التفاعل فضيلة إنسانية
التفاعل فضيلة إنسانية أصيلة، فالله خلق منذ البداية البشر أحراراً، وتركهم يتفاعلون، الله لم يخلقنا كقطع الشطرنج أو الدمى، ولم يشأ أن يحركنا بـ(الريموت كنترول).. بل أراد أن نبقى أحراراً حتى النهاية.. والحرية تصاحبها المسئولية، الإنسان الروحى يتفاعل مع إخوته فى المجتمع بحيوية الكائن الحى الذى يتحرك مع التيار أو ضده حسب الموقف فى مرونة حكيمة وإفراز سليم إذا كان التيار سليماً وفى مكانه ومجاله، أشارك فيه وأتفاعل معه بمنتهى القوة.. الإنسان الروحى إنسان إيجابى وبنَّاء ومشارك.. من أول حملة شلل الأطفال حتى الحرب والموت من أجل الوطن.
مروراً بكل الأنشطة الإيجابية البناءة من انتخابات اتحاد الطلبة وحتى النقابات إلى الأحزاب، ومنها إلى الانتخابات العامة.. الإنسان الروحى السوى يتفاعل بواقعية فعندما يرى فساداً يبعد عنه ولا يكتفى بمجرد شجبه وإدانته، ولكن يتحرك فى إيجابية وشعاره (بدلاً من أن تلعن الظلام أضئ شمعة)... يبدأ بنفسه ويصلح من نفسه يعمل باجتهاد «فما للرب وليس للناس» يخلص فى عمله.
ويتفاعل مع القريبين منه (أخيه، جاره، زميله، مرؤوسه...) وقليلاً قليلاً تتسع دوائر الإصلاح وتلتحم كالجزر وسط المحيط، وهكذا تنير شمعة وسط الظلام، وكلما انتشر الظلام حولنا، احتاج المجتمع لنور الإيمان الذى فينا، وكلما انتشر الفساد حولنا، احتاج إلى بر الإيمان، الإنسان الروحى الحكيم يتفاعل مع
«أنتم نور العالم». «أنتم ملح الأرض». «أنتم رائحة الله الزكية»، «خميرة مقدسة». «سفراء عن السماء». نصلى جميعاً من أجل بلادنا مصر الوطن المبارك الذى يعيش فينا وترابه غالٍ علينا. نصلى من أجل كل إنسان فى مصر ليكون على مستوى عظمة الوطن الذى يعيش فينا ليعود الإنسان المصرى الإيجابى المتفاعل لريادة وقيادة العالم كله فى طريق الحب والرخاء.