عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في ذكرى وفاته.. "خليل مطران" صاحب المساء الحزين

خليل مطران
خليل مطران

"شاعر القطرين أو الأقطار العربية".. هكذا لُقب شاعر "الفصحى" الذي عاش معظم حياته في مصر، واستطاع بكلماته أن يأثر الوطن العربي بأكمله، بعدما جمع كل الثقافات في نسيج شعري واحد، بمعاني عميقة، وتصورات لا يفهمها الكثيرون.

 

هو الشاعر "خليل مطران".. الذي تحل ذكرى رحيله الـ67 اليوم، تاركًا بصمة لا تنسى في مدرسة التجديد الشعري، والحياة الثقافية التي أثر فيها، فيعد من كبار الشعراء بالتاريخ، وأيضًا الكتاب، حيث بدأ حياته محررًا صحافيًا ثم انطلق إلى عالم الشعر والقصائد.

 

عام 1872، شهدت مدينة بعلبك في لبنان ولادة "مطران"، وأشرفت المدرسة البطريركية في بيروت على تعليمه، ثم سافر بعدها إلى فرنسا منها إلى مصر، وبسب حسه الوطني، شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي؛ بسبب كرهه للظلم، والتسلط، والقهر.

 

بدأت حياته الفعلية في القاهرة، بعمله كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ولم يكتف بذلك بل قام بإنشاء "المجلة المصرية"، ثم جريدة "الجوانب المصرية" اليومية، وهي الجريدة التي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل في حركته الوطنية، واستمرت في الصدور على لمدة 4 أعوام دون انقطاع.

 

ورغم ذلك جذبته البيئة الشعرية التي عاش فيها، إلى الأدب والقصائد، حيث تتلمذ على يد أستاذه إبراهيم اليازجي، المعروف بحسن اللغة وإطلاعه على الثقافات العالمية في باريس وأمريكا ومصر.

 

وعلى يده أتقن "مطران" اللغات الإنجليزية والتركية والفرنسية، فتأثر بالتيارات الفكرية والعالمية، كما أنه استطاع العمل بالترجمة، الأمر الذي أكسبه ثقافة عالمية واسعة.

 

وعُرف عنه منذ صغره حبه للجمال والطبيعة، فنشأ متأثرًا بعوامل نفسية وحياتية، الأمر الذي دفعه للاتجاه نحو التجديد في الشعر والانضمام إلى مدرسته، فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر.

 

وخلال مشواره في مدرسة التجديد، عُرف عنه التمييز في أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني، والأصالة والرنة الموسيقية، وكما أنه من مجددي النثر، الذي أخرجه من الأساليب الأدبية القديمة، كما كان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير من أعماله.

 

وتعلم مطران في مدرستان تأثر بهما، الأولى هي المدرسة البرناسية التي تعتني باللغة من منطلق مبدأ الفن للفن، والمدرسة الرومانسية التي تعتمد الوجدان والميل إلى الطبيعة والتعلق بها.

 

 لم يقف مشوار "مطران" عند حد التجديد الشعري، ولكنه اهتم أيضًا بالشعر القصصي والتصويري، الذي تمكن من استخدامه للتعبير

عن التاريخ والحياة الاجتماعية العادية التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص التاريخ، وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، كما عُرف عنه غزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي.

 

تفوق شاعر القطرين في الشعر الاجتماعي أيضًا، فكان له عددًا من القصائد الاجتماعية، حارب فيها الفساد الاجتماعي والخلقي، تفوق فيها على من حافظ إبراهيم، وأحمد شوقي.

 

من أشهر قصائده: "بزرجمهر، المساء، موت عزيز، الأسد الباكي، وفاء، الجنين الشهيد، المنتحر، الطفل الظاهر، نيرون، فتاة الجبل الأسود، شيخ أثينة، بين القلب والدمع، الزنبقة وغيرها الكثير من القصائد المميزة لمطران"، كما قدم للمكتبة العربية كتب كثيرة، والعديد من الترجمات لكل من شكسبير، وفيكتور هوجو.

 

وأُطلق عليه لقب "شاعر القطرين" ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة إبراهيم حافظ وأحمد شوقي أطلق عليه لقب "شاعر الأقطار العربية"، كما حصل على لقب "صاحب المساء الحزين"؛ بسبب شدة حزن قصائده.

 

عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم ، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908 ، وكان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.

 

ونظرًا لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين، قبل وفاته.

 

توفى "مطران" عام 1949، بعد معاناة من المرض، انتقل فيها من القاهرة  إلى الإسكندرية للاصطياف والاستشفاء، ظانًا أن هذا يشفيه من علة أصابته، واستغل مرضه وأحزانه في الكتابة والشعر، ألا أن الوقت لم يمهله سوى كتابة قصيدة "المساء" الشهير ثم وافته المنية.