الأرض تهدد.. المزيد من الحروب ما لم يتوقف البشر

 تلاعب البشر بالطبيعة فغضبت الأرض، ثارت وأحرقت وفاضت، ومازالت تحمل داخلها المزيد من الغضب، وهددت بطريقتها "إذا لم يكف الإنسان عما يفعله ستكون الحرب".

 

اقرأ أيضًا: غضب الطبيعة يحرق إسبانيا (شاهد)

 

حرق الوقود الأحفوري والغازات المنبعثة وغيرها من أفعال اعتاد البشر القيام بها منذ قرون، وكان الناتج بيوتًا أغرقتها الفيضانات، وأنهارًا جفت، وغابات احترقت، وكارثة على وشك الوقوع بسبب ذوبان القطب الجنوبي، جميعها كوارث قضت على أرواح ملايين البشر والحيوانات، ومازالت الطبيعة غاضبة، وفي محاولة لاستعادة كسب ثقة الأرض يعمل العالم حاليًا على علاج المشاكل التي أدت لهذه الكوارث، من خلال قمة المناخ COP27.

 

التغيرات المناخية وتأثيرها صحة الإنسان:

 يعتقد الكثير من الناس أن التغيرات المناخية تؤثر في بلاد دون أخرى، وأن التأثير ينعكس فقط على البيئة، ولكن الحقيقة أن التغير المناخي يؤثر على الصحة، وكشف ذلك عدد من المراكز البحثية حول العالم، التي دقت ناقوس الخطر، حول مخاطر وعواقب حرق الوقود الأحفوري باستمرار، إذ تؤدي انبعاثات الوقود الأحفوري إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وأمراض الجهاز التنفسي، مثل مشاكل الربو لدى الأطفال والبالغين، فضلًا عن تلوث الهواء الذي يقتل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حوالي بنحو 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كل عام.

 

كما يسبب انبعاث الكربون، الناتج عن الاحتباس الحراري، إتلاف جسم الإنسان وعقله، ويسبب ارتفاع درجات الحرارة في زيادة نسبة الإجهاد، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، كما يهدد التغير المناخي بالتهجير القسري للعائلات، خصوصًا الملايين في المجتمعات الساحلية، ممن اختاروا العيش في هذه المناطق لاستنشاق هواء نقي.

 

فيضان الأنهار:

 يضاف إلى جميع المشاكل التي نتجت عن التغيرات المناخية، أزمة الأنهار الجليدية، التي تتأثر مع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، تذوب الأنهار الجليدية،

وتتوسع مياه المحيطات، فيؤدي ذلك لارتفاع البحار بحوالي 7 إلى 8 بوصات في المتوسط منذ عام 1900، وكشفت دراسات أن زيادة كمية المياه التي تزحف إلى السواحل، تساعد في ابتلاع الأراضي والمنازل ببطء، كما يساعد على تغذية المزيد من الفيضانات الداخلية.

 

تضاعف متوسط عدد أيام الفيضانات السنوية على الساحل الشرقي بين فلوريدا ونورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، من عام 2005 حتى عام 2015، وبذلك ارتفع منسوب مياه البحر، الذي أسفر عنه تهجير الآلاف من العائلات وتركهم لمنازلهم بعد أن غزتها المياه.

 

تأثر التغير المناخي على النظام الغذائي:

 يؤثر التغير المناخي على تركيبة الفواكه والخضراوات التي نتناولها، مما يجعلها فقيرة الجودة الغذائية، وكشفت دراسات أن ثاني أكسيد الكربون الإضافي يسرع عملية التمثيل الضوئي، ويسبب نمو النباتات بمزيد من السكر وأقل من الكالسيوم والبروتين والزنك والفيتامينات المهمة.

 

وأعلنت جامعة هارفارد، في تقرير بحثي لها تأثير الانبعاثات الكربونية، الفترة المقبلة على النظام الغذائي، وبحلول منتصف القرن، يمكن أن يصاب حوالي 175 مليون شخص آخر بنقص الزنك ويمكن أن يصاب 122 مليون شخص بنقص البروتين نتيجة لهذه التغييرات في فسيولوجيا النبات.