عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الليالي المباركة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بقلم: د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

لا شك أن الله «عز وجل» قد اصطفى بعض الناس على بعض. وبعض الرسل على بعض، حيث يقول سبحانه: {اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ أن اللَّهَ سَمِيعى بَصِيرى} «الحج : 75». ويقول سبحانه : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضي} «البقرة : 253». ويقول «عز وجل»: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضى دَرَجَاتي} «الزخرف: 32». كما فضل سبحانه وتعالى بعض الأيام على بعض وبعض الليالى على بعض، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم» : {إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا}. ومن الشهور المباركة التى لها فضل كبير شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن الكريم، حيث شرفه وكرمه رب العزة «عز وجل» بنزول القرآن الكريم فيه. فقال سبحانه «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتى مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»البقرة: (185). وفيه ليلة مباركة هى ليلة نزول القرآن. وهى خير من ألف شهر، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرى مِنْ ألف شَهْرى، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرى * سَلَامى هِى حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} «القدر: 1-5». ويقول سبحانه : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَة مُبَارَكَة إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرى حَكِيمى، أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} «الدخان : 3-5». وفيه العشر المباركات، وهى العشر الأواخر منه، وفيها كان يجتهد نبينا «صلى الله عليه وسلم» غاية الاجتهاد فى العبادة والتقرب إلى الله «عز وجل». فكان «صلى الله عليه وسلم» إذا دخلت هذه العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله وشد مئزره. وإذا كان رمضان هو شهر العتق من النار، وما من ليلة من لياليه إلا لله «عز وجل» فيها عتقاء من النار، فإن ذلك أرجى وأوكد فى هذه العشر. وإذا كان ربنا «عز وجل» يغفر للمستغفرين بالأسحار، فإن هذه الرحمة وهذه المغفرة أرجى فى هذه العشر، حيث يقول «صلى الله عليه وسلم» : {ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر}. يقول: من

يدعونى فأستجب له، من يسألنى فأعطه. من يستغفرنى فأغفر له». وإذا كان النبى «صلى الله عليه وسلم» قد حثنا ووجهنا إلى التماس ليلة القدر فى هذه العشر. فعلينا أن نكثر فيها من الدعاء والاستغفار والتكافل والتراحم. رجاء أن تصيبنا نفحة من نفحات هذه الأيام لا نشقى بعدها أبدًا. وفى هذه الليالى وأيامها أيضاً إخراج زكاة الفطر. وفى زماننا هذا نميل إلى الرأى القائل بالتعجيل فى إخراجها قبيل العيد تمكينًا للفقراء من قضاء حوائجهم قبل دخول العيد عليهم. وقد حددت دار الافتاء المصرية بالتشاور مع مجمع البحوث بالأزهر الشريف الحد الأدنى لزكاة الفطر بثلاثة عشر جنيهًا عن كل شخص صغيرًا أو كبيرًا. يخرجها الإنسان عن نفسه وعن من تلزمه نفقته من أهل بيته. ومن وسع وسع الله عليه. والسنة هى التوسعة على الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين فى هذه الأيام، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: {أغنوهم عن الطلب فى هذا اليوم} «السنن الكبرى». والمراد لا تحوجوا أحدًا منهم للسؤال أو الشعور بالحاجة فى هذا اليوم المبارك، وذلك بإدخال السعادة والسرور عليهم وعلى أبنائهم فيه. ويجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا مراعاة لمصلحة الفقير. بل نرى أن إخراج القيمة- أى النقد- أنفع للفقير فى مجتمعنا وزماننا. كونه أوسع للفقير فى قضاء حوائجه. مع جواز إخراج الحَبّ وعدم الإنكار على من أخرج زكاة الفطر حبًّا. شريطة وصول هذا أو ذلك إلى الفقير المستحق قبل صلاة عيد الفطر.

وزير الأوقاف