مأمون الشناوى شاعر الربيع فى كل العصور
كتبت - أنس الوجود رضوان:
الشاعر الكبير مأمون الشناوى ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالريف، فكتب أغانى فلكلورية للفلاحين، فهو ابن المنصورة، التى ظلت فى وجدانه إلى أن فارق الحياة، ولعبت الطبيعة دوراً فى تشكيل ثقافته، فكتب رائعته اغنية الربيع التى عاشت ٦٩ عاماً يرددها الملايين، وكانت بمثابة علامة تجارية لأغانى الربيع، والتى شدا بها فريد الأطرش، وحملت اغنيته حكاية مثيرة بين مأمون الشناوى وسيدة الغناء أم كلثوم، فقبل عرضها على الأطرش، عرضت على الست وقراءتها وأعجبت بكلماتها، ولكنها أرادت أن تضع بصماتها، فطلبت من الشناوى تعديلاً فى بعض أبياتها وخرج الشناوى من مقابلة الست يفكر فى طلبها، ولم يطل تفكيره فتقابل مع فريد الأطرش وحكى له حكايته، وأحس الأطرش أن باب السماء فتح له، وأخذ الأغنية ووضع لحناً لها يليق بكلمات شاعر موهوب، وغناها فى فيلم «عفريتة هانم» وأصبحت بعد ذلك من أشهر أعماله بل وأصبحت علامة مميزة لقدوم عيد الربيع لتتربع على عرش اغانى المناسبات، وعندما تتفتح الزهور فنتذكر الأغنية، وعقد الشناوى والأطرش وثيقة تعاون، فغنى له الأجمل أغانيه، أول همسة،
«حبيب العمر»، «بنادى عليك»، «حكاية غرامى»، خليها على الله، سافر مع السلامة، نجوم الليل، جميل جمال، يا قلبى يا مجروح، ماتقولش لحد، طال غيابك، أنا كنت فاكرك ملاك، أنت اللى كنت بادور عليك، أنا واللى بحبه، تقول لا، سنة وسنتين، وفى حديث اذاعى لمأمون الشناوى يقول إنه فقد الأمل فى التعامل مع أم كلثوم مرة أخرى خاصة أن
وتهافت على اغانيه المطربون، وغنى له العندليب الأسمر أجمل أغانيه العاطفية "علشانك ياقمر" لحن الموسيقار عبدالوهاب، بينى وبينك إيه، وصدفة، نعم يا حبيبى، أقول ماقولشى، لو كنت يوم أنساك، ألحان محمد الموجى.
"خايف مرة" لمحمود الشريف، وأغنية "إنى ملكت فى يدى زمامى" لحن محمد الموجى، وثورتنا النصرية، ألحان رؤوف ذهنى وظل سحر كلمات الشناوى يطفو على أغانيه التى تحارب إلى الآن أغانى المهرجانات التى ضيعت القيمة الحقيقية للأغنية. وغادر الحياة مأمون الشناوى فى 27 يونيو 1994.