رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مهرجان رد الجميل لرواد الموسيقى العربية

بوابة الوفد الإلكترونية

يختتم غدا مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية دورته الـ25، بحفل يضم اثنين من أهم الأصوات العربية، الأولى مى فاروق التى اشتهرت بأغانى سيدة الغناء أم كلثوم والثانية المطربة السورية أصالة، التى تحتفل غدا أيضا بمرور 25 عاما على احترافها الغناء، بختام هذه الدورة يكون قد مر على ميلاد هذا المهرجان الأهم فى الوطن العربى 25 عاما بالتمام، وأهميته تكمن فى أن هذا المهرجان هو بمثابة رد اعتبار لكل فنانى الزمن الجميل من مطربين وشعراء وملحنين، لأن المهرجان يقوم فى الأساس على إعادة نشر كل قوالب الموسيقى العربية، صحيح بعض الدورات شهدت قيام بعض المطربين بغناء أعمالهم الخاصة، وهى سلبية يجب أن يتصدى لها المهرجان فى دوراته القادمة، حتى لا يتحول المهرجان إلى ما يشبه حفلات ليالى التليفزيون، لكن 90٪ من حفلات المهرجان كانت وتظل تعتمد على تراثنا العربى، فهذا العام على سبيل المثال لم تخرج عن نهج المهرجان سوى أنغام التى قدمت أعمالها الغنائية الجديدة، لكن الغالبية العظمى مهتمة بتقديم التراث، بمن فيهم شباب المطربين محمد محسن ومحمد عساف وحسام حسنى وريهام عبدالحكيم ومى فاروق، الكبار أيضا لم ينسوا التراث بمن فيهم هانى شاكر ومحمد الحلو وعلى الحجار وعاصى الحلانى ومدحت صالح وإيمان البحر درويش ومحسن فاروق وأمجد العطافى وفؤاد زبادى وكريمة الصقلى وصفوان بهلوان حتى الذين غنوا من أعمالهم الخاصة، فأغلبها مر عليه أكثر من 25 سنة، وغناء كل هذه الأسماء وغيرها ممن شاركوا فى هذه الدورة أو الدورات السابقة يعد اعترافا بأهمية وعظمة وقيمة هذا التراث، نعم هناك سلبيات شهدها المهرجان عبر دوراته الـ25 لا يمكن لأحد أن ينكرها لكن الجانب المضىء فى المهرجان تجاوز السلبيات واحتواها.

وطالما أننا بصدد الكلام عن 25 سنة مهرجان لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذى لعبته الدكتورة رتيبة الحفنى رحمها الله، حتى أصبح هذا المهرجان والمؤتمر أهم احتفالية للموسيقى العربية فى الوطن العربى. دور رتيبة الحفنى تجاوز كل ما يتصوره العقل فهذه السيدة كانت تعمل من أجل هذا المهرجان 12 شهرا فى العام، لم أرها تحصل على قسط من الراحة مثل غيرها، كانت تعيش لهذا الحدث. تجاوزت صعابا ومحنا لا يعرفها إلا المقربون منها فقط، ولم يشعر بها أحد غيرهم، تحملت إسهاب بعض المطربين فى الغرور واعتذاراتهم المفاجئة كما تجاوزت صعابا متعلقة بالإداريات وأجور المطربين، كانت تشرف على كل صغيرة وكبيرة وفى أيام المهرجان تعمل من السابعة صباحا حتى كانت تقام فعاليات المؤتمر فى ساعة مبكرة من الصباح، وتظل بمكتبها حتى انتهاء الحفلات بعد منتصف الليل. لذلك تظل رتيبة الحفنى صانعة هذا الحدث الموسيقى والغنائى الأهم فى الوطن العربى، وكان لها الفضل فى تقديم أصوات من كل بقاع الوطن العربى، وهناك شخصية أخرى لا بد أن نمنحها حقها وهو الإعلامى الكبير الراحل وجدى الحكيم، فكان بمثابة الداعم الأهم للمهرجان، وكان قناة اتصال مع نجوم الطرب وكوّن مع الراحلة رتيبة الحفني ثنائيا عظيما، حيث كانت لديهما إرادة حديدية لكى يواصل المهرجان رسالته وبالفعل استطاع المهرجان، أن يصل بهما حتى الدورة الـ22

حتى رحلت الدكتورة رتيبة قبل الدورة الـ21 بينما رحل وجدى بعد الدورة الـ22 للمهرجان، والآن وصل المهرجان إلى محطته الـ25، وهذا يعنى أنهما شاركا فى حوالى 95٪ مما حققه هذا المهرجان من إنجازات لصالح الموسيقى العربية الذى تدور كل فكرته وفلسفته فى إطار عودة الأصالة لدائرة الضوء، بعد أن كان تراثنا قبل هذا المهرجان مقصورا على تقديمه من خلال فرقتى أم كلثوم للموسيقى العربية التابعة لأكاديمية الفنون ثم فرقة عبدالحليم نويرة التى أصبحت تابعة لدار الأوبرا المصرية.

لذلك كان المهرجان بمثابة الاحتفالية السنوية التى تقام من أجل وضع رواد الموسيقى العربية فى المكانة التى يستحقونها، وأصبح هناك كيان يجمع أعمال سيد درويش وسلامة حجازى وصالح عبدالحى وأبوالعلا محمد وزكريا أحمد ومحمد القصبجى ورياض السنباطى ومحمد عبدالوهاب ومحمود الشريف ومحمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدى وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالعزيز محمود، وفايزة أحمد ونجاة وأسمهان وليلى مراد ومحمد عبدالمطلب. أسماء وأسماء سطرت هذا التاريخ الكبير، ولذلك لا يمكن لإنسان طبيعى أن ينكر فضل هذا المهرجان عبر مشواره الطويل، هذا المهرجان كان طوق نجاة لتراثنا لأننا منذ ثمانينيات القرن الماضى وموسيقانا العربية تتعرض لهجمة شرسة جعلت الموسيقى الغربية تطغى على موسيقانا فى استهداف غير مسبوق لهويتنا الموسيقية، وهنا لا بد أن نعترف أن هناك أسماء كبيرة أيضا التفت حول هذا المهرجان مثل الموسيقار الكبير محمد سلطان وحلمى بكر ومحمد على سليمان والراحل عمار الشريعى وسامى نصير ورضا رجب ودكتورة نادية عبدالعزيز.

ولم يكن المهرجان مجرد حاضن لكبار المطربين الذين شاركوا فى حفلاته مثل هدى سلطان وسعاد محمد وشهرزاد و محمد العزبى ومحمد رشدى ووديع الصافى وصباح فخرى، ثم الأجيال الأخرى التى تبعت هذا الجيل لكنه قدم أيضًا أصواتًا كانت شابة عند ظهورها الأول مثل ذكرى وصابر الرباعى وأنغام وغادة رجب ولطفى بوشناق وأصالة وغيرهم، وكل هؤلاء غنوا اعترافا بأهمية وقيمة الرواد فى ليالٍ أقل ما توصف بأنها ليالى رد الجميل لمن صنعوا تاريخ الأمة المصرية والعربية فى عالم الطرب.