عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البخيل.. وأنا

بوابة الوفد الإلكترونية

زوجى بخيل جدا يعشق المال ويحبه حب العبادة كأنه جزء من جسده يخاف أن ينفقه.. يعيش حياة التقشف بكل حب وتودد يكره أي أزمات نمر بها يحتاج خلالها ان ننفق الأموال 11 شهراً عشتها معاه على هذا الوضع المهين حتى الطعام قرر ان يحرمه علينا بكافة أنواعه، وأصر بأن شراء اللحمة حرام لان سعرها تجاوز الـ70 جنيهاً، نعيش على أكل الفول والطعمية، بمرور الوقت كرهت وجوده وتمنيت ان أعود إلى بيت والدى مرة أخرى بدأت الزوجة الشابة حديثها أمام محكمة الأسرة بالجيزة، بعد أن قررت تقديم دعوى قضائية تطالب فيها بخلع زوجها الذى حرَّم دخول اللحمة المنزل وكل طعام لا يتعدى سعره الخمسة جنيهات. وقالت الزوجة نشأت فى أسرة طيبة بين أب وأم كل همها فى الحياة هو تلبية احتياجاتنا وتوقير الحياة الكريمة، وبالرغم من ان والدى كان يعمل موظفاً بسيطاً جدا ووالدتى ربة منزل إلا اننى لم أشعر فى يوم من الأيام اننى محرومة من شىء، كانت أمى تدبر شئون البيت وتقوم بتوفير الأموال اللازمة لتوفير احتياجاتنا، مرت السنون سريعة جدا حتى وصلت إلى المرحلة الاعدادية وخلال شهور الدراسة أصابنى مرض شديد لازمت خلاله الفراش أكثر من شهرين الأمر الذى أثر على مستواى فى الدراسة ولم أتمكن من الالتحاق بالثانوية العامة، أصبت بانهيار شديد لان كل ما تمنيته فى الحياة هو تحقيق حلم والدى بأن ألتحق بإحدى كليات القمة، وبالرغم من ذلك ساعدنى والدى من المرور من أزمتى النفسية بعد ان أكد لى ان التعليم الثانوى الصناعى أو التجارى جواز مرور لإحدى الكليات، اقتنعت لكلامه وتفوقت فى دراستى وتمكنت من الحصول على شهادة الدبلوم بتفوق، لكن للمرة الثانية تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن  بعد ان أصيب والدى فى حادث تسبب فى عجزه عن الحركة وأحيل إلى معاش مبكر فقررت النزول إلى مجال العمل بكل نفس راضية حتى أساعد أسرتى الصغيرة فى تلبية احتياجاتها، خاصة ان لى أشقاء ما زالوا فى سنوات التعليم الأساسية نظرا لتفوقى فى دراستى ساعدتنى مديرة المدرسة التى كنت فيها طالبة بالعمل فيها كمدرسة حظيت بحب الجميع ومساعدتهم لى حتى أتفوق فى مجال عملى.. وفى أحد الأيام انتقل إلى مدرستنا أحد المدرسين كان وسيما وجذابا بمرور الأيام وجدته يتقرب إلى يحاول كسب مودتى واهتمامى، فى بادئ الأمر كنت أرفض الفكرة نظرا لظروف أسرتى الصغيرة التى تحتاج مساعدتى لكن مع مرور الوقت شعرت باننى أفكر فيه وأنتظر قدومه وأتابعه، بل بدأت فى الشعور بالغيرة عليه إذا حاولت إحدى الفتيات او المدرسات التقرب إليه، وليت الأمر اقتصر على ذلك بل أصبحت أتابعه وأراقب صفحته الخاصة على الفيس بوك. تصمت الزوجة العشرينية قليلا كأنها تستعيد شريط حياتها ثم تستكمل كلامها قائلة لاننى كنت صغيرة جدا ولم أتخط عامى العشرين استطاع ان يوقعنى فى حبه خاصة انه أول حب فى حياتى.. فى أحد الأيام علمت بانه مريض وملازم للفراش فقررت الاتصال به لم أتمكن من إخفاء مشاعرى اكثر من ذلك وبمجرد اتصالى به أخبرنى بانه معجب بى وبشخصيتى، وطلب منى ان أقابله لانه يريد ان يتحدث معى فى أمر مهم وافقت على الفور واخبرت والدتى بما حدث فوافقت على ان أقابله فى أحد الأماكن العامة وبالفعل قابلته وبمجرد ان قام بلمس يدى شعرت ببرودة شديدة تسرى فى دمى، وقلبى كاد يتوقف من شدة نبضاته وعندما لاحظ ما أصابنى طلب منى المكوث لكننى رفضت وأخبرته بضرورة عودتى إلى منزلى فى أسرع وقت فأخبرنى بانه معجب بى ويريد ان يستكمل نصف دينه بالزواج منى شعرت وقتها بان الدم تجمد فى عروقى وقمت بالفرار من أمامه لم ادرك وقتها كيف تمكنت من الوصول

إلى بيت أسرتى، أخبرت والدتى بما حدث طارت من الفرح وقمنا بتحديد موعد لحضور منزلنا تمت الخطبة فى حفل عائلى، وخلال أشهر قليلة جدا تم الزفاف لم أتمكن خلال هذة الفترة القصيرة من التعرف على حقيقة زوجى ولم أشعر بهذا لان أغلب الوقت كنا نتقابل فى منزل أسرتى. تستكمل الزوجة حديثها مرت الأيام الأولى من زواجى هادئة جدا خاصة بان والدى كان قام بتوفير جميع المواد الغذائية للبيت وعاد زوجى إلى العمل وخلال اتصال هاتفى معه طلبت منه ان يحضر بعض مستلزمات البيت وهنا بدأت فى اكتشاف حقيقته، حيث ثار علىّ ثورة عارمة وقام بنهرى وأكد لى اننى زوجة مسرفة ومبذرة وقتها لم أدرك خطورة الوضع الذى أعيشه مع شريك حياتى وعقب عودة زوجى من عمله قام بتأنيبى وإهانتى على إسرافى وأكد ان والدى قام بشراء متطلبات لى تكفى لأكثر من 6 اشهر تعجبت من كلامه وطلبت منه ان يكون هادئا واعتذرت له وبعد مرور عدة أيام قام بافتعال مشاجرة جديدة بعد ان طلبت منه شراء بعض اللحوم والأسماك لتخزينها، وحاول ان يتعدى على بالضرب، إلا اننى قمت بالفرار من أمامه وأنا فى حالة انهيار.. لم أصدق نفسى بان يكون زوجى بخيلاً إلى هذه الدرجة الشديدة اشتكيت إلى والدى تصرفات زوجى فقام بتهدئتى وطلب منى ان أتحمل ظروف زوجى كأى زوجة صالحة لكنى بمرور الأيام أصبحت لا أطيق بخله غير المبرر وكثرة حبه للمال، 11 شهراً عشتها مع زوجى لا أتناول سوى الفول والطعمية بعد ان أكد لى ان شراء اللحمة من المحرمات حرمنى من العيش مثل أى زوجة جديدة حتى لا ينفق أمواله بالرغم من ان دخله بالإضافة إلى ان لديه إرثاً من والده ويملك بعض الأراضى. ونسى قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم «الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا» صدق الله العظيم. وأكملت: «تعبت منه فطلبت منه الانفصال إلا انه رفض بشدة وطالبنى بان اخلعه حتى يضمن ان أتنازل عن جميع حقوقى المالية لديه وبالفعل توجهت إلى مكتب التسوية وقمت بطلب الخلع لكى أرتاح، وبالفعل قررت المحكمة التفريق بينهما لإصرار الزوجة على الحصول على حريتها والتخلص من هذا البخيل الذى حرَّم عليها كل نعم الحياة رغم حالته المادية الميسورة فنسيت الزوجة الحب والمشاعر بل قتلها بخل الزوج وحرصه على إدخار الأموال وتركته قبل أن يمر على زواجها عام واحد.