ الجراد يوصف بأنه من أكثر المقويات الجنسية فاعلية، وذلك حسب المختصين بالعلاج بالأعشاب، وهناك من شبه أكل الجراد بتناول حبوب "الفياغرا" لما له من فوائد صحية خاصةً لكبار السن، حيث ينشّط الجسم، ويزيد من الطاقة لاحتوائه على مواد متنوعة بسبب أنّه يأكل من كل الأشجار، كما أنّ البعض يرى فيه علاجاً للروماتيزم، وآلام الظهر، وعلاج تأخر نمو الأطفال، ويشار إلى أنّ الجراد نوعان هما "مكن" و"زعيري"، فلمكن الأنثى هي أكثر فائدة لأنّها تأكل أكثر من الذكر، وتحمل فوائد صحية مضاعفة بعد أن تطبخ لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً في ماء مغلي وملح.
الجدير بالذكر أنه في هذا الموسم يتم تخصيص أماكن لبيع الجراد يتردد عليها الراغبون في تناول أطباق الجراد، ويتراوح سعر الجراد ما بين 250 إلى 350 ريالاً للكيس من نوعي الزعير والمكن، في حين قال باعة في السوق إنهم يشترون أكياساً كبيرة تصل أسعارها إلى سبعة آلاف ريال.
يشار إلى أنّ السرب الواحد من الجراد يلتهم في الكيلو متر الواحد نحو 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، وتأكل الجرادة الواحدة من 1,5-3 غرامات، ويتغذى الجراد على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تتوقف الأضرار على المدة التي سيبقى بها في المنطقة الواحدة وحجمه ومرحلة المحصول.
كما أنّ بعض الدول الآسيوية يعدّون أكل الجراد وجبة أساسية، ولكنهم أيضًا معروفون بأكل العديد من الحشرات الأخرى.